شارك آلاف المغاربة في مسيرة احتجاجية ضخمة جابت وسط العاصمة الرباط للتنديد بما وصفوه بالمجازر التي يتعرض لها مؤيدو الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، والتعبير عن رفضهم لما أسموه الانقلاب العسكري ضده. ورفعت خلال هذه المسيرة، التي دعت إليها عدة هيئات حقوقية مغربية، شعارات منددة بما تصفه حكم العسكر في مصر والانقلاب الدموي والمجازر التي تعرض لها المعتصمون خصوصا في رابعة العدوية والنهضة في القاهرة، وطالبوا بطرد السفير المصري من المغرب. وسجلت المسيرة، التي قدر منظموها في حديثهم للجزيرة نت عدد المشاركين فيها بقرابة مائة ألف شخص، مشاركة نبيلة بنكيران زوجة رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران، إلى جانب عدد من الفعاليات السياسية والحقوقية والنسائية. وكانت أغلبية الأحزاب المغربية سواء المشاركة في الحكومة أو المعارضة عبّرت في وقت سابق في إجماع غير مسبوق عن رفضها وتنديدها بما وصفتها أساليب العنف والقوة التي واجهت بها السلطات المصرية أنصار مرسي، خصوصا أثناء فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة. سلوك إجرامي ولم يتردد حزب العدالة والتنمية، الذي يقود الحكومة في المغرب، في وصفه في بيان فض الاعتصامين ب'السلوك الإجرامي' وما أسماه 'العدوان على المواطنين المسالمين والأبرياء، والقتل الشنيع'. وجاء ذلك في وقت عبرت فيه الحكومة المغربية من خلال بيان لوزارة الخارجية عن 'تأسفها للخسائر في الأرواح' خلال تلك الأحداث، معتبرة أن 'الحوار وحده الكفيل بأن يقود جميع الأطراف إلى التوصل للتوافقات الضرورية لحل سياسي، لما فيه المصلحة العليا للشعب المصري'. وعاينت الجزيرة نت مشاركة قياديين من أطياف محسوبة على التيارات الإسلامية وأخرى من هيئات حقوقية في الصفوف الأولى للمسيرة التي مرت في أجواء عادية. وقال رئيس حركة التوحيد والإصلاح محمد الحمداوي في تصريح للجزيرة نت إن هذه المسيرة تأتي للتعبير عن رفض الشعب المغربي بكل أطيافه لما وصفه بالمجازر المرتكبة في مصر. ولم يتردد الحمداوي في مقارنة ذلك بما اقترفته إسرائيل ضد الفلسطينيين خلال عقود، منددا في هذا الإطار باعتداءات الأمن المصري على المساجد في القاهرة.