من المتعارف عليه أن مهنة المسحراتي امتهنها الرجال إلا أن النساء كان لهم نصيب منها بمحافظة الدقهلية، فهناك أماكن ومناطق ارتبطت واشتهرت بصوت وطبلة "المسحراتية" كمنطقة الجامعة بمدينة المنصورة، والتي ارتبطت بطبلة الحاجة "جمالات"، والتي تخرج بها قبل أذان الفجر منادية "اصحى يا نايم.. وحد الدايم"، لتوقظ أهالي المنطقة لتناول طعام السحور بالشهر الكريم. وتعتبر "جمالات أحمد الناصري" مسحراتية "الحتة"، كما يطلقون كما أنها ارتبطت بالمهنة وتوارثتها عن أبويها وتواظب على الخروج كل ليلة من ليالي الشهر الكريم بالرغم من تجاوزها الستين عامًا، فهي تفتخر بمهنتها وتعتز بها منذ ما يقرب من 20 عامًا، مؤكدة أنها لن تتخلى عنها أو تتركها فستظل "مسحراتية الحتة" حتى اليوم الأخير من عمرها. كما أخذت النساء صغيرات السن نصيبًا أيضًا من هذه المهنة، حيث أكدت إيمان شعبان "ذات الثانية والثلاثين عامًا أن والدتها كانت تعمل بتلك المهنة منذ ما يقرب من 25 عامًا فقررت أن تستكمل مسيرة والدتها إحياءً لذكراها وتخليدًا لها وتعتبر مهنة التي تمتهنها إيمان منذ 5 أعوام مهنة إضافية فهي في الأصل تعمل بائعة خضار صباحًا ومسحراتية ليلًا، الأمر الذي أكسبها حب الجميع وخاصة الأطفال الذين تناديهم بالاسم وقت السحور فيعد أمرًا محببًا لهم، وهي تردد النداء الذي ورثته عن والدتها "يا عباد الله وحدوا الله .. اصحا يا نايم وحد الدايم". و يجني "المسحراتية" ثمرة عملهم طيلة الثلاثين ليلة في اليوم الأول لعيد الفطر المبارك فهناك من يمنحهم الأموال ويعتبرها جزءًا من الصدقة والبعض الآخر يمنحهم الأطعمة. يقول أحمد عباس، موظف، إن الزمن تغير ووسائل الاتصالات أصبحت مهيمنة بشكل كبير على الحياة اليومية إلا أن المسحراتي جزء من التراث المصري الأصيل، فدوره لا يقتصر على إيقاظ المواطنين فقط بل إنه يمثل أحد الطقوس الرمضانية التي تعطي مذاقًا خاصًا للشهر الكريم. وأضافت أميرة ماهر ربة منزل أن للمسحراتي طعمًا ومذاقًا خاصًا ولكنه بدأ في الانقراض وليس هو فحسب فأشياء أخرى ذهبت معه كمدفع الإفطار والزينة التي تزين الشوارع في الشهر الكريم متمنية أن تعود تلك الأيام مرة أخرى وتشكل مخرجًا للواقع السياسي الأليم التي تحياه مصر على حد وصفها. شاهد الصور: