الباحث عن الحق لا يقف عند أول صنبور ليغترف منه مدعيًا أنه النهر¡ الكل باحث عن الحقيقة ولذا فجميعنا أقزام أمامها فلا تستعلي أيًا ما كنت فانك لن تبلغ الجبال طولًا...! والمعرفة للحقيقة لا تقف عند حدود امتلكتها جماعة أو أفراد فالتاريخ معروف للجميع سواء تاريخ الإخوان أو السلفيين أو الليبراليين أو أصحاب الرؤى والفكر وذلك من خلال المحبين أو المنتقدين وكثير من الأطهار غرر بهم لأنهم استسلموا لوهم الصنبور ظنًا منهم أنه النهر.. هكذا حال أهل المحروسة غير Çلمسيسين كلنا انشغلنا بالوصول إلى الحقيقة بين هذا الغثاء من القول هنا وهناك من محترفي الإعلام الموجه الذي ينتج مصالح شخصية لأصحابه ومدعية دون أثر واضح ينفع الناس بل مزيد من تقوية الرويبضة والمصابون بالخواء الفكري والرؤية المنعدمة فهؤلاء سواء أصحاب الأبواق الإعلامية الموجهة أو الرويبضة المثارة من تلك الأبواق يثيرون مزيدًا من الفوضى تنتج مزيدًا من الدماء لأهل المحروسة ولغطًا أصبح هو الشاشة الضبابية لحياتنا، ومن هنا كان لزامًا البحث عن الحقيقة المجردة بعيًدا عن الأيديولوجيات والخلافات الفكرية لكي نضعها على الطاولة، ولنتساءل ماذا قدمنا إلى أهلينا بما نملك من مقومات وما أتاحته انتفاضة يناير أو ما يصر النخبة على تسميتها ثورة يناير فعندما نستمع إلى مؤسسة الرئاسة وجماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة رغم قناعتي الشخصية على حسن النوايا لأصحاب المعالي الجدد إلا أنهم لم يصيبوا كبد الحقيقة وأخطأوا في العديد من الملفات التي تعرضوا إليها وطغت الحزبية على اتخاذ هذه القرارات رغم ما بها من عوار وانفلتت التصريحات لكثير من القادة بما يجب المحاسبة الأدبية بل القانونية عليه ولم ينتجوا أي شيء يذكر يشعر به الرجل البسيط في الشارع من الأمن واستقرار دورة الحياة، وأضاعوا فرص التوحد ولم الشمل ولا أقصد الشواذ من أصحاب الفكر أو أصحاب المصالح الخاصة بل المعتدلين من أصحاب الرؤى والخدمة العامة المستمدة من حب المحروسة والوطنية المصرية حتى غابت الشفافية عن كثير من القرارات المصيرية مثل قانون الانتخابات بعد تعديله وهل يتوافق دستوريًا أم يمكن الطعن عليه ثانية.. تعيين أعضاء الشورى التسعين وما صاحبه من اتهام صريح بوجود تزوير في تطبيق القرار الجمهوري.. السير قدمًا نحو خطة ممنهجة للسيطرة على الصف الثاني من مفاصل الدولة دون مصارحة وكشف الحقيقة بل كلام مرسل من أصحاب المعالي الجدد بعدم صحة هذه الادعاءات تارة أو أن النسب الفعلية التي تمت أخونتها لا تتعدى النسب التي يفترض أن يستحوذ عليها حزب بحجم الحرية والعدالة¡ وهكذا من الأمور التي يستشعرها أهل المحروسة حتى حوار السيد الرئيس رغم تأكيده للمحاور على أنه لا توجد خطوط حمراء وعليه أن يسال كما شاء ونحن نقول هذا حق لأن الخطوط الحمراء ليست في الأسئلة بل كانت في الإجابة على الأسئلة التي تم طرحها.. هذا حال أهل الدعوة فما بالنا من المجددين أو أصحاب الفكر والرؤى الحرة المستمدة من تجارب الغرب ومحاولة تمصيرها فتناولوا الغريب من القول حتى تم استقطاب العديد منهم للحديث باسم الثورة تارة وباسم النظام البائد في صور مختلفة تارة أخرى فأصبحنا لا نعرف أهم مع ثورة للتطهير أم لحجز مقاعد في السلطة ولما استشعروا بعد هذا الحلم عن التطبيق أخذوا في تطبيق مبدأ الأرض المحروقة ظنًا منهم أن الفوضى أو محاولة زعزعة الشرعية التي ارتضاها أهل المحروسة بإرادتهم الحرة في اختيارهم لمؤسسات الدولة بالانتخابات الحرة والنزيهة من قبل المجموع أو الأغلبية الانتخابية والتي لن تكون مطلقة بل الأغلبية النسبية هي المعبر عن أهل المحروسة حتى يثبتوا قواعد الحكم بواسطتهم دون إملاءات من أي طرف أو فصيل كان فالحق هو مبتغى أهل المحروسة وإن أصابهم في ذلك وصب أو نصب قريبًا ستختفي الحزبية المفرقة وتسطع شمس الحرية بثورة حقيقية ثورة للمعرفة والإنماء بعيدًا عن الإقصاء والأخطاء أوصيكم ونفسي ألا نكون أسرى أفكارنا التي تربينا عليها بل ادعوكم إلى التفكير وتنقيح الأفكار فما كان يصلح فيما مضى قد تغير الآن وحدثت عليه مستجدات والأحرى أن تكون الأفكار تابعة لتلك المتغيرات حتى لا نصاب بالجمود¡ ولذا فمازلت اتنقل بين صنابير المعرفة لعلي أقف على نهر الحقيقة بدلًا من تقديس الأفكار على أنها نهر الحقيقة فليس كل البناء حسن حتى لو بناه البنا حسن¡ وإلى أن يستوعب أصحاب المعالي أن لكل وقت أذان اسلمي يا بلادي ولك مني السلامة. م / عصام العباسي استشاري هندسي ومحكم دولي. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]