رفضت السلطات المصرية منح البروفيسور يوسي بن ارتسي، رئيس جامعة حيفا الإسرائيلية تأشيرة دخول إلى مصر للمشاركة بمؤتمر أكاديمي بالإسكندرية، الأمر الذي أرجعته السفارة المصرية بتل أبيب إلى أنه ربما ناجم عن خطأ فني، على ما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية. وقالت الصحيفة، إن بن ارتسي اضطر إلى التنازل عن مشاركته بمؤتمر مجلس الجامعة الأورو- متوسطية (ايورو مديتيريان يونيفيرستي) الذي من المقرر أن يعقد خلال الفترة المقبلة بالإسكندرية، بعد رفض السلطات المصرية الموافقة على طلبه بمنحه تأشيرة دخول للمشاركة في المؤتمر. والجامعة الأورو- متوسطية يرجع تأسيسها إلى ما قبل عدة سنوات على هامش المؤتمر الأوروبي الذي عقد بفرنسا، وتضم حاليًا 120 مؤسسة أكاديمية بدول حوض البحر الأبيض المتوسط، ويبلغ عدد أعضاء مجلس الجامعة حوالي 30 عضوا وتعقد اجتماعين سنويا في مدينة جديدة يوجد بها مؤسسة أكاديمية تابعة للجامعة، بحسب الصحيفة. وقال الأكاديمي الإسرائيلي: "قمت بشراء تذكرة طيران للمشاركة بمؤتمر الإسكندرية، وأرسلت جواز سفري للقنصلية المصرية في تل أبيب للحصول على تأشيرة الدخول، لكن جواز السفر عاد إليّ مع رفض طلبي بالحصول على التأشيرة. المصريون لم يعطوا أي مبررات للرفض"، وأشار إلى أنه قام بإرسال خطاب للسفير المصري بإسرائيل ولم يتلق أيضا الرد عليه. وذكرت الصحيفة أنه بعد قيام بن ارتسي بالاستيضاح من الخارجية الإسرائيلية عن الأمر تبين له أن تلك ليست المرة الأولى التي ترفض فيها السلطات المصرية منح أكاديميين إسرائيليين تأشيرة دخول والمشاركة بمؤتمرات على أراضيها، موضحة أن جوزيف ميفسود رئيس الجامعة الدولية قام بإرسال مذكرة احتجاجية باسم الجامعة للقاهرة. وعبر بن ارتسي وهو أحد مؤسسي حركة "السلام الآن" الإسرائيلية عن شعوره بالخيبة إزاء رفض مصر السماح له بالمشاركة في المؤتمر، مضيفا: "ما زلت أؤمن أن اتفاقية السلام مع مصر هي احد الإنجازات الكبرى التي حققتها إسرائيل منذ إعلان قيامها عام 1948، لكني أشعر بخيبة الأمل مما قام به المصريون واستخدامهم تأشيرات الدخول بشكل سياسي لمنع تمثيل إسرائيل ومشاركتها في حدث أكاديمي لا سياسي". غير أن مصادر السفارة المصرية بتل أبيب عزت الأمر إلى خطأ غير متعمد، مشيرة إلى أنه "قد يكون الأمر خطأ فني نتيجة لملء الاستمارات بشكل غير صحيح أو عدم تقديمها في الوقت المناسب"، إلا أن جامعة حيفا أكدت أن الاستمارات ملئت من قبل محترفين وتم تقديمها منذ ثلاثة أسابيع، وفق ما نقلت الصحيفة. وتعد هذه ثاني شكوى من نوعها في غضون شهر واحد، بعد أن رفضت مصر منذ حوالي شهر منح تأشيرة دخول لأوري زليجسون مدير مركز أمراض الدم بمستشفى تل هشومير الإسرائيلية للمشاركة في مؤتمر دولي عن أمراض الدم أقيم بالقاهرة نهاية الشهر الماضي، بعدما قال إنه تردد على السفارة المصرية منذ مطلع مارس الماضي ثلاث مرات للحصول على تأشيرة الدخول إلى مصر، إلا أنه في كل مرة كان يقابل طلبه بالرفض دون أن يبدو السبب وراء ذلك.