انتقد إسلاميون بشدة التصريحات الأخيرة للدكتور على جمعة مفتي الديار المصرية ، والتي طالب فيها بالتصفية الجسدية للمتطرفين الذين يقتلون مسلمين قائلا إنهم يلوثون أيديهم بدماء المسلمين. وقال جمعة في كلمة ألقاها مساء الأحد في ندوة عقدت بجامعة الأزهر "هؤلاء المتشددون القتلة الإرهابيون (هم) مجموعة أوباش ويجب تصفيتهم جسديا وضربهم بكل قوة... ولا يجب أن نتعاطف مع أناس لوثوا أيديهم بدم المسلمين." وأضاف "لا يمكن الاتصال بهم أو الحوار معهم... لأنهم لا يريدون أن يجلسوا ويستمعوا لأحد." وعلق أحد حاضري الندوة قائلا انه يرفض ترك أمر المتشددين لقوات الأمن وحدها ، لكن جمعة رد قائلا " الأمن اللي موش عاجبكم وقاعدين تلسنوا عليه بيقوم بدوره في الدفاع عنكم وعن أمن البلد ويجب... أن نخرج من حالة التخنث التي نعيشها مع هؤلاء." من جانبه ، أوضح المهندس أبو العلا ماضي وكيل مؤسسي حزب الوسط أن هذه التصريحات غير موفقة جملة وتفصيلا ، وكان علي المفتي أن يطالب بتطبيق العدالة على المتهمين بارتكاب جرائم بدلا من التصفية الجسدية التي لا يقبلها أي منصف. واعتبر ماضي أن الحديث عن التصفية الجسدية هو حديث جديد لم يسبق أن تحدث عنه أحد وهو لا يصب في خدمة الصالح العام ، مشددا على أن تطبيق القانون والعدالة على أي مرتكب جريمة هو القصاص العادل وليس الإدلاء بتصريحات مرفوضة. أما ممدوح إسماعيل محامي الجماعات الإسلامية فأبدى استياء شديدا من تصريحات المفتي ، لافتا إلى أن جمعة ما كان عليه أن يتورط في مثل هذه التصريحات ، إذ إن تعميم الأحكام يوصم المعارضة الإسلامية والجماعات بهذه الصفات ليس أمر منطقيا سواء دينيا أو سياسيا. وانتقد إسماعيل بشدة حديث الدكتور جمعة عن التصفية الجسدية للإسلاميين لأن هذا الأمر يخدم أعداء الإسلام من الشيوعيين والملاحدة ، كما أنه ليس من اللائق أن يوجه المفتي هذه الصفات إلى الإسلاميين الذين يعتبرون الوجه الحقيقي للمعارضة وقول كلمة الحق في وجه سلطان جائر فهذه حسبة لله ولا يجب أن تواجه بمثل هذه الانتقادات. واعتبر إسماعيل أن مثل هذه التصريحات "الهوجاء" لا تخدم المحاولات لتخفيف حالة الاحتقان أو السعي لعمل مصالحة بين الدولة والجماعات الإسلامية بل تزيد من أجواء التوتر وهو أمر لا يخدم الأمة سواء سياسيا أو شرعيا. من جهته ، رفض المحامي الإسلامي البارز منتصر الزيات كلام جمعة أيضا ، قائلا " للأسف الشديد البعض يرفع اللاءات.. لا حوار ولا تفاهم ولا نقاش مع أبنائنا وشباب الأمة الذين يتشددون في أرائهم وتوجهاتهم." وأضاف "إذا كنا نقبل مبدأ الحوار مع الأخر فمن باب أولى أن يكون الحوار مع أبناء الأمة ولا بد أن يكون هناك فقه جديد يناقض فقه العنف الذي وضعوه."