* ملايين التحرير تسقط مبارك ومن بعده مرسى * 6 إبريل الحصان الأسود فى 25 يناير وتمرد كلمة السر فى 30 يونيه * حرق مقرات الوطنى والإخوان مؤشرات لسقوط الأنظمة * التوريث يطيح بمبارك والأخونة تسقط مرسى * تخاذل عربى ودعم دولى فى ثورة يناير وترحيب عربى وتأرجح دولى فى 30 يونيه * إجماع شعبى على 25 يناير وانقسام وطنى حول 30 يونيه * الاتحادية تدعم سقوط مرسى ورابعة العدوية تتمسك بعودته للحكم لم يتوقع الكثير من المصريين قبل عامين من الآن أن تمر مصر بثورتين متتاليتين خلال عامين فقط، فقد عاشت مصر كدولة مستقرة لمدة 60 عامًا بعد ثورة 23 يوليو 1952 وإعلان الحكم الجمهورى فى مصر بعد حكم الأسرة العلوية الذى استمر ما يقرب من قرن ونصف. فقد شهدت مصر نوعًا من الاستقرار النسبى فى المجال السياسى والاقتصادى والاجتماعى فى عهد رؤسائها الأوائل مثل جمال عبد الناصر وأنور السادات، ولكن ما إن تولى الرئيس المخلوع حسنى مبارك حكم مصر فى 1981 وحتى خلعه فى فبراير 2011 ولمدة ثلاثة عقود، انتشر الفساد فى جميع مؤسسات الدولة وازدادت معدلات الفقر والجهل والمحسوبية وتولى الحزب الوطنى المنحل الذى كان يشرف عليه جمال مبارك نجل الرئيس المخلوع جميع مقاليد الأمور فى البلاد، وتم توزيع الأراضى المصرية ومعظم خيرات مصر على المقربين من نجل الرئيس المخلوع الذى كان يعتزم خلافة والده فى عرش مصر معتمدًا على دائرة رجال الأعمال التى دارت فى فلكه لسنوات طويلة، ولكن دائمًا تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، ففى الوقت الذى كان يستعد فيه الوريث المباركى لتنصيب نفسه رئيسًا لمصر خلفًا لوالده ذى الثمانين عامًا اندلعت ثورة 25 يناير2011 وأطاحت بنظام مبارك وضاع حلم الوريث فى رئاسة مصر وحرق مقر الحزب الوطنى المنحل الذى كان يمثل رمزًا لنظام مبارك، واستطاعت الملايين من المصريين بميدان التحرير أن يطيحوا بمبارك، واعتبر ميدان التحرير بعد ذلك رمز الثورة، وأكد المحللون أن حركة 6 إبريل هى إحدى الحركات التى كان لها دور كبير فى ثورة 25 يناير، وقد أجمع العالم الخارجى أن 25 يناير ثورة شعبية بمعنى الكلمة. وبعد نجاح ثورة يناير، صعد التيار الإسلامى إلى المشهد السياسى فى مصر، ليحل محل الحزب الوطنى المنحل، وبالفعل نجح التيار الإسلامى فى الفوز بالانتخابات البرلمانية والرئاسية، وصعد الدكتور محمد مرسى مرشح جماعة الإخوان المسلمين إلى دفة الحكم فى يونيه 2012 ليصبح رئيس مصر الثورة، ولكن بعد عام واحد فقط من وصول مرسى لكرسى السلطة فى مصر، اندلعت مظاهرات 30 يونيه 2013، وخرجت الملايين للمطالبة بإسقاط الرئيس مرسى بعد فشله فى إدارة شئون مصر على مدار عام كامل ومحاولته لتمكين جماعة الإخوان المسلمين التى ينتمى إليها من مفاصل الدولة واندلعت مظاهرات 30 يونيه فى ميدان التحرير وبجوار قصر الاتحادية، وتم حرق مقر جماعة الإخوان المسلمين، وتم عزل الرئيس مرسى عن الحكم، وذلك بعد خارطة الطريق التى أعلن عنها الجيش وظهرت على السطح بعد نجاح 30 يونيه فى الإطاحة بمرسى، بقيادة حركة تمرد التى ينسب إليها الكثيرون الدور الهام لها فى إسقاط نظام حكم الرئيس مرسى، وقد اعتبر البعض مظاهرات 30 يونيه ثورة مصرية على غرار ثورة 25 يناير، لأن 30 يونيه أطاحت بنظام حكم الإخوان، مثلما أطاحت 25 يناير بنظام مبارك، لكن البعض أنكر ذلك واعتبرها انقلابًا عسكريًا، لأنه تم عزل الرئيس مرسى عن الحكم، ولم يتنح مثل مبارك، بالإضافة إلى أنه يوجد الملايين المؤيدون لمرسى فى ميدان رابعة العدوية، وهذا لم يحدث مع مبارك فى 25 يناير، وأن الموقف الدولى مختلف فى تقييمه حتى الآن لمظاهرات 30 يونيه، وهل هى تعد انقلابًا أم ثورة. (المصريون) رصدت أسباب ثورتى 25 يناير2011 و30 يونيه 2013، وأوجه الاختلاف والشبه بينهما، والوجوه البارزة بعد الثورتين والموقف الدولى من الثورتين: ** القوى السياسية: فساد مبارك وفشل مرسى فى تحقيق مطالب الشعب أسقطت أنظمتهما ** "الحرية والعدالة": الفساد والطوارئ والاعتقالات أسباب قيام ثورة يناير و30 يونيه انقلاب عسكرى "الوفد": تنفيذ تعليمات مكتب الإرشاد والأزمات السياسية والاقتصادية عجلت بعزل مرسى فى 30 يونيه الفساد وقانون الطوارئ وكثرة الاعتقالات كانت من الأسباب الرئيسة التى أدت إلى قيام ثورة 25 يناير 2011 حسبما أكد حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين حيث أكد أن ثورة 25 يناير هى ثورة حقيقية وذلك لأنها قامت من أجل القضاء على الفساد الذى استمر أكثر من 30 عامًا، حيث ازدادت الاعتقالات والظلم فى عهد الرئيس المخلوع مبارك، إضافة إلى أن أهم المطالب التى خرجت من أجلها ثورة 25 يناير كانت العيش والحرية والعدالة الاجتماعية ومن أهداف ثورة يناير أيضًا القضاء على الرشوة ورفض قانون الطوارئ، واعتبر 30 يونيه انقلابًا عسكريًا لرجوع وجوه النظام السابق مرة أخرى الذين تمت الإطاحة بهم فى ثورة يناير. فى سياق آخر، أكد حزب الوفد أن فشل الرئيس المعزول محمد مرسى فى علاج الأزمات الاقتصادية مثل البنزين والكهرباء بالإضافة إلى الاحتقان السياسى عجل بثورة 30 يونيه، التى خرج فيها الملايين لعزل الرئيس مرسى وبالفعل استجاب الجيش للشعب وعزل الرئيس مرسى. ورفض حزب الوفد وصف 30 يونيه بأنه انقلاب عسكرى مؤكدًا أنه ثورة شعبية بمعنى الكلمة لأن الانقلاب العسكرى يلزمه تعيين جميع العسكر فى الوزارات والمحافظات ولكن لأن الفريق أول عبد الفتاح السيسى لم يقم بالاستيلاء على الحكم وليست لديه النية لعمل ذلك ولم يعين العسكر فى الوزارات أو المحافظات بل تدخل إلى جانب القوى الغالبية العظمى للشعب المصرى واقتلع مرسى وبعض أعوانه وجاء برئيس جمهورية مؤقت. فى البداية قال محمد عبد الفتاح، عضو الهيئة العليا لحزب "الحرية والعدالة" إن ما حدث فى 30 يونيو هو انقلاب عسكرى على شرعية الرئيس المنتخب بإرادة شعبية وجاء بصندوق انتخابى نزيهة معتبرًا 30 يونيه انقلابًا على الدستور والشرعية ولا يمكن إطلاق لفظ ثورة شعبية عليه. وأضاف عبد الفتاح أن ثورة 25 يناير هى ثورة حقيقية وذلك لأنها قامت من أجل القضاء على الفساد الذى استمر أكثر من 30 عامًا وازدادت الاعتقالات والظلم فى عهد الرئيس المخلوع مبارك إضافة إلى أن أهم المطالب التى خرجت من أجلها ثورة 25 يناير كانت العيش والحرية والعدالة الاجتماعية ومن أهداف ثورة يناير أيضًا القضاء على الرشوة وفرض قانون الطوارئ وغيرها من العوامل التى قام بها الرئيس المخلوع حسنى مبارك ونظامه فى الشعب المصرى، أما 30يونيه فهو انقلاب لرجوع رموز النظام السابق مرة أخرى الذين تمت الإطاحة بهم فى ثورة يناير. من جانبه أكد المستشار أحمد عودة، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، أن الشعب المصرى ظل يعانى كثيرًا وعلى مدار عدة عقود من الزمن من حكم الرئيس المخلوع حسنى مبارك حتى نفد الصبر فكانت كلمة الشعب وهى خلع الرئيس وإزاحة النظام السابق وتلك هى الخطوة التى تحققت كثمرة أولى لثورة 25 يناير 2011 وبعد اجتياز الفترة الانتقالية تحت قيادة المجلس العسكرى السابق أجريت الانتخابات البرلمانية والرئاسية وقد تعمد الإخوان خداع الشعب المصرى بحجج وحيل مكشوفة منها توزيع السكر والزيت وأنهم الذين يقومون بتطبيق الشريعة والحكم بكتاب الله وكان تأثير ذلك قويًا في كثير من المواطنين المصريين فى القرى وسائر المحافظات وفى كثير من الأوساط الأمية الذين لا يقرءون ولا يكتبون. وأضاف عودة أن الحظ السيئ أتى برئيس ينتخب من الإخوان ومع هذا استبشرنا خيرًا وتوقعنا الكثير والكثير من أول رئيس مدنى منتخب بعد ما يزيد عن 60 عامًا، ومع هذا خاب الظن واكتشف الكثير من المصريين أنهم كانوا ضحية الخداع والوهم والدعاية الكاذبة لأن الرئيس المدنى المنتخب قد ضل الطريق وضج إلى الديكتاتورية وراح يصدر الإعلانات الدستورية تلو بعضها من أجل تثبيت فترة حكمه وإعطائه سلطات مطلقة وعدم الطعن على قراراته وتصرفاته أمام القضاء لتحصين الأعمال الخاطئة أو الباطلة التى يقوم بها ويقدم عليها وعندئذ ضج الشعب المصرى كله وأعلنت الطوائف والأحزاب السياسية رفضها لتلك الأساليب الديكتاتورية، إلا أنه أصر على التمادى فى الخطة التى رسمها له مكتب الإرشاد ولم يكترث بالاعتراضات والمعارضات الشعبية وارتفاع صوت الناس فى مختلف الميادين. وإذا كان مرسى قد وعد الناس بعد مضى100 يوم على اختياره أو على توليه السلطة فقد مضت المائة يوم دون شيء على الإطلاق فاستمهل الناس بعضهم البعض حتى مضت سنة من حكم الرئيس الجديد وبكل أسف الخسائر كانت متعددة وازدادت الأزمات التى تعرض لها الشعب المصرى بمختلف مستوياته مثل تزايد أزمة العيش وظهور أزمة المواد البترولية مثل البنزين والسولار وانقطاع الكهرباء بصفة دورية ويومية حتى فى موسم امتحانات الطلاب، وهذا أثر نفسيًا وعمليًا وماديًا فى أفراد الشعب وعلى سبيل المثال توقف العمل فى المصانع والمنازل والمحلات وغيرها ومما أثار غضب الشعب وكانت تخرج تصريحات وزير الكهرباء فى ذلك الوقت مخيبة، حيث قال إنه سوف يصدر تعليمات وينشر فى الصحف جدول يبين فيه فترات انقطاع الكهرباء فى المناطق المختلفة، إلى جانب انهيار المرفق التعليمى ومرفق الصحة ومرافق الدولة كافة وانفلات الأمن فى الشارع والتى تعرض حياة المواطنين للخطر وانتشار جرائم السرقة بل والقتل على مختلف طرق السفر سواء الزراعية أو غيرها من الطرق، مما أعطى دافعًا قويًا للشعب على التحرك وخرج الشعب متظاهرًا مطالبًا بإسقاط النظام الفاشل وعزل الرئيس الفاشل وشاءت الإرادة الإلهية أن تكشف الرئيس المعزول أكثر فعندما كان يحاول الرئيس المعزول الدفاع عن نفسه وكلما تحدث حديثًا واحدًا خسر كثيرًا من الناس، فحتى دفاعه عن نفسه كان دفاعًا فاشلًا حتى قامت حركة تمرد وأيدها الشعب مطالبين بعزله كما أيدتها سائر الأحزاب السياسية ماعدا الأحزاب الدينية أو المنضمين إلى تيار الإخوان حتى يوم 30 يونيه. وكأنه يوم الحسم فانتصرت إرادة الشعب وكانت هناك ردود أفعال مؤسفة من جانب الإخوان حيث تم التهديد السافر بالمصادمات فى كل شوارع مصر والتهديد بوقوع حرب أهلية ولكن تدخل الجيش فى الوقت المناسب وحسم الأمر وتفادى المصادمات وانحاز لإرادة الشعب وانتصر له فكان بيان القوات المسلحة الأول التحذيرى مهمًا جدًا وإعطاء مهلة أسبوع ثم مهلة 48 ساعة لم يهتم بها الرئيس المعزول وجماعة الإخوان المسلمين ورفضوا إنذار الجيش ومن هنا كان ولابد من التدخل فتم خلع الرئيس مرسى ولعلنا نذكر 17 محافظًا الذين منعوا من دخول أماكنهم ووزير الثقافة الذى منع من دخول وزارته لمدة شهر فجاء تدخل الجيش فى الوقت المناسب لحسم القضية. ورفض عضو الهيئة العليا لحزب الوفد القول بأن 30 يونيه هو انقلاب عسكرى وذلك لأنه أى تدخل عسكرى أو انقلاب عسكرى يلزمه تعيين جميع العسكر فى الوزارات والمحافظات ولكن لأن الفريق أول عبد الفتاح السيسى لم يقم بالاستيلاء على الحكم وليست لديه النية لعمل ذلك لم يعين العسكر فى الوزارات أو المحافظات، بل تدخل إلى جانب القوى الغالبية العظمى للشعب المصرى واقتلع الديكتاتور وبعض أعوانه، وجاء برئيس جمهورية مؤقت وهو أعلى وأكبر قاضٍ فى مصر وهو رئيس المحكمة الدستورية العليا هذا كله بمثابة ثورة وليس انقلابًا. أقرأ أيضا * أحزاب: وحدة الهدف وانحياز الجيش للشعب سمات مشتركة بين الثورتين * محللون:6 إبريل الحصان الأسود لثورة يناير وتمرد مفتاح التغيير فى 30 يونيه * خبراء : هناك إجماع عالمي علي ثورة يناير واختلاف دولي حول 30 يونيه لانقسام الشعب حوله * القوى الإسلامية: الشعب كله اتفق على ثورة يناير وانقسم فى 30 يونيه