اليوم طلاب الدور الثانى بالأزهر يؤدون امتحانات الفرنساوى والجغرافيا والتاريخ    في التعاملات الصباحية .. استقرار حذر لأسعار الذهب وتوقعات بصعود عبار 21    بث مباشر| شاحنات المساعدات تتحرك من مصر باتجاه قطاع غزة    الأرصاد الجوية : الطقس اليوم شديد الحرارة بكل الأنحاء والعظمى بالقاهرة 40 درجة وأسوان 46    تنسيق الثانوية العامة 2025.. مؤشرات كلية الآثار 2024 المرحلة الأولي بالنسبة المئوية    ستارمر يعتزم إثارة وقف إطلاق النار في غزة والرسوم على الصلب مع ترامب    مواعيد مباريات المقاولون العرب في الدوري الممتاز موسم 2025-2026    أسعار الأسماك والخضروات والدواجن اليوم 28 يوليو    أخبار مصر: حقيقة وفاة الدكتور مجدي يعقوب، حريق يلتهم فيلا رجل أعمال شهير، عودة التيار الكهربائي للجيزة، حسين الشحات: لن أرحل عن الأهلي    أخبار متوقعة لليوم الإثنين 28 يوليو 2025    الإطار التنسيقي الشيعي يدين هجوم الحشد الشعبي على مبنى حكومي ببغداد    الخريطة الزمنية للعام الدراسي الجديد 2025 - 2026 «أيام الدراسة والإجازات»    حادث قطار في ألمانيا: 3 قتلى و34 مصابا إثر خروج عربات عن المسار وسط عاصفة    سعر الدولار مقابل الجنيه المصري الإثنين 28-7-2025 بعد ارتفاعه الأخير في 5 بنوك    تعرف على مواعيد مباريات المصري بالدوري خلال الموسم الكروي الجديد    تجاوزات في ودية المصري والترجي.. ومحمد موسى: البعثة بخير    الاتحاد الأوروبي يقر تيسيرات جديدة على صادرات البطاطس المصرية    «اقعد على الدكة احتياطي؟».. رد حاسم من حسين الشحات    محمد عبد الله يشكر "كبار" الأهلي.. ويشيد بمعسكر تونس    وزير خارجية أمريكا: سنسهل محادثات السلام بين كمبوديا وتايلاند    "حماة الوطن" يحشد لدعم مرشحيه في "الشيوخ" بسوهاج (فيديو وصور)    محافظ القليوبية يجري جولة مفاجئة بمدينة الخانكة ويوجّه بتطوير شارع الجمهورية    بالأسماء.. 5 مصابين في انقلاب سيارة سرفيس بالبحيرة    بالصور.. اصطدام قطار بجرار أثناء عبوره شريط السكة الحديد بالبحيرة    طعنة غدر.. حبس عاطلين بتهمة الاعتداء على صديقهما بالقليوبية    فرنسا: إسرائيل تسعى لاستعادة الأسرى لكن حماس تقتل مزيدًا من جنودها    بالصور.. إيهاب توفيق يتألق في حفل افتتاح المهرجان الصيفي للموسيقى والغناء بالإسكندرية    هدى المفتي تحسم الجدل وترد على أنباء ارتباطها ب أحمد مالك    الخارجية السودانية تدين إعلان قوات الدعم السريع «حكومة وهمية» وتطلب عدم الاعتراف بها    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الاثنين 28 يوليو    4 انفجارات متتالية تهز العاصمة السورية دمشق    وائل جسار ل فضل شاكر: سلم نفسك للقضاء وهتاخد براءة    رسمياً تنسيق الجامعات 2025 القائمة الكاملة لكليات علمي علوم «الأماكن المتاحة من الطب للعلوم الصحية»    أسعار الذهب اليوم في المملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الإثنين 28 يوليو 2025    تنسيق الثانوية العامة 2025 بالقاهرة.. درجة القبول والشروط لطلاب الانتظام والخدمات    منها «الاتجار في المخدرات».. ما هي اتهامات «أيمن صبري» بعد وفاته داخل محبسه ب بلقاس في الدقهلية؟    «مكنتش بتاعتها».. بسمة بوسيل تفجر مفاجأة بشأن أغنية «مشاعر» ل شيرين عبدالوهاب.. ما القصة؟    جامعة العريش تنظم حفلا لتكريم أوائل الخريجين    لا أماكن بكليات الهندسة للمرحلة الثانية.. ومنافسة شرسة على الحاسبات والذكاء الاصطناعي    كريم رمزي: جلسة مرتقبة بين محمد يوسف ونجم الأهلي لمناقشة تجديد عقده    السيطرة على حريق أعلى سطح منزل في البلينا دون إصابات    بعد 26 ساعة من العمل.. بدء اختبار الكابلات لإعادة التيار الكهربائي للجيزة    حسين الشحات: لن أرحل عن الأهلي إلا في هذه الحالة، والتتويج أمام الزمالك أسعد لحظاتي    تنسيق الكليات 2025، الحدود الدنيا لجميع الشعب بالدرجات والنسب المئوية لطلبة الثانوية بنظاميها    إدريس يشيد بالبداية المبهرة.. ثلاث ميداليات للبعثة المصرية فى أول أيام دورة الألعاب الإفريقية للمدارس    أحمد نبيل: تعليم الأطفال فن البانتومايم غيّر نظرتهم للتعبير عن المشاعر    وزير السياحة: ترخيص 56 وحدة فندقية جديدة و60 طلبًا قيد الدراسة    متخليش الصيف ينسيك.. فواكه ممنوعة لمرضى السكر    معاناة حارس وادي دجلة محمد بونجا.. أعراض وأسباب الإصابة ب الغيبوبة الكبدية    أم وابنها يهزمان الزمن ويصنعان معجزة فى الثانوية العامة.. الأم تحصل على 89% والابن 86%.. محمد: ليست فقط أمى بل زميلتي بالدراسة.. والأم: التعليم لا يعرف عمرا وحلمنا ندرس صيدلة.. ونائب محافظ سوهاج يكرمهما.. فيديو    الباذنجان مهم لمرضى السكر والكوليسترول ويحمي من الزهايمر    بعد توقف 11 عاما.. رئيس حقوق الإنسان بالنواب يُشارك في تشغيل مستشفي دار السلام    رغم ارتفاع درجات الحرارة.. قوافل "100 يوم صحة" تواصل عملها بالوادى الجديد    رفضت عرسانًا «أزهريين» وطلبت من زوجها التعدد.. 19 معلومة عن الدكتورة سعاد صالح    في الحر الشديد.. هل تجوز الصلاة ب"الفانلة الحمالات"؟.. أمين الفتوى يوضح    بتوجيهات شيخ الأزهر.. قافلة إغاثية عاجلة من «بيت الزكاة والصدقات» في طريقها إلى غزة    هل الحر الشديد غضبًا إلهيًا؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    «الحشيش مش حرام؟».. دار الإفتاء تكشف تضليل المروجين!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نبيل فهمي‏:‏ يجب أن تكون لدي الرئيس القادم رؤية مستقبلية حول شكل المنطقة بعد 10 سنوات
نشر في الأهرام اليومي يوم 31 - 05 - 2012

بعد أيام قليلة تبدأ مصر مرحلة جديدة بتولي رئيس منتخب مقاليد الحكم لأول مرة في التاريخ‏,‏ ولأن مصر دولة محورية ومهمة ولها تأثيرها في المنطقة, تنتظر الرئيس الجديد العديد من الملفات الخارجية المهمة التي يجب التصرف حيالها بأسلوب يعكس قوة تأثير مصر واتساق مواقفها الخارجية مع وضعها الداخلي الجديد وثورتها وكذلك تأثير الربيع العربي في المنطقة وتشكيل ثوراته لعلاقات جديدة ودور مصر في دعم هذا التغيير. حول أهم هذه الملفات... كان هذا الحوار مع الدكتور نبيل فهمي عميد كلية العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية وسفير مصر السابق لدى واشنطن.
ما هو أهم ملف في السياسة الخارجية المصرية علي الرئيس المنتخب في الجمهورية الجديدة أن يبدأ به ؟
{ أعتقد أن الرئيس المصري الجديد يجب أن ينظر الي سياستنا الخارجية بمنظور مختلف باعتباره بداية مرحلة جديدة ما بعد الثورة و أهم شيء أن تكون له رؤية مستقبلية حول شكل منطقة الشرق الأوسط بعد خمس أو عشر سنوات, وشكل العالم بعد عشرين عاما, وفي ضوء ذلك نحدد أولوياتنا ومن ثم المصالح الحقيقية علي المديين القصير والبعيد وأول شيء مطلوب منه عدم اتخاذ مواقف سريعة والتخطيط لجمهورية جديدة والشيء الثاني إعطاء رسالة سياسية خارجية جديدة تعكس الثورة والتطور بمعني أن نحافظ علي مواقفنا بشكل ايجابي وبدون تردد في أخذ الموقف المبادر, ولأن العدل والحرية من العناصر الرئيسية في خطاب الثورة يجب أيضا أن يكونا ضمن خطاب السياسة الخارجية المصرية وهو ما يعني انني عندما أتناول قضية مثل عملية السلام في الشرق الأوسط أو قضية خاصة بالمهاجرين أو المياه أو حقوق المواطنين في مناطق مختلفة من العالم لابد أن تكون مبنية علي مبدأ ضرورة توفير العدل والمساوة للجميع, حتي عندما ننظر إلي مواقفنا من قضايا دولية مثل نزع السلاح وحقوق الإنسان والأقليات ودور المرأة يجب أن ننطلق أيضا من أن الكل سواسية وتطبيق القانون علي الجميع, الحقيقة الاجابة الطويلة علي سؤالك يجب التفكير علي المدي الطويل والإعداد لذلك وإعطاء رسالة سياسية جديدة, ثم علينا التعامل مع القضايا العاجلة التي لا يمكن أن تنتظر ومن أهم هذه القضايا قضية حوض النيل وقضية السلام في الشرق الأوسط.
في رأيك ما هو الأسلوب الصحيح للتعامل مع كل قضية؟
{ في اطارقضية حوض النيل أؤمن تماما بحقوق مصر التاريخية المكتسبة وهناك قواعد قانونية تدعم مواقفي منها, انما أتفهم أيضا أن الدول الأفريقية التي كانت تحت الاستعمار لديها مشاكل وطموحات وأعتقد أن الحل هو النظر الي العلاقة مع دول حوض النيل بنظرة مختلفة ليس فقط من منظور الحقوق المكتسبة انما حفاظا علي هذه الحقوق بالنظر الي المصالح المشتركة ما هي مطالب واهتمامات هذه الدول, هي أساسا مطالب واهتمامات تنموية يهمهم الطاقة والتنمية الاقتصادية إذن ننظر الي علاج هذه القضايا في ضوء ما يسمي المكسب للجميع, القضية الأخري عملية السلام في الشرق الأوسط و بشكل خاص المسار الفلسطيني بكل صراحة أنا متشائم جدا من احتمالات الوصول إلي نتائج في هذا الملف بالتحديد وأري التوجهات الإسرائيلية تذهب من اليمين إلي أقصي اليمين حتي مع الائتلاف الجديد الذي ضم كاديما شعوري الشخصي أن هذا الانضمام يدعم من موقف نيتانياهو وتفسير ذلك ليس في صالح السلام وإنما يؤكد سياساته انه علي إسرائيل الحفاظ علي الضفة الغربية من نهر الأردن بأعداد كبيرة من المستوطنات وأن يكون للطرف الاسرائيلي يد ممتدة وسيطرة علي حوض نهر الأردن وهذا كله يغير من هوية القدس الشرقية وتهويدها ومن ثم اذا لم تتحرك عملية السلام سريعا سوف تتآكل فرص الوصول إلي حل سلمي في النزاع العربي الإسرائيلي.
هل تتوقع أن يستطيع الرئيس المصري الجديد المشاركة في وضع حل لهذه القضية وكيف ؟
{ لا يمكن أن يتهاون أي رئيس مصري جديد في هذه القضية أيا كان التيار السياسي الذي يمثله والدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في حياة حرة كريمة في دولة مستقلة, هذا موقف تجمع عليه كل الفئات المصرية السياسية إذن لا أعتقد أن يكون هناك تهاون في ذلك انما المطلوب هنا أن يستجيب الطرف الاسرائيلي فاسرائيل كانت تدعي في الماضي أن الكنيسيت منقسم وانه من الصعب علي الأحزاب اليسارية أن توقع علي اتفاق في حين ان الأصعب هو أن توقع الأحزاب اليمينية علي اتفاق, وادعاء بان من الصعب أن يجدوا طرفا فلسطينيا للجلوس معه نتيجة لجوء الفلسطينيين الي العنف, الرئيس أبو مازن من مؤيدي الحل السلمي وكذلك رئيس الوزراء سلام فياض وثبت أن أكبر نسبة عنف موجودة في الضفة الغربية من المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين وليس العكس, فضلا عن وجود حديث اسرائيلي في الماضي بعدم وجود طرح عربي اقليمي للسلام, المبادرة العربية طرحت عرضا اقليميا للسلام ليس فقط اسرائيل والفلسطينيين ولكن بين اسرائيل وكافة الدول العربية طالما هناك استقلال من الاحتلال, وأخيرا كان هناك البعض في إسرائيل ممن يشكون من أن السلام مع مصر والأردن سلام بارد وانه سلام بين الحكومات لأن الشعوب لم ترض بالاتفاق أو لعدم وجود أنظمة ديمقراطية الآن هناك توجه عربي نحو الديمقراطية فاذا كان هناك سلام شامل سيكون سلاما شاملا ليس فقط مع الحكومات العربية وانما مع الشعوب العربية أيضا, المشكلة في رأيي سياسات اليمين الإسرائيلي ليست في اتجاه التوصل إلي اتفاق سلام يقوم علي وجود دولة فلسطينية متصلة بالضفة الغربية لها صلاحيات السيادة الحقيقية يريدون التوصل الي دويلة فلسطينية في اطار سيطرة أمنية إسرائيلية من جانب الحدود سواء في غزة أو في الضفة الغربية ثم غياب الطرف الدولي والأمم المتحدة للأسف واللجنة الرباعية الدولية لايقومون بدورهم المطلوب منهم و لا أعتقد انهم سيقومون به عن عمد, فهذا العام في رأيي ليس عام السلام أو علي الأقل في الظروف الحالية.
ما رأيك فيمن نادي من مرشحي الرئاسة بفتح معبر رفح خاصة مع وجود اتفاقية المعابر الدولية؟
{ الحقيقة لم أقتنع أبدا ومازلت غير مقتنع بأن إغلاق المعابر علي الدوام قرار سياسي صائب, اتفاق المعابر تم في اطار وضعية معينة بعد الانسحاب من غزة لكن لايمكن أن نتجاهل الواقع فيجب تنظيم المعابر بشكل أكفأ والعمل علي الوصول إلي مرحلة فتحها ووضع برنامج زمني لذلك وهو أيضا لايعني فتحها دون تنظيم مثل أي معبر آخر فمطار القاهرة والموانيء المصرية كلها معابر لكن هناك تنظيم في أسلوب الدخول والخروج منها وقواعد لمنع مرور سلع معينة وندعو الطرف الأوروبي إلي العودة معنا في مراجعة هذا المسار حتي لا يساء استغلال القواعد التي كانت موجودة و أن يتم في اطار فترة زمنية معينة كسياسة عامة طالما لا توجد عملية سلام.
وماذا عن المناداة بنقض الاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها مصر ؟
{ كمبدأ عام طالما هناك توقيع علي اتفاقية دولية فمصر لم تعتد علي عدم الالتزام بهذه الاتفاقيات لكن يجب أن يكون هناك التزام من الجانب الآخر ببنود الاتفاقية لأن كل اتفاقية لها طرفين ثم هل الاتفاقية في بعض أجزائها تحتاج الي تعديل أم لا, أول شيء مصر ملتزمة بقدر التزام الطرف الآخر, ثاني شيء أي دولة محترمة تراجع الاتفاقيات المبرمة وتراجع ملاءمة الجوانب الفنية للاتفاقية مع الواقع كل خمس سنوات أو مع كل مرحلة انتخابية وأري أن هذا ضروري ليس بغرض انهاء التعهد لكن لكي نري إذا كان الالتزام يتم من الجانبين وبشكل سوي أم لا وهل الشروط الموجودة تحقق الغرض الآن, اعطيك مثالا ملحق الأمن في معاهدة السلام مع إسرائيل يحتاج إلي مراجعة لاعتبارات فنية والوضع حاليا بين مصر وغزة والشريط الساحلي بالكامل مختلف عما كان من ثلاثين عاما لأن متطلبات اليوم غير التي كانت من قبل ولايوجد مانع اطلاقا من مراجعة هذا الملحق ويجب مراجعته بحوار صريح مع الطرف الإسرائيلي وهو مجال لاتردد فيه علي الاطلاق, انما المبدأ العام أن نراجع الاتفاقيات بغرض تنفيذها بالكامل ولا أحبذ شخصيا القول بأن أي اتفاقية لا يمكن مراجعتها ولا أحبذ أيضا الدخول في جدل حول اتفاقية دولية في مرحلة انتخابية لأننا لو أخذنا قرارنا بهدوء وعقلانية سيكون القرار المصري قوي ومبني علي وقائع وتقييم دقيق لأهمية القرار وصحته ولتباعياته.
ما هو رأيك فيما يجب أن يكون عليه موقف مصر مما يجري في سوريا؟
{ مواقف مصر الخارجية يجب أن تتسق مع وضعها الداخلي ولأن مصر قامت بها ثورة يجب أن نتخذ موقفا مؤيدا للاستجابة لتطلعات الشعوب ولا يعني هذا اننا ندعو إلي تغيير الأنظمة لأن هذه مسألة خاصة بكل شعب وكل دولة وانما الاعتداء علي المواطنين والمبالغة في استخدام العنف شيء غير مقبول وأعتقد أن خطة كوفي عنان المبنية علي المبادرة العربية قد تكون آخر فرصة لتجنب حرب أهلية, ورأيي الشخصي أن مصر في مرحلة رد الفعل الخارجي لأن تركيزنا علي الداخل ولا يجب تحميل الأشهر القليلة الماضية خارجيا أكثر مما تتحمله وليس لي أي تحفظ علي الموقف المصري وانما يجب بعد الانتخابات أن نطالب النظام في سوريا بضرورة الاستجابة السريعة لكل طلبات الاصلاح بنفس تحفظنا واعتراضنا علي أي تدخل خارجي ودعوتنا إلي الوصول إلي حل سياسي.
هل يمكن أن تسير العلاقات بين مصر وايران علي وجه صحيح وكيف؟
{ بيننا وبين ايران مشاكل حقيقية وملفات متعددة جزء منها أمني وجزء منها خاص بمسألة الجانب الديني وجزء بمحاولة إيران في الماضي ممارسة سياسة خارجية بها قدر من العنف والتداخل مع مصالح الغير علي حساب تصدير سياسات معينة و هذا لايمكن أن تقبله مصر, وانما ليس بيني وبين إيران عداوة جوهرية أو حرب إذن المنطق أن يكون بيننا حوار وأنا أؤيد بل أدعو بعد الانتخابات أن ندرس في مصر كافة القضايا الخلافية بيننا وبين إيران وما قد يكون مفيدا للطرفين في العلاقة ثم فتح حوار صريح ومكثف يشمل مختلف المؤسسات حول هذه القضايا وحتي يتفهم الآخرون أن الحوار مع ايران بالنسبة لنا ليس علي حساب علاقاتنا مع أطراف أخري مثل دول الخليج أو علي المستوي الدولي وإنما ليس هناك مبرر حقيقي للقطيعة.
شهدت الفترة الأخيرة توترا في العلاقات بين مصر ودول الخليج العربي بعد أن كانت تربطنا بتلك الدول علاقات وطيدة ومميزة, في رأيك ما هو السبب الحقيقي وراء هذا التوتر وكيف نستطيع أن نعيد تلك العلاقات الي طبيعتها الأولي ؟
{ مصر قامت بها ثورة و الثورة طرحت أسئلة كثيرة جدا عن المنظومة المصرية علي الشارع المصري ويمكن توصيف الأمور داخليا بالتوتر ومع كل هذه المتغيرات من الطبيعي أن يشعر البعض بالقلق وكانت هناك وضعية معينة استقرت ثلاثين عاما وقبلها فترة ثم حدثت المتغيرات غير واضحة المعالم حتي لنا نحن كمصريين فالتغيير هنا مصدر قلق بالنسبة لدول كثيرة بالإضافة إلي أن25% من الشعب العربي يعيش في مصر, لا أؤيد هذا القلق لكني أتفهمه وأثق أيضا أن مصر في النهاية دولة عربية هويتها عربية وأغلبها مسلمون وكلهما متدينون وأثق تماما انه مهما اختلفت الآراء السياسية يمينا أو يسارا, والمجتمع وسطي في توجهه معتدل في توجهاته ولا أري تناقضا بين ذلك وبين مواقف الدول الخليجية حتي وان كانوا يشعرون بقلق ومازالوا انما ما بيننا وبين الدول العربية علاقة هوية وليس مجرد علاقة مصالح تتغير بين يوم وليلة أو يمكن التغاضي عنها انما المنطقة كلها تمر بمرحلة فوران انما في الحقيقة مطمئن للمستقبل المصري ولعلاقاتي بالدول الخليجية.
ما هو رأيك في موضوع الوحدة العربية وهل لا يزال لها وجود وهل سيتناقص أم سيزداد وكيف؟
{ الوحدة العربية كمفهوم عام كان قائما انما تطبيقنا له كان خطأ كما ذكرت هوية عربية مشتركة أساسها اللغة وتفاعلات التجربة أكثر بكثير مما هو موجود في أوروبا انما تصوير الأمر علي أن الوحدة لغة فقط أو لمجرد اننا حاربنا معا ضد الاستعمار هذا تصوير خاطيء مثلما أن نفي أن هناك أساسا للوحدة أيضا نفي خاطيء ولكي نصل الي وحدة حقيقية يجب أن نبني علي مصالح مشتركة والبعد عن الشعارات ووجود حكم رشيد فلا يوجد داخل الوطن العربي حكم رشيد لا عندك ولا عند غيرك والوحدة معناها المشاركة فكيف أشاركك والطرفان لا يثقان في نفسيهما ومن ثم لا يمكن أن يثقا في بعض, وكل الوحدات التي قمنا بها من قبل لم تستمر لأنها لم تقم علي قرار استراتيجي شعبي مؤسسي اذن الوحدة لا تعني ويجب ألا تعني تنازل كل منا عن هويته علي الأقل في هذه المرحلة.
الأمن الإقليمي وحلف الناتو الذي أصبح موجودا في أكثر من نقطة وكان له دور في ليبيا, ما هو رأيك في هذا الدور الجديد خاصة مع تواجد الولايات المتحدة الأمريكية المؤثر أيضا في الدول العربية ؟
{ ما تم في ليبيا أهم أسبابه هو عدم وجود حكم رشيد بها واستخدام نظام القذافي للأسلحة الفتاكة ضد شعبه بما لايمكن السكوت عليه بالإضافة إلي عدم وجود امكانيات عربية لمواجهة هذا الحدث في اطار اقليمي لذا جمدت الجامعة العربية علاقاتها بليبيا وطالبت بتطبيق الحظر الجوي حماية للمدنيين ولأنه ليس لديها امكانات للحظر لجأت إلي الناتو وحتي الأمم المتحدة ليست لديها امكانات تطبيق ذلك وأخذ الناتو الموضوع ونفذه بأسلوبه في حدود أبعد مما كان متصورا له وكان من الأفضل أن تكون هناك آليات في اطار الجامعة العربية ليس لاتخاذ القرار ولكن لتنفيذه لذا من الأمور التي يجب النظر إليها كيفية دعم امكانات الجامعة العربية وهو ما لن توافق عليه الدول العربية إلا عندما يكون هناك حكم رشيد حيث تطمئن كافة هذه الدول أن اسهامها المادي والعسكري الي آخره سيتم استغلاله بشكل سليم وحضاري وفي الظروف الضرورية فقط, إذن المسألة جوهرها عرب عرب.
كيف يمكن أن نحقق من خلال الحوار المتوسطي مصلحة متبادلة بين مصر وبين دول المتوسط ؟
{ الحوار المتوسطي الحقيقي الجماعي سيصطدم دائما بالنزاع العربي الاسرائيلي ويجب أن ننشط هذا الحوار لتحريك عملية السلام لكي يرفع عن نفسه القيود التي تمنعه من الانتشار من الجانبين والي أن يتحقق ذلك علي مصر تنشيط علاقتها الأوروبية بمشروعات مشتركة وحوارات متعددة في كل ما يتعلق بالمستقبل المشترك وفي مختلف القضايا الشعبية وأقصد بذلك قضايا البيئة والطاقة والحوار الثقافي ومع استمرار الحوارات الجماعية يجب أن تبادر مصر وتقود جماعيا أو فرديا حوارات متعددة ومختلفة مع المجتمع الأوروبي لأن المستقبل في النهاية في وجود علاقة مصرية أوروبية قوية, و لا أري امكانيةقيام أوروبا بالدور الأمريكي في القضايا الدولية علي الأقل في الوقت الحالي وانما هذا لايعني أن يكون بيني وبينهم علاقات وطيدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.