أثارت دعوات الولاياتالمتحدةالأمريكية للجيش المصرى بالإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسى, ودعوات القوى الإسلامية للاحتشاد فى الشارع, حفيظة القوى السياسية المعارضة, وأيضا ثوار 30 يونيو الذين نجحوا في إسقاط الرئيس محمد مرسي وعزله بمساعدة الجيش المصري. ويري المتابعون للمشهد السياسى فى مصر أن عودة الرئيس المعزول مرسى أصبحت مستحيلة, وأن تظاهرات القوى الإسلامية ما هى إلا "حلاوة روح" من أجل الحفاظ على ماء الوجه, وأيضاً من أجل الضغط للخروج الآمن للقيادات, خاصة بعد إلقاء القبض علي عدد منهم بعدة تهم موجهة إليهم من قبل المواطنين والحقوقيين, وليس من قبل قوى المعارضة. وبشأن دعوة ألمانياوالولاياتالمتحدةالأمريكية للإفراج عن المعزول، رأت القوى السياسية هذا المطلب تدخل فى شئون دولة ذات سيادة وعليها سحب هذا الطلب لأن الشعب المصرى هو من يقرر مصير الرؤساء, بالإضافة إلى أن وضعية الرئيس المعزول مختلفة واحتجازه فى هذا التوقيت من أجل مصلحة الشعب كله، مؤكدين على أن هذا الطلب "فضيحة" دولية من الأمريكان. من جانبه يرى جورج اسحاق الناشط السياسي, وعضو جبهة الإنقاذ أن مطالبة أمريكا بالإفراج عن الرئيس السابق محمد مرسي يعد تحريضاً ضد الشعب المصري ورفض للإرادة الشعبية قائلاً:"هذا الطلب فضيحة دولية وعلى أمريكا أن تخرس وملهاش دعوة بينا". وأكد اسحاق أن جبهة الإنقاذ ضد تدخل أي دول في الشأن الداخلي المصري خاصة أن الأمريكان مواقفهم متغيرة ويسعون لمصالحهم الشخصية دون النظر لمصالح الشعوب قائلاً:"الشأن الداخلي المصري خط أحمر وعلى الأمريكان احترامه". ووافقه فى الرأى د. السيد البدوي رئيس حزب الوفد, الذي أكد أنه لا توجد أى صفة للولايات المتحدة للتدخل في الشان الداخلي المصري قائلاً:"مطالبة أمريكا بالإفراج عن الرئيس السابق محمد مرسي غريبة لأن مرسي غير مقبوض عليه من الأساس". وأضاف البدوى:"على جميع القوى الدولية احترام إرادة الشعب المصرى فى تقرير مصيره خاصة أننا دولة قانون ومع سيادته على الجميع, ومع سيادة الدولة في أي وقت, بالإضافة إلى مطالبتنا لجميع القوى الخارجية بعدم التدخل في الشان الداخلي المصري". فى السياق ذاته رأى د. أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية والقيادي بجبهة الإنقاذ أن مطالبة الولاياتالمتحدةالأمريكية بالإفراج عن الرئيس السابق محمد مرسي يعتبر تدخلاً ويجب أن يقابل بمنتهى الحسم من الحكومة المصرية ومن كافة مؤسسات الدولة كما أن هناك إجراءات يجب أن تتخذها الخارجية المصرية في هذا الشأن حتى تمنع أي دولة من التدخل في الشأن الداخلي المصري. وأكد حمدين صباحى, المرشح الرئاسى السابق, والقيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى, أن مطالبة الولاياتالمتحدة بالإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسى, هو تدخل سافر فى الشأن المصرى ومرفوض شكلاً وموضوعاً, مشيرا الي أنهم فى الأساس يرفضوا أى إجراءات استثنائية ضد الرئيس المعزول ولكن لابد من محاكمته ومحاسبته وفقا للقانون. وطالب صباحى الولاياتالمتحدة بعدم التدخل فى شئون مصر لأن مطالبتها بالإفراج عن مرسى يعد تدخلا فى أمور داخلية بحته. فى السياق ذاته قال د.محمود العلايلى, القيادى بجبهة الإنقاذ, إن فكرة عودة د.محمد مرسى لسدة الحكم مرة أخرى أمر منتهى ولن يعود مهما كانت الظروف قائلاً:" مرسى لن يعود للحكم وحكمه انتهى بلا رجعة وعودته "عته". واختلف معه الكاتب محمد سلماوى, رئيس اتحاد كتاب مصر, والأمين العام للاتحاد العام للأدباء, مؤكداً أن من يطالبون بعودة الرئيس السابق حق مكفول لهم وذلك من جراء الدولة الديمقراطية التى نسعى لإنشائها فى مصر قائلاً:"دعوات عودة مرسى حق مكفول لمؤيدى المعزول". وأضاف سلماوى فى تصريحات ل"بوابة الوفد":" نحن بلد ديمقراطى ونؤمن بحق الآخر فى التعبير وبالتالى هناك من ينادى بعودة مرسى وهذا أمر مكفول لهم وحق. وأشار الي أن هناك من ينادى بعودة الملكية أو الدولة العسكرية وهذا حق له ولكن تكون الأغلبية هى محل احترام الجميع وهذا ينطبق على من خرج فى 30 يونيو وسعوا لاستكمال ثورتهم واستردادها ممن سرقوه". وقال الناشط السياسى محمود عفيفى, القيادى بحركة 6 إبريل, إن الشعب المصرى خرج بالملايين فى 30 يونيو فى إطار موجة جديد من موجات تصحيح المسار والعمل نحو تحقيق أهداف الثورة بعد عام من الفساد والديكتاتورية فى ظل حكم الإخوان ورئيسهم المعزول محمد مرسى. ولفت عفيفى إلى أنهم يريدون أن يؤكدوا على أن ثورة يناير مازالت مستمرة وأن الجولات التى أعقبتها هى مسار لاستكمال هذه الثورة ، مؤكداً أن حقبة الإخوان والرئيس مرسى فترة وانتهت بلا رجعة. وفيما يخص تصريحات المهندس أحمد ماهر بأن ماحدث فى تظاهرات 30 يونيو هو انقلاب قال عفيفى:" هذا رأيه الشخصى, والحقيقة أن ماحدث هى موجة جديدة للثورة خاصة فى ظل نزول رقم قياسى من المتظاهرين للشارع لمواجهة فساد النظام ". ووصف د.أحمد النقر, المتحدث باسم الجمعية الوطنية للتغير, جماعة الإخوان المسلمين بأنها كانت كابوسا كئيبا طوال العام الماضى قائلا:"عام الإخوان فى الحكم برئاسة المعزول محمد مرسى كابوس كئيب والحمد لله تخلصنا منه". وتابع :"نحن فى حاجة لدستور وحكومة ثورية ولسنا فى حاجة لرئيس وزراء يفتش فى دولاب مبارك والإخوان". وطالب النقر جميع القوى السياسية أن ترفض أى شخصية من نظام مبارك والإخوان تشارك فى الحكومة القادمة لأننا لسنا فى حاجة إلى هؤلاء الذين استفادوا من نظام مبارك والإخوان والذين لم يقدموا أى شىء للمواطن المصرى واهتموا بمصالحهم الشخصية على حساب وأهداف ثورة يناير.