أصحى يانايم وحد الدايم وقول نويت بكره إن حييت الشهر صايم والفجر قايم أصحى يانايم، وحد الرزاق رمضان كريم ،إنها جملة المسحراتي الشهيرة مع نقرات طبلته الرنانة. المسحراتي أهم سمات رمضان رغم مرور الوقت إلا أنه عادة لا تنقطع فى رمضان منذ ليلة ثبوت الرؤية وحتى نهاية الشهر . وأختلفت طرق المسحراتية في إيقاظ النائمين على مر العصور، فيعد المسحراتي تقليد أسلامي ففي عهد الرسول "صلى الله عليه وسلم" كلف رسولنا أول مؤذن فى الأسلام "بلال بن رباح" بمهمة التسحير بالوقوف فوق أعلى مكان وإيقاظ الناس. ولكن في العصر الفاطمي ظهر "ابن نقطة" وتحديدا عام 597 هجريا وأخترع المسحراتي فنا شعريا شعبيا وكان ابن نقطة بأسلوبة وأشعاره أحد الأسباب التي دفعت كل المسحراتية الذين ظهروا بعده فى التفنن في عبارات طريفة وجديدة لإيقاظ الصائمين. أما في العصر المملوكي فقد كادت هذه المهنة الرمضانية تندثر تماما لولا الظاهر بيبرس الذي عمل علي إعادتها بتعيين أشخاص مخصصين من العامة وصغار علماء الدين ، وانقلب الحال لتصبح مسيرة المسحراتي موكباً محبباً للأطفال لانجذابهم لتلك الأغنيات التي يتغني بها المسحر وغالبا ما كان يحمل هؤلاء الأطفال أثناء سيرهم في موكب المسحر الهدايا والعطايا التي أرسلها أهلهم لمن يقوم بعملية التسحير. وشهد القرن الثامن عشر ظاهرة تعليق القناديل فوق المآذن لتحديد مواعيد السحور والأفطار حيث كانت المصابيح تضاء طالما أن موعد السحور باقيا ويتم اطفاؤها مع أقتراب الفجر، وكانوا المسحراتية يقومون بالدق على الطبلة وهم يقدمون أناشيد والطريف في هذا الوقت أنهم ام يكونوا يكتفون بتنبية الناس بالسحور فقط بينما كانوا ينبهوا الناس بالأمساك أيضا،ومع نهايات الشهر ينشدون مديح آخر الشهر ويطلقون عليه الوداع مثل" ودعتنا يا شهرنا عاجلا وعليك ازكى الشهور السلام". وبذلك أصبحت مهنة المسحراتي في التطور حتى وقتنا هذا و هناك فنانين يمتهنون هذه المهنة ولكن إما أمام ميكروفون الاذاعة أو التليفزيون ولكن المسحراتي أبو طبلة مازال محتفظ برونقة حتى الآن، ومسحراتي يا مؤمنين ،ومنقراتي مد الآنين.