لمن لا يعرف ما هو غثاء السيل فلينظر إلى حالنا ليعرف ما هو هذا الغثاء.. نعم إن تصرفاتنا منذ عقود بعيدة ممتدة تدل على إننا غثاء كغثاء السيل. فلا قيمة حقيقية فيما نفعله.نحن مجرد فقاقيع تطفو فوق سيل جارف موجه إلى مصير محتوم مقدر ومخطط له وفقط نحن تلك الفقاعات تسير أينما سارت تلك الموجات بلا توجيه منا أو حتى سيطرة على الاتجاهات أو التحكم في السرعات. أهل المحروسة الآن فارغوا الكنانة يتغنون بانتفاضة إزاحة الظلم عن عالمهم في يناير ولا يلتفتوا إلى البناء وتحقيق طموحاتهم من إزالة الفساد والفاسدين بل التفتوا إلى إفشال أنفسهم بأيديهم وإلصاق التهم بالغيب إلى من كانوا بالأمس القريب أصحاب المعالي الجدد والآن هم رهن الاعتقال أو الحبس دون دراية أو معرفة حقيقة الأمور.نعم لقد أضاع الإخوان الحلم بأخطائهم ولكنهم لم يرتكبوا الخطايا التي ارتكبها معارضوهم في سبيل إسقاطهم. سقوط الإخوان بابتلاع الشرعية الدستورية والمسماة بشرعية الصندوق الحر النزيه تحت مسميات شرعية الشارع والشرعية الثورية هي ما تدخلنا إلى نفق مظلم فالتسليم بهذا الأمر يعنى خلق موجات من العنف ولا استبعد العنف المضاد في سبيل السيطرة عليهم وهو هذا بعينه النفق المظلم.هل هذا ما يتمناه العقلاء .إن استحضار مشهد بيان القوات المسلحة بخصوص عزل رئيس منتخب بل هو الوحيد الذي تم انتخابه بانتخابات حرة نزيهة شهد لها القاصي والداني ولا أتصور أن يكون من بعده رئيس منتخب أخر إن لم تصحح الأوضاع. استحضار هذا المشهد بحضور شيخ الأزهر وبابا الكنيسة هي محاولة كسب تعاطف أهل المحروسة بالرغم من أن وجودهم لا يؤثر في العملية السياسية ولا يضفى على ما حدث شرعية ما .ببساطة مازلنا نطفو فوق الموج .و إذا كان متخذ القرار يرى أن في ذلك شرعية ما فعليه أن يعيد الأمور إلى نصابها وينصت إلى كافة طوائف الشعب بالطرق الإحصائية المعروفة ويقينا ليس من بينها مقارنة المساحات المملوءة بالبشر بواسطة الهليكوبتر فهؤلاء أو من تواجدوا في الشوارع والميادين لا يمثلون القوة التصويتية الكاملة لأهل المحروسة فيجب العودة إلى الصندوق وبسرعة بلا إقصاء أو ابتلاع الشرعية بمسميات واهية . قبل أن يموت فينا الضمير ونتحول إلى تسونامى فاقد الأمل بالإصلاح والوصول إلى دولة مؤسسات تحترم وتطبق سيادة القانون ليجرف كل من أمامه بفوضى عارمة لن تبقى على اخضر أو يابس فنكون قد عالجنا الخطأ بارتكاب الخطايا . هل مات الأمل أم لايزال هناك بصيص منه . أخاطب ضمائركم يا أهل السطوة والسلطة نحن لسنا مسيسين نحن البسطاء من أهل المحروسة لا ننتمي إلى هذا الفصيل أو ذاك .دعوا الانتفاضات وشانها فعلوا القانون والمنطق وثبتوا القيم والأسس ولا تخترقوها تحت أيا من المسميات فما أكثر دفوع الباطل ولكن الحق ظاهر أو ليس كذلك.. عندما كتبت مقالة استقالة شعب ..لم أكن أتصور يوما ما أن الاستقالة يمكن أن تتم بهذه الصورة ويتحول أهل المحروسة إلى أرقام فقط سواء من يملئون الميادين أو القتلى والجرحى ..بيدي لا بيد عمرو أعلن انضمامي إلى كتيبة الأرقام كرقم من الأرقام بعيدا عن كوني مواطنا وادميا له حقوق وعليه واجبات حتى أرضى ساداتي من النخب.. ما حييت سأظل اناجيكى يا بلادي اسلمي .اسلمي .اسلمي يا بلادي ولك منى السلامة. .