أسعار مواد البناء اليوم الإثنين 10 نوفمبر 2025    عدسة نانوية ثورية ابتكار روسي بديل للأشعة السينية في الطب    ترامب: الإغلاق الحكومى فى الولايات المتحدة يقترب من نهايته    مجلس الشيوخ الأمريكي يتوصل إلى اتفاق لإنهاء الإغلاق الحكومي    واشنطن تضغط على إسرائيل لبدء المرحلة الثانية من خطة ترامب لوقف إطلاق النار    السقا والرداد وأيتن عامر.. نجوم الفن في عزاء والد محمد رمضان | صور    اليوم.. العرض الخاص لفيلم «السلم والثعبان 2» بحضور أبطال العمل    اليوم..1283 مرشحًا فرديًا يتنافسون على 142 مقعدًا فى «ماراثون النواب»    التحول الرقمي.. مساعد وزير الصحة: هدفنا تمكين متخذي القرار عبر بيانات دقيقة وموثوقة    بالأسماء.. شيكابالا يكشف 12 لاعبًا يستحقون الاستمرار مع الزمالك    شبورة وأمطار.. الأرصاد تكشف حالة الطقس المتوقعة اليوم 10 نوفمبر    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الاثنين 10 نوفمبر    «الثروة الحيوانية»: انتشار الحمى القلاعية شائعة ولا داعٍ للقلق (فيديو)    قطع التيار الكهربائي اليوم عن 18 منطقة في كفر الشيخ.. اعرف السبب    مواجهات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلى شمال القدس المحتلة    مساعد وزير الصحة: نستهدف توفير 3 أسرة لكل 1000 نسمة وفق المعايير العالمية    عاجل نقل الفنان محمد صبحي للعناية المركزة.. التفاصيل هنا    ترامب يتهم "بي بي سي" بالتلاعب بخطابه ومحاولة التأثير على الانتخابات الأمريكية    قائمة مقررات الصف الثاني الثانوي أدبي ل امتحانات شهر نوفمبر 2025.. المواعيد كاملة    الاتحاد الأفريقي يعرب عن قلقه البالغ إزاء تدهور الوضع الأمني في مالي    طوابير بالتنقيط وصور بالذكاء الاصطناعي.. المشهد الأبرز في تصويت المصريين بالخارج يكشف هزلية "انتخابات" النواب    رئيس لجنة كورونا يوضح أعراض الفيروس الجديد ويحذر الفئات الأكثر عرضة    متى ستحصل مصر على الشريحتين الخامسة والسادسة من قرض صندوق النقد؟ وزير المالية يجيب    مي عمر أمام أحمد السقا في فيلم «هيروشيما»    الطالبان المتهمان في حادث دهس الشيخ زايد: «والدنا خبط الضحايا بالعربية وجرى»    وفاة العقيد عمرو حسن من قوات تأمين الانتخابات شمال المنيا    وزير المالية: نسعى لتنفيذ صفقة حكوميه للتخارج قبل نهاية العام    رعب في بروكسل بعد رصد طائرات مسيرة تحلق فوق أكبر محطة نووية    "مصر تتسلم 3.5 مليار دولار".. وزير المالية يكشف تفاصيل صفقة "علم الروم"    عمرو أديب عن نهائي السوبر بين الأهلي والزمالك: «معلق المباراة جابلي هسهس»    باريس سان جيرمان يسترجع صدارة الدوري بفوز على ليون في ال +90    طارق قنديل: الدوري لن يخرج من الأهلي.. وتوروب يسير بخطى ثابتة    «مش بيلعب وبينضم».. شيكابالا ينتقد تواجد مصطفى شوبير مع منتخب مصر    معسكر منتخب مصر المشارك في كأس العرب ينطلق اليوم استعدادا لمواجهتي الجزائر    «لا تقاوم».. طريقة عمل الملوخية خطوة بخطوة    كشف ملابسات فيديو صفع سيدة بالشرقية بسبب خلافات على تهوية الخبز    أداة «غير مضمونة» للتخلص من الشيب.. موضة حقن الشعر الرمادي تثير جدلا    أمواج تسونامي خفيفة تصل شمال شرق اليابان بعد زلزال بقوة 6.9 درجة    ON SPORT تعرض ملخص لمسات زيزو فى السوبر المحلى أمام الزمالك    الكشف إصابة أحمد سامي مدافع بيراميدز    مساعد وزير الصحة لنظم المعلومات: التحول الرقمي محور المؤتمر العالمي الثالث للسكان والصحة    3 أبراج «مستحيل يقولوا بحبك في الأول».. يخافون من الرفض ولا يعترفون بمشاعرهم بسهولة    الصحة ل ستوديو إكسترا: 384 مشروعا لتطوير القطاع الصحي حتى عام 2030    ميشيل مساك لصاحبة السعادة: أغنية الحلوة تصدرت الترند مرتين    عمرو أديب عن العلاقات المصرية السعودية: «أنا عايز حد يقولي إيه المشكلة؟!»    نشأت أبو الخير يكتب: القديس مارمرقس كاروز الديار المصرية    البابا تواضروس ومحافظ الجيزة يفتتحان عددًا من المشروعات الخدمية والاجتماعية ب6 أكتوبر    محافظ قنا يشارك في احتفالات موسم الشهيد مارجرجس بدير المحروسة    3 سيارات إطفاء تسيطر على حريق مخبز بالبدرشين    تطورات الحالة الصحية للمطرب إسماعيل الليثى بعد تعرضه لحادث أليم    نجل عبد الناصر يرد على ياسر جلال بعد تصريح إنزال قوات صاعقة جزائرية بميدان التحرير    هل يجوز الحلف ب«وحياتك» أو «ورحمة أمك»؟.. أمين الفتوى يُجيب    هل يجوز أن تكتب الأم ذهبها كله لابنتها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    هل يذهب من مسه السحر للمعالجين بالقرآن؟.. أمين الفتوى يجيب    خالد الجندي: الاستخارة ليست منامًا ولا 3 أيام فقط بل تيسير أو صرف من الله    بث مباشر.. صدام النجوم المصريين: مانشستر سيتي يواجه ليفربول في قمة الدوري الإنجليزي    انتخابات مجلس النواب 2025.. اعرف لجنتك الانتخابية بالرقم القومي من هنا (رابط)    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد ماهر وزير الخارجية السابق: الخوف من تركيا وإيران يسجن العرب فى زنزانة الماضى والتاريخ

دعا أحمد ماهر، وزير الخارجية المصرى السابق، إلى تدشين حوار إيجابى بين العرب وإيران، وقال إنه ليس من المعقول أن تتجه أمريكا، العدو الأكبر لإيران، إلى الحوار المباشر معها بينما نظل نحن العرب فى عداوة مع طهران.
وأضاف، فى حواره مع «المصرى اليوم»: إيران دولة إقليمية ذات ثقل مثل تركيا ويجب الاستفادة منهما، معتبراً أن طهران لها أخطاء يمكن تصويبها.
وكشف ماهر أنه كان من المؤيدين لعقد قمة عربية منفصلة لمناقشة الأوضاع فى غزة، رافضاً أن تكون «غزة» على هامش قمة الكويت الاقتصادية التى يرى أنها لم تأخذ حقها من النقاش والعمل، رغم أهميتها فى ظل الأزمة المالية العالمية.
■ هل تتوقع تغيراً فى مواقف الإدارة الأمريكية تجاه العرب بعد تولى باراك أوباما؟
- الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وفوز «أوباما» مسألة يمكن النظر إليها من زاويتين، الأولى تتعلق بالوضع الداخلى فى أمريكا، لأن فوز شخص مثل «أوباما» تطور مهم جداً بالنسبة للمجتمع الأمريكى الذى كان يعانى من تفرقة عنصرية شديدة القسوة، وحتى سنوات قليلة سابقة كان الأفريقى أو الزنجى لا يستطيع دخول أماكن معينة، ويحرم عليه الجلوس فيها، فضلاً عن الوظائف التى لا يستطيع أن يصل إليها، وأنا أتفق مع الرأى الذى قاله أحد الكتاب الأمريكيين بأن انتخاب «أوباما» معناه نهاية الحرب الأهلية.
أضف إلى ذلك أن «أوباما» له أصول إسلامية وامتدادات أفريقية، وجاء فى ظروف صعبة، فبعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر تولدت روح عدائية تجاه العرب والمسلمين، وكثير منهم تعرض للاضطهاد فى الولايات المتحدة الأمريكية، صحيح أن «أوباما»، ليس مسلماً ولا ندعى ذلك، لكنه عاش فى البلدان الإسلامية ويعرف حضارة العرب والمسلمين،
ومن هذه الزاوية فإن وجوده فى البيت الأبيض مهم، خصوصاً أنه يأتى بعد إدارة الرئيس «بوش الابن» التى كانت - بشهادة الكثيرين من الأمريكيين أنفسهم - أسوأ إدارة ربما عرفتها الولايات المتحدة، من نشأتها حتى الآن، لأنها كانت عنصرية ومتعصبة، تتعامل مع الجميع بغرور وغطرسة وعنجهية وتتجاهل المؤسسات والمنظمات الدولية بل تتجاهل الإرادة الدولية،
وبالطبع وفى ظل هذه الظروف كان مجىء أى رئيس خلفاً لبوش سيقابل بترحاب، وكان أمراً واضحاً قبل إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، كل ذلك خلق نوعاً من التوقعات المبالغ فيها أحياناً والآمال التى يعلقها البعض على «أوباما» وما سيفعله خلال وجوده فى البيت الأبيض.
■ هل يعنى ذلك أن السياسات الأمريكية تجاه العرب والمسلمين ستشهد تطورات مهمة إيجابية خلال عهد «أوباما»؟
- علينا أن نعرف أن السياسات الأمريكية ليست من صنع شخص وإنما من صنع مؤسسات، وفيها الكثير من النواحى المستقرة الدائمة، وتوازنات واضحة، وقوى ولوبيات مؤثرة، فمثلاً اللوبى اليهودى له ثقله وتأثيره، ويكون هذا اللوبى أكثر نشاطاً فى عهود الإدارات الديمقراطية.
خلاصة القول أن هناك ظروفاً جديدة فى الولايات المتحدة، وتطورات مهمة تحمل الكثير من الآمال والطموحات بالنسبة للعرب، ولكننى أؤكد أن الإدارة الأمريكية لن تحل لنا مشاكلنا، بل نحن الذين يجب علينا حل هذه المشاكل.
■ كيف؟
- الذى يحل لنا مشاكلنا كعرب هو الجهد الذى سنبذله لتحقيق ذلك، ومدى قدرتنا على الاستفادة من الظروف الراهنة، والمتغيرات والتطورات الحاصلة فى المجتمع الأمريكى والإدارة الأمريكية، وإذا لم يتحرك العرب بشكل سليم وتنسيق وتكامل، فإن الإدارة الأمريكية سوف تتجاهلنا، وتفرض علينا حلولاً لمشاكلنا لا تخدمنا بل تخدم غيرنا، طالما أننا لا ننتج حلولاً، وأتفق مع ما قاله الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بأن العرب مثلهم مثل الذى يركب سفينة معطوبة بها الكثير من الثقوب، وهذه السفينة تمر بأمواج عاتية.
وأنا أقول إنه مادام العرب منقسمين وغير قادرين على تجاوز الحساسيات والخلافات التاريخية والمشاكل الصغيرة، وعاجزين عن تحديد أولوياتهم وأهدافهم جيداً، فسيكونون مطمعاً للجميع، ولن يعمل لهم أحد أى حساب، ومن يتابع المشهد العربى لابد أن يندهش من الملاسنات بين الأنظمة العربية وبعضها ومن مستوى الحوار وتدنيه لدرجة غير مسبوقة، الأمر الذى كان واضحاً تماماً فى أزمة غزة الأخيرة والحرب الإسرائيلية،
وإذا نظرت للساحة الفلسطينية رغم المحن والظروف التى تمر بها ستجد حالة انقسام وتناحر مخزية، لأنهم يتنافسون على «الكرسى» الذى ليس له وجود أساساً، ومنذ اللحظة الأولى قلت إن فتح وحماس كلتاهما مخطئة وكلتاهما تتحمل مسؤولية ما يجرى على الساحة الفلسطينية، وما يتعرض له الشعب الفلسطينى ويجب أن يدرك الطرفان أنهما يتلاعبان بمصير الشعب الفلسطينى الذى دفع وحده ثمن الحرب الإسرائيلية على غزة.
■ فى اعتقادك لماذا لم تنجح كل محاولات الوحدة العربية حتى ظهرت دعوات عديدة لإنشاء مركز لأبحاث ودراسات الخلافات بدلاً من الوحدة العربية؟
- فى تقديرى لم يكن هناك شعور كاف بوحدة المصير وكان هناك تنافسات وخلافات تركت حتى كبرت وازدادت ولا أحد يعلى من أهمية وقيمة العوامل المشتركة فيما بيننا.
مثلاً الناس تتكلم عن الدور المصرى، وهذا الدور موجود منذ زمن بعيد ولم يظهر فجأة وليس دوراً مستحدثاً، لكن الدور المصرى ليس معناه إلغاء الأدوار الأخرى، وليس معناه أن الدور المصرى مفروض على أحد، فهذا الدور الأمة العربية تحتاجه مثلما تحتاج إلى الأدوار الأخرى.
ولن نستفيد من أى موقف دولى موات طالما لا يوجد موقف عربى موحد وقوى.
وبداية الوحدة هى تجاوز الخلافات وتعظيم قيمة المشترك بين الدول العربية، وهناك نقطة قوة فى العالم العربى يمكن الاستفادة منها فى ذلك، وهناك لحظة مهمة جداً فى الحياة السياسية العربية ففى القمة العربية فى بيروت سنة 2002، استطاع العرب جميعاً أن يتفقوا على مبادرة السلام، التى تقدمت بها للعالم كله، وهذه كانت نقطة قوة ومسألة إيجابية، صحيح أنه حدثت ظروف، أعاقت تنفيذ هذه المبادرة، من ضمن هذه الظروف العدوان الإسرائيلى على لبنان ثم وقعت بعض الخلافات العربية التى ترتبت على هذه الحرب فلم نستطع دفع المبادرة إلى الأمام.
■ منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب الأخيرة فى غزة انقسم العرب وظهرت خلافات كبيرة وبات هناك كلام عن فريقين فريق الاعتدال وفريق الممانعة ما رأيك فى هذا التصنيف؟
- الحقيقة أنا لا أفهم ما المقصود بهذا الكلام وما فريق الاعتدال وما فريق الممانعة، أعتقد أن هذا الكلام يعكس حجم التشوش والارتباك فى العالم العربى وليس له أساس منطقى أو علمى مفهوم ثم إنهم فى ماذا يمانعون؟ هل أحد يمانع فى أن يكون هناك سلام عادل وشامل يضمن للعرب حقوقهم ويحقق للفلسطينيين دولتهم وهل الدول الممانعة تدعو لدخول حرب مع إسرائيل؟ لا، فهى لا تطالب بذلك «وهل الدول المعتدلة حسبما يقولون تتنازل عن الحقوق العربية أو تفرط فيها؟ لا، لا تفرط فى شىء ولا تتنازل عن الأراضى العربية.
كلاهما يشترك فى السعى وراء هدف واحد، لكن من الجائز أن تختلف الأساليب أما الهدف نفسه فالمفترض أن هناك اتفاقاً عليه.
■ أظهرت الحرب على غزة أيضاً أن هناك لاعبين إقليميين، مثل إيران وتركيا، يبحثون عن أدوار هل كان ذلك على حساب الأدوار العربية الرئيسية؟
- بالنسبة لإيران، فهى دولة من دول المنطقة قد تكون لها أطماع، وقد تكون لها نظرة محددة للأمور والأحداث فى المنطقة، لكننا نستطيع من خلال الحوار أن نجعل الدور الإيرانى مفيداً وليس ضاراً أو أن نعمل على تحييده، وإذا كانت أمريكا اليوم تدرس الحوار مع إيران فهل من المنطقى أن نرفض محاورة الإيرانيين لنوضح لهم أن هناك خطوطاً حمراء يجب ألا تتجاوزها طهران، وأننا كعرب لدينا الرغبة فى إقامة علاقات طيبة مع الإيرانيين.
ومن ثم إذا كانت لديها القدرة على التعامل مع بعض القضايا العربية فأهلاً بها وبدورها على أن يكون ذلك فى إطار التنسيق معنا، وبما يخدم القضايا العربية لا الإضرار بها.
لكن أن نستعيد معارك من قرون ماضية ونستعيد أفكاراً ومفاهيم انتهت منذ زمن طويل مثل المعارك بين العرب والفرس وأطماع الحضارة الفارسية، فكل هذه الأشياء وتلك المفاهيم لا تساعد على تحقيق شىء مفيد، بل تدفعنا للخلف وليس للأمام، ومن ذلك المعارك الوهمية التى يحاول البعض الاستفادة منها مثل التناقض بين الشيعة والسنة والخلافات التاريخية، كل ذلك يمكن تجاوزه لأنه لن يقدم ولن يؤخر، علينا أن نقيم حواراً إيجابياً مع إيران فهذا هو الأكثر فائدة.
وكعرب نستطيع أن نقيم علاقات مع إيران تكون مفيدة للطرفين ومثمرة، ونحمى منطقتنا من أى أخطار خارجية أو مطامع تتهددها. أما أن تنحاز إيران ضد طرف عربى لمصلحة طرف عربى آخر، فهذا لن يفيدها ولن يخدم القضية العربية،
وأتمنى أن نستطيع كعرب أن نتحاور مع إيران ويكون هناك حل للمشكلة الإماراتية، وتحديد للأدوار الإقليمية سواء لإيران أو تركيا، والأخيرة أيضاً يجب الترحيب بها وبدورها الإيجابى، لا أن نسمع البعض يتحدث عن عودة العثمانيين من جديد، هذا كلام لا يساعد على حوار ولا يفيد العرب، بل يجعلهم سجناء للماضى والتاريخ، ويحجب النظر للمستقبل والتطلع لما هو قادم، لأن دولة مثل تركيا لها ثقلها فى العالم وليس فى الإقليم فقط، ويمكن أن نستفيد منها اقتصادياً وعلمياً لأنها متقدمة فى أكثر من مجال، ونحن فى مصر ندرك أهمية وحجم تركيا، وهناك علاقات طيبة بين القيادات السياسية فى البلدين.
■ لكن هناك خلافات موضوعية بين العرب والإيرانيين؟
- لا يوجد خلاف ليس له حل، وأنا لا أبرئ إيران من الوقوع فى بعض الأخطاء، وعلينا أن نأخذ فى الاعتبار أن إيران مهددة وتشعر بأن عليها ضغوطاً كبيرة من قبل أمريكا والغرب بسبب الملف النووى، والهدف الحقيقى من وراء الضغط الغربى فى هذا الاتجاه هو منع الدول النامية من الاستفادة من القدرة النووية سواء سلمياً أو عسكرياً.
وإيران تخشى على نفسها، لذلك تحاول أن تدخل إلى مناطق معينة وفى ملفات محددة، لتكون لديها أوراق تقوى بها موقفها، وأنا أتصور أنه إذا اطمأنت أى دولة أن أمنها ليس مهدداً فلن تحاول أن تقحم نفسها فى مشكلات غيرها، لكن إبقاء إيران تحت التهديد يفاقم المشكلات فى المنطقة، وليست هناك مصلحة لنا فى أن تبقى إيران تحت التهديد، ولا أى دولة عربية أخرى.
■ قبل حرب غزة كانت هناك فرص عديدة لفتح علاقات مباشرة وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين القاهرة وطهران ولم تستغل، ما السبب؟
- كانت هناك ظروف معروفة أدت للخلاف بين إيران ومصر بدأت بعد معارضتهم كامب ديفيد، وتورطهم فى أعمال صبيانية لا تليق مثل إطلاق اسم قاتل الرئيس الراحل أنور السادات على أحد شوارع طهران، ثم جرت اتصالات وكان هناك اتفاق على إنهاء هذا الوضع، لأن إيران عندما تقيم علاقات مع مصر أكثر فائدة لها من أن تتمسك بتصرفات سخيفة لا قيمة لها، وبالرغم من ذلك لم نستطع أن نمشى المشوار لآخره ونقيم علاقات طبيعية، وأنا لا أريد أن أتكلم عن الأسباب.
ولما وقعت حرب غزة تحدث البعض عن التدخلات الإيرانية وتأثيرها على حماس، أنا أقول إن هذه التدخلات يمكن منعها عندما نتوحد كعرب، ونتخذ موقفاً قوياً ومحدداً من القضايا المطروحة علينا والتحديات التى تواجهنا، وعندما نتعامل ككتلة عربية مع إيران ومع العالم بالأسلوب الذى نراه نحن، فلن يستطيع أحد أن يخترق الملفات العربية، أو يحاول التلاعب بقضايانا، الصغيرة منها أو الكبيرة.
■ ما رأيك فى الموقف القطرى واستضافة قمة عربية لم يكتمل نصابها القانونى؟
- لا أريد أن أتكلم عن دولة بعينها ولا عن أحد بعينه، أنا أتكلم عن مواقف ومبادئ، وكل واحد من حقه أن يجتهد ولكن ليس على حساب الآخرين، وليس من المنطقى أن يحدث تراشق وحروب إعلامية ودعوات لاجتماعات فى أكثر من مكان دون تشاور، المفروض أن كل هذه المسائل تتم بالتشاور والتفاهم، قطر دعت لقمة عربية، ذلك من حقها، لكن كان من المفروض أن يكون هناك تشاور مع الدول الأخرى، وإذا لم توافق يتم البحث عن بدائل أخرى.
■ بسبب الموقف القطرى انعقدت قمتان.. وحدث ارتباك فى الموقف العربى؟
- أنا شخصياً أرى أن عقد اجتماع غزة على هامش القمة الاقتصادية بالكويت أمر لم يكن موفقاً بالمرة.
الوضع فى غزة كان يستحق قمة، دون أن نخلط الأمور ببعضها، لأن القمة الاقتصادية فى الكويت كانت مهمة للغاية، وكان يجب أن تأخذ وقتها، وتستمر وتعمل الدول العربية على إنجاحها لتحقيق أهدافها، وفى نفس الوقت كان يجب عقد قمة أخرى مستقلة تناقش الوضع فى غزة، ومن الممكن أن تكون فى الكويت أيضاً قبل يومين مثلاً من القمة الاقتصادية فى الكويت أو فى أى مكان آخر تتوافق عليه الدول العربية، لأنه ليس من اللائق عقد واحدة على حساب الأخرى، أو عقد الأولى على حساب الثانية مثلما حدث.
ولو كان هناك أسلوب سليم للتشاور العربى لتجنبنا ذلك، ولو كان هناك إحساس مشترك بأن المهم أن نصل لهدف محدد، ولو كان هناك إحساس بخطورة الوضع، لما ظهرنا أمام العالم بمظهر الخلاف الشديد الذى كنا عليه آنذاك.
■ فى الوقت الذى كانت فيه إسرائيل تشدد ضرباتها على غزة كان رئيس وزرائها «أولمرت» يطالب بالتفاوض من أجل السلام، كيف نفهم ذلك؟
- إسرائيل تعرف ماذا تريد جيداً، وأهدافها محددة وواضحة، وأنا أرى أن إسرائيل لا تريد السلام، بل تريد السيطرة على المنطقة وتحقيق أكبر مكاسب، والمهم هو كيفية التعامل مع إسرائيل، نحن فى مصر مثلاً تعاملنا معها بالحرب مرة وبالمفاوضات مرة، وتمكنا من تحويل المكسب العسكرى إلى مكسب سياسى، ولولا ذلك، ولولا استخدامنا جميع الأساليب، لما استطعنا التعامل معها.
الآن إسرائيل واضح جداً أنها لا تريد أن تقيم دولة فلسطينية، وإذا وافقت على إعلان الدولة الفلسطينية فسوف تكون دولة ممزقة بسبب المستوطنات.
وإسرائيل لن تمنح العرب شيئاً إلا إذا كان موقف العرب موحداً، وكل الكلام عن دول اعتدال ودول ممانعة كلام لا يصح، وعيب النطق به.
■ أفهم من ذلك أن التسوية السياسية ليس لها مستقبل؟
- التسوية السياسية لها مستقبل ومن الممكن أن يكون هذا المستقبل جيداً ويحمل فرصاً جيدة، ولكن علينا كعرب أن ننظر بواقعية للأمور وبطريقة استراتيجية، وهناك مؤشرات يمكن الاستفادة منها فى ذلك، فعندنا مبادرة عربية من أجل السلام، الجميع يتفق عليها، وهناك إدارة أمريكية أفضل من الإدارات السابقة، وعندها استعداد أن تغير مواقفها وأن تنظر للعالم نظرة مختلفة، لكنها لن تغير نظرتها لنا إلا إذا تغيرنا نحن وتغير خطابنا وطريقة تعاملنا مع القضايا المختلفة.
العمل السياسى دائماً فيه أمل، لكن أى عمل سياسى غير منظم وغير واقعى بالطبع لن يكلل بالنجاح، والآن ليست هناك دولة عربية تريد أن تتخلص من إسرائيل فى البحر أو تسعى للقضاء عليها، لأن إسرائيل أصبحت واقعاً ولا توجد دولة عربية لديها القدرة على ذلك، إذن دورنا كعرب الآن هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة لها حدود واضحة، وهذا هو الهدف الذى يجب أن نركز عليه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.