انتقد القيادي البارز فى الجماعة الإسلامية، الشيخ أسامة حافظ، تصريحات الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، فى واشنطن قبل أيام عن قيامه والأزهر بإعادة تأهيل 16 ألف "متطرف" مصري، ممن ألقى القبض عليهم عقب اغتيال السادات والسنوات اللاحقة للحادث، بأنها غير صحيحة لو صدرت حقاً عن المفتى. وردا على تصريحات جمعة التى أدلى بها فى ندوة "تحديات الإسلام المعتدل"، التى عقدها معهد السلام الأمريكي بجامعة جون هوبكنز بواشنطن الأربعاء الماضى، قال حافظ فى بيان على موقع الجماعة الإسلامية بالإنترنت: "إننا طوال مدة سجننا الطويلة منذ عام 1981 وحتى خروج آخر متطرف من السجن لم نلتق أي شخص له علاقة بالأزهر، من أول فراشي المساجد وحتى شيخ الأزهر، لا لتأهيلنا ولا لأي سبب آخر، حتى صلاة الجمعة لم يكونوا يسمحون لنا بالصلاة فى مسجد السجن مع المساجين أو شيخ الأوقاف الأزهري، وإنما كنا نصلى وحدنا بإمام منا".
وكان جمعة قد قال فى ذات الندوة :"قمنا بإعادة تأهيل ما يقرب من 16 ألف متطرف مصري ممن ألقى القبض عليهم عقب اغتيال الرئيس السادات والسنوات اللاحقة لهذه الحادثة".
وأكد حافظ أن تعامل الدولة مع ملف المراجعات : "كان أمنيا فقط، وبالتالي كلام جمعة ادعاء وليس له أصل ولا يعدو كونه قصصا وهمية قالها لإرضاء الأمريكان".
وعلق حافظ على تصريحات المفتى عن التأهيل ودوائر التطرف ومدة التأهيل والثمانين الذين تأهلوا فى عشرة أشهر بأنها كلام فارغ لا وجود له، موضحاً أن كل ما حدث من تحولات فكرية وكتابات لم يكن لأحد فيها أي دور وأولهم الأزهر والمؤسسات الدينية وإنما هى ثمرة دراسات وحوارات داخلية لم يشترك فيها أحد بل لم ينتبه إليها أحد حتى أعلن عنها.
وتابع أن رأى جمعة فى كتب المبادرات التى وصفها ب"السم" الذي يأخذه المريض، يخالف تقارير مجمع البحوث الإسلامية، الذي يشرف المفتى بالانتماء إليه، والتي أرسلها بعد قراءة الكتب وعلى أساسها وافقت أجهزة الدولة على طباعتها ونشرها على السجون والمدارس لمحاربة التطرف.
وأكد حافظ أن تصريحات جمعة مجاملة للأمريكان على حساب الإسلاميين، نافيا أن يكون للمفتى أو غيره من المؤسسة الدينية دور فى مراجعات الجماعة والتي أفرج بموجبها عن الألف من معتقلي الجماعة.
الإخوان: المفتى ينساق وراء الفكر الاستعماري من جانبه دعا القيادي في جماعة الإخوان المسلمين الشيخ محمد عبد الله الخطيب، الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية إلى عدم الانسياق وراء الفكر الاستعماري، الداعي إلى فصل الدين عن السياسة فى المجتمعات الإسلامية.
وكان جمعة قد طالب الإخوان خلال الندوة الأمريكية بالتحول إما إلى جمعية خيرية، أو إلى حزب لا يقوم على أساس ديني.
وقال الخطيب: "الإسلام دين عالمي يشمل كل مجالات الحياة، فهو سيف ومصحف وسياسة واقتصاد"، مشددا على أن :"العلاقة بين الدين والسياسة كعلاقة الجلد باللحم لا يمكن فصلهما".
وقد وجه جمعة نقدا شديدا للإخوان، مؤكدا أن الإخوان يرون أنفسهم جماعة المسلمين، ومن ليس معهم يصبح غير مسلم، وهو ما نفته الجماعة على لسان الخطيب الذي قال إن :"الجماعة التى تقول إنها جماعة المسلمين هى جماعة أصابها التخريف والجهل"، مطالبا جمعة:" بالرجوع إلى الإخوان وسؤالهم قبل أن يصدر أحكامه حتى يدلوه على موقفهم الصحيح".
وأضاف: "لا يوجد فى مؤلفات الإخوان أو أقوالهم ما يشير إلى أنهم جماعة المسلمين"، ودعا الخطيب فى النهاية لجمعة قائلا: "غفر الله لنا وله".