أكد الرئيس حسنى مبارك أن مصر تقف مع السودان الشقيق قلباًَ وقالبا، وقال فى رسالة خطية للرئيس السودانى، عمر البشير، سلمها أمس أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية والوزير عمر سليمان، إن الدور المصرى فى دعم السودان الشقيق تجاه جميع القضايا الإقليمية والدولية، لم يهتز يوماً من الأيام. أعلن هذا أحمد أبوالغيط فى تصريحات للصحفيين بمطار الخرطوم، مضيفاً أن مصر تدعم موقف السودان والرئيس البشير، وأن هدف زيارته والوزير عمر سليمان هو التشاور مع الرئيس السودانى وكبارالمسؤولين بشأن العلاقات الثنائية والمستجدات على الساحتين السودانية والعربية. وعلمت «المصرى اليوم» أن الرسالة المصرية للرئيس البشير تتضمن مقترحات محددة بشأن الأزمة السودانية الحالية مع المحكمة الجنائية الدولية، وتتعلق بشكل المعالجة المرتقبة للأزمة، والدفع فى اتجاه جمع رافضى السلام فى دارفور على مائدة المفاوضات ومعالجة الأزمة سياسياً، وهو الموقف الذى يتسق مع ما سبق إعلانه من الجانب المصرى الذى يحذر من تهديدات جديدة على السودان، يمكن أن تمثل خطورة على اتفاق الإسلام فى الجنوب، والمفاوضات الجارية حالياً مع بعض الفصائل فى دارفور. كان أحمد أبوالغيط وعمر سليمان قد زارا أمس الخرطوم لمدة ساعتين، عقدا خلالهما جلسة مباحثات مع الرئيس البشير وعدد من المسؤولين فى حكومة الوحدة الوطنية السودانية، وتناولت المباحثات عدة قضايا، جاء فى مقدمتها الموقف بالنسبة لقرار المحكمة الجنائية الدولية، والتى من المتوقع أن يصدر قرارها الخاص بتوقيف الرئيس البشير خلال الأيام القليلة المقبلة. وأشار أبوالغيط عقب لقائه الرئيس السودانى إلى أن مصر حريصة تماماً على أمن السودان، وقدمت مقترحات بخصوص الأزمة مع الجنائية الدولية، كما استعرض خلال لقائه الرئيس البشير تأكيداته لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون على ظروف السودان الأمنية والسياسية الحساسة، وما يمكن أن يشكله قرار المحكمة الجنائية الدولية المرتقب من مخاطر على تلك الظروف، وأن القضية كانت محور محادثات الرئيس مبارك خلال زيارته الأخيرة لفرنسا وإيطاليا. وأضاف أبو الغيط أن المباحثات شملت أيضاً الدور المصرى فى مؤتمر القمة العربية التى تستضيفها الدوحة فى مارس المقبل، وحرص مصر على وحدة الصف الفلسطينى. من جانبه، أكد السفير عثمان نافع، مدير الإدارة السياسية بالرئاسة السودانية، عقب اللقاء، أن أبوالغيط نقل موقف مصر الثابت بوقوفها إلى جوار السودان، وأن الرئيس البشير يقدر هذا الدور، وأن الوفد المصرى، أكد دعم مصر أى جهود من شأنها إيجاد تسوية سياسية سلمية لمشكلة دارفور، فيما قال المستشار الصحفى للرئيس السودانى فى تصريحات صحفية إن السودان لن تسلم أى مسؤول حتى ولو كان من أعتى المعارضين، وعلمت «المصرى اليوم» أن المقترحات المصرية لم تلق قبولاً لدى الجانب السودانى.
