الآلاف شيعوا الضحايا فى مسيرة لأكثر من 25 كيلو مترًا.. وهتافات منددة بالكيان الصهيوني.. وردود فعل غاضبة من اختراق السيادة المصرية شيع أهالى سيناء صباح السبت 4 من شهداء "الغارة الإسرائيلية، فى جنازة مهيبة بالاعلأم السوداء شارك فيها أكثر من 6 آلاف شخص من مختلف العائلات والقبائل، وطافت لأكثر من 25 كيلو مترًا، وسط ترديد الهتافات المعادية للكيان الصهيوني، فيما شهدت العريش صباح السبت، استنفارًا أمنيًا للبحث عن عناصر متورطة فى الهجوم على قسم شرطة ثان العريش مساء الجمعة. وطاف المشيعون في الجنازة مدينتى الشيخ زويد ورفح بداية من قرية المهدية المكان القريب من مسقط رأس الشهداء قبل أن تتجه لرفح على الطريق الدولي السريع، ثم مسار الشيخ زويد، متجهة إلى جنوبالمدينة، ومن ثم إلى قرية الجورة، حيث عادت المسيرة الجنائزية إلى قرية المهدية جنوب رفح مرة أخرى، بعد أن قطعت مسافة تقدر بأكثر من 25 كيلو مترًا. وتعالت، خلال المسيرة، أصوات التكبير والهتافات المنددة بالكيان الصهيوني من بينها "خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود"، و"المجد للشهداء" وسط تعاطف جموع المارة من الأهالي مع المشيعين الذين رددوا "حسبنا الله ونعم الوكيل فى إسرائيل وأذناب إسرائيل". وقام العديد من أهالي الشيخ زويد بانتظار المسيرة الجنائزية فى الميدان الرئيسى، رافعين العديد من الأعلام السوداء المكتوب عليها لا إله إلا الله، وسط مشاركة كل التيارات الدينية والسياسية فى الجنازة، حيث فاق عدد السيارات أكثر من 2000 سيارة بخلاف الدراجات النارية والمشيعين. يأتى ذلك فيما تزايدت ردود الفعل الغاضبة فى سيناء من انتهاك إسرائيل المجال الجوى المصري والأراضي المصرية، حسب قولهم.
وقال مصطفى سنجر، الناشط السياسي، إن هذه ليست المرة الأولى التي تنتهك، فيها إسرائيل السيادة المصرية، فقد قامت قوات الكيان منذ عامين بقتل جهادي فى قرية "خريزة" بوسط سيناء من خلال زرع عبوة ناسفة له أثناء سيره بجانب منزله، كما قتلت أيضًا جنودًا مصريين قالت إن الحادث جاء ب"طريق الخطأ" وقتها.
وأكد أشرف الحفنى، الناشط السياسي، أن انتهاك السيادة المصرية يعتبر فضيحة فى حق الدولة المصرية وجيشها، معتبرًا أن اتفاقية كامب ديفيد كبلت الجيش المصرى وسوغت لإسرائيل انتهاك الحدود المصرية وضرب أبنائنا، على حد قوله.
وأكدت مصادر قبلية أن طائرة استطلاع إسرائيلية هى من قامت بتصويب 3 صواريخ باتجاه الأربعة أثناء جلوسهم فى مكان صحراوى بمنطقة العجراء جنوب رفح، بينما كانت طائرة مصرية تحلق فوق المكان وقت الحادث. وكان المتحدث العسكري المصري قد أعلن أن طائرة مصرية هى من أطلقت صواريخ باتجاه المشتبه فيهم، وأن المكان كان مراقبًا من عشية الخميس، حسب قوله، نافيًا اختراق إسرائيل للحدود المصرية. وكان شهود عيان من أهالى قرية العجراء وشبانة والمهدية والمناطق القريبة من موقع الحادث قد ذكروا أن طائرة هليوكوبتر بيضاء اللون مصرية حلقت فوق المكان بشكل مكثف بعد صلاة الجمعة حتى العصر، إلا أن الصواريخ أطلقت من طائرة أخرى يعتقد أنها طائرة استطلاع إسرائيلية.
في غضون ذلك، شهدت شوارع مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، فى الساعات الأولى من صباح السبت، استنفارًا أمنيًا للبحث عن عناصر متورطة فى الهجوم على قسم شرطة ثان العريش. وكان مسلحون مجهولون، قد أطلقوا النار على قسم ثان العريش الليلة، ما أسفر عن تبادل قوات الأمن لإطلاق النار معهم دون الإبلاغ عن إصابات. وقال مصدر أمنى، إن المسلحين قاموا بإطلاق النار على القسم، مشيرًا إلى أنَّ قوات الأمن تعاملت معهم من خلال إطلاق النار عليهم حتى فروا هاربين دون وقوع إصابات.