أعلنت مصر دعمها لوحدة السودان والوفاق بين الشمال والجنوب ورفض فكرة الانفصال، وتمسكها بإنفاذ اتفاق الدوحة لتحقيق السلام في دارفور. جاء ذلك خلال لقاء وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ومدير المخابرات اللواء عمر سليمان بالرئيس السوداني عمر البشير بالخرطوم. وقال أبوالغيط: إن زيارته وسليمان للسودان "رسالة مصرية تؤكد دعم السودان الموحد الذي هو جزء هام من القارة الإفريقية واتحادها ونسعى للحفاظ على وحدته والوفاق بين شماله وجنوبه". وأشار أبوالغيط إلى أنه نقل رسالة شفهية من الرئيس المصري حسني مبارك للبشير, وبحث العلاقات الثنائية وسبل دفعها وقضايا ما بعد الانتخابات بهدف منع الاقتتال والتوتر . وأكد أبوالغيط استعداد الدولتين على الاستمرار في الحوار وبناء الجسور والتواصل مع كل دول حوض النيل من أجل زيادة إيراداته وإمكاناته بعيداً عن النزاع والتوتر اللذين لا يخدمان المنطقة والإقليم . وجدد الوزير المصري تمسك بلاده ودعمها لوحدة السودان بوصفه جزءاً مهماً من القارة والاتحاد الإفريقي وسعيها للوفاق بين الشمال والجنوب . كما أكد أبوالغيط أن مصر أعلنت تأييدها للعملية الانتخابية التي جرت بشفافية ونزاهة، وأن هذا ما نقلته القاهرة للمجتمع الدولي خلال الفترة الماضية . ووشدد على تمسك بلاده بإنفاذ اتفاق الدوحة الإطاري بكل دقة وحرفية وشفافية لتحقيق السلام في دارفور . وأوضح أنه وقف على رؤية الرئيس السوداني عمر البشير والحكومة السودانية على الأوضاع بعد الانتخابات ومسارها خلال الشهور المتبقية لاستفتاء الجنوب . وفي سياق آخر, ناقش المسئولان المصريان مع البشير ملف مشكلة مياه النيل التي تطالب بعض دول حوض النيل بإعادة النظر في الاتفاقيات . وقال أبوالغيط: "إنه من المهم التنسيق بين مصر والسودان، وإن البلدين متفقان على التمسك بالاتفاقيات السابقة، لكن ذلك لا يمنع التفاوض مع بقية دول الحوض بشأن الخلاف في المرحلة المقبلة بغرض الوصول إلى اتفاق يرضي الجميع" . وجدد أبوالغيط رفض مصر والسودان التوقيع على اتفاقية جديدة لتقاسم مياه النهر، مشدداً على التمسك بالاتفاقيات التي تم التوقيع عليها مسبقاً. وأضاف "القاهرة والخرطوم على استعداد للتفاوض مع دول منابع النيل من أجل تحسين الاستفادة من مياه النيل بشرط الحفاظ على الحقوق التاريخية لدول المصب، هذه مبادرة لزيادة إيرادات النهر وليست مبادرة للنزاع والتوتر بين دول الحوض" . كما يلتقي المسئولان المصريان بنائبي البشير سلفاكير ميارديت رئيس حكومة جنوب السودان وعلي عثمان طه، لبحث قضايا داخلية سودانية وأخرى مشتركة .