إن ما تمر به مصر حاليًا حدث جلل وعظيم بلا شك، لكن لا يجب الاستغراق كثيرًا في تتبع تفاصيله اليومية، فالحدث قد وقع، ويجب الانتقال للمرحلة التالية.. ما بعد الصدمة. ما ينبغي التفكير فيه بجدية السؤال البديهي: (وماذا بعد !؟) فنحن الآن أمام أحد سؤالين كبيرين على الأقل.. أولهما الأصعب وهو: ماذا لو عاد الرئيس محمد مرسي؟ سيناريو محتمل الوقوع يحمل صعوبات كثيرة تبدأ من كيفية عودته، وتنتهي عند كيفية تعامله مع الوضع الراهن، هل سيعود كما كان؟ كيف سيتعامل مع الانقلابيين بكل أطيافهم؟ داخليًا وخارجيًا، كيف سيتعامل مع التحديات الجديدة "فضلاً عن القديمة والقائمة"؟ وكيف سيتعامل المؤيدون للرئيس المطالبون بعودته؟ خاصة التيارات الإسلامية، مع هذه المرحلة؟ والسؤال الآخر، وهو الأخطر: ماذا لو أصر أصحاب الانقلاب "داخليًا وخارجيًا" على موقفهم، ومضوا فيما خططوا له، وارتفعت موجات التصعيد والتهديد والترهيب؟ أو رضي بعض المؤيدين للرئيس بالواقع وتعاملوا معه!! حيث إن بقاء الوضع الراهن على ما هو عليه مؤقت ولا ريب في ذلك. مصر بين سؤالين: الأصعب.. والأخطر، يفتح علينا مئات الأسئلة التي يجب أن يتم البحث لها عن أسئلة من الآن.. هذا أمر حتمي على كل العقلاء والمفكرين والعلماء والسياسيين والحريصين على استقرار مصر والمنطقة بأسرها، وضع سيناريوهات عملية وواقعية تطرح مقترحات وتصنع حلولاً لما سيأتي في قادم الأيام. هذه خاطرة سريعة أرجو أن تكون فتحًا لأبواب التفكير الجاد والحلول العملية لما ستكون عليه مصر والمنطقة في المرحلة القادمة بحكمة وعقلانية واستيعاب لكل التحديات والمعوقات.. ربنا هب لنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدًا.