* تتراءى أمام عيني أسئلة حائرة حيرة الشريد في أرض فلاة..! أسئلة كثيرة ولا أحد يجيب عنها. فالوضع ينذر بكارثة خطيرة تهدد أمن واستقرار وسلامة الوطن. * أتساءل: إلى أي شاطئ تسير سفينة الوطن..؟ ومن ربانها..؟ ومن يحدد اتجاه بوصلتها..؟ وما ستقبل وطني..؟ وما هى الآليات التي يجب أن نحتكم إليها عند احتداد النزاع والشقاق والخلاف بين أبناء الوطن..؟ وهل حلّ الرصاص محل الحوار..؟ وأصوات المدافع بدلًا من صوت العقل..؟ والحوار باللكمات بدلًا من الحوار بالكلمات..؟ والتشكيك والتخوين بدلًا من الثقة واليقين..؟ * هل أصبح لون الدماء هو اللغة الرسمية بين أبناء الوطن الواحد..؟ وهل أصبح دوى القنابل هو تحية الصباح..؟ وزجاجات الملوتوف هي تحية المساء..؟ وقطع الطرقات وقتل المصريين هو تحية منتصف النهار..؟ هل تحولت دماء الشعب المصري إلى كلأ مستباح..؟ هل تحول الشعب المصري بكل تاريخه وحضارته إلى قبائل رعوية بدائية يقتل بعضها بعضًا..؟ هل انقطع الحبل الذى كان يربط ذمام هذا الشعب..؟ هل انفكت العقدة التي حافظت على وحدة هذا الشعب..؟ هل انهار صرح القيم وأصبح رمادًا تذروه الرياح..؟ هل تفككت منظومة القيم الأخلاقية فى هذا الوطن..؟ فلم يعد لدينا كبير ولا صغير..؟ ولاحاكم ولا محكوم..؟ ولا قائد ولا مقود..؟ هل أصبحنا قطيعًا من الرعاع الهمج..؟ لا دستور.. لا قانون..؟ لا حكومة..؟ * هل تحولنا إلى شعب يستلذ بمفردات الرئيس المقتول..؟ والرئيس المخلوع..؟ والرئيس المعزول..؟ والرئيس المطرود..؟ والرئيس المظلوم..؟.. الخ..؟ إلى متى..؟ وما المخرج..؟ وما الحل..؟ وما الخلاص..؟ وما النهاية..؟ إلى أين نحن سائرون..؟ إلى أين نحن متجهون..؟ وما الذى يجمع بيننا كشعب..؟ وما الذى يوحدنا كأمة..؟ وإلى متى يستمر الاقتتال بين أبناء الوطن الواحد..؟ أليس منكم رجل رشيد يوحد كلمة هذا الشعب..؟ أليس منكم رجل رشيد يجمع كلمة هذه الأمة..؟ أليس منكم رجل رشيد يشخص الداء..؟ أليس منكم رجل رشيد يصف العلاج..؟ * هل نحن دولة خلت من العقول..؟ هل نحن شعب جرد من الحكماء..؟ هل نحن شعب فقدنا هويتنا وشوهنا حضارتنا ولوثنا ماضينا وقتلنا حاضرنا وضيعنا مستقبلنا..؟ هل يعجبكم ما تعرضه الفضائيات من هتك للأعراض ومن نزيف للدماء ومن قتل للأبرياء أمام أعين الناس..؟ ألم يؤلمكم الدماء التى غطت الميادين..؟ ألم يوجع قلوبكم القتلى الذين يتساقطون كما يتساقط ورق الخريف الجاف فى يوم عاصف..؟ ألم يؤرق مضاجعكم سمعة هذا الوطن..؟ وكرامة هذا الوطن..؟ وشرف هذا الوطن..؟ ومكانة هذا الوطن بين الأمم..؟ * لابد من حل فورى وسريع لوقف نزيف الدماء. لابد من حل فورى لإنهاء الاقتتال فى مصر..؟ لابد من حل فورى لإنقاذ سمعة الوطن..؟ لابد من حل فوري وعاجل لانتشال الوطن من بين أنياب الفوضى ومخالب الحرب الأهلية حيث لا غالب ولا مغلوب ولا فائز ولا مهزوم..؟ فالكل سيغرق والكل سيدفع الثمن والكل سيعض أنامل الندم يوم لا ينفع الندم ولا تنفع الحسرة ولا ينفع قولنا لو كان كذا لكان كذا لأن "لو" تفتح عمل الشيطان.
*الوطن فى خطر داهم وضباب كثيف وغمام يلف الأجواء حتى إذا أخرج أحدنا يده لم يكد يراها..! من بيده شمعة فليشعلها. ومن بيد مصباح فليضيئه. ومن بيده باقة ورد فليرفعها. ومن بيده خنجر فليغمده. ومن بيده سيف فليطويه. ومن بيده قنبلة فليبطل مفعولها. ومن بيده شوكة فليدفنها. ومن على أطراف لسانه كلمة خبيثة فليبلعها. ومن على أطراف لسانه كلمة طيبة فليقلها. ومن يدور بخلده فكرة توحد فليطرحها. ومن يوسوس له الوسواس الخناس بفكرة شريرة فلا يتفوه بها ولا يعبر عنها وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم. فثلاجة الموتى ليست فى حاجة إلى مزيد من الجثث ومشرحة الموتى انسدت طرقاتها. * يا عقلاء مصر: *الله لن يسامحكم والتاريخ لن يرحمكم والأجيال القادمة لن تحترمكم إذا ضيعتم وطنًا كان يومًا منارة للعالمين وقبلة للحائرين وبوصلة للتائهين. فليجتمع كل العقلاء وكل الحكماء وكل الوطنيين وكل المخلصين وكل الأوفياء الشرفاء ويشخصون الداء ويصفون العلاج ليخرج الوطن من محنته ويتجاوز تلك الفتنة التى لا فرق فيها بين الحاكم والمحكوم والظالم والمظلوم فالكل سيحترق بنار الخلافات إن لم نجد مخرجًا من تلك الغمة. ثقتى فى الله لا حدود لها ويقينى فى الله لا يحده حدود ولا يقف دونه سدود شريطة إن تخلص النوايا لوجه الله ثم من أجل مصلحة هذا الوطن العليا. وأتمنى أن يأتي اليوم الذي أرى فيه وطني آمنًا مستقرًا حيت لا أسمع عن رئيس مقتول أو مخلوع أو معزول..! فهل تتحقق أمنيتى ويتحول الحلم إلى واقع والخيال إلى حقيقة...؟ ليس على الله ببعيد