دعا الشيخ محمد عبدالله الخطيب مفتى جماعة الإخوان المسلمين الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية إلى عدم الانسياق وراء الفكر الاستعمارى الداعى إلى فصل الدين عن السياسة فى المجتمعات الإسلامية. وردا على تصريحات جمعة التى أدلى بها فى ندوة «تحديات الإسلام المعتدل»، التى عقدها معهد السلام الأمريكى بجامعة جون هوبكنز بواشنطن الأربعاء الماضى والتى طالب فيها الإخوان بالتحول إما إلى جمعية خيرية، أو إلى حزب لا يقوم على أساس دينى، قال الخطيب: الإسلام دين عالمى يشمل كل مجالات الحياة، فهو سيف ومصحف وسياسة واقتصاد مشددا على أن العلاقة بين الدين والسياسة كعلاقة الجلد باللحم لا يمكن فصلهما. وكان جمعة قد وجه نقدا شديدا للإخوان، مؤكدا أن الإخوان يرون أنفسهم جماعة المسلمين، ومن ليس معهم يصبح غير مسلم. وهو ما نفاه مفتى الإخوان وقال إن الجماعة التى تقول إنها جماعة المسلمين هى جماعة أصابها التخريف والجهل، مطالبا جمعة بالرجوع إلى الإخوان وسؤالهم قبل أن يصدر أحكامه حتى يدلوه على موقفهم الصحيح. وأضاف: لا يوجد فى مؤلفات الإخوان أو أقوالهم ما يشير إلى أنهم جماعة المسلمين» ودعا الخطيب فى النهاية لجمعة قائلا: غفر الله لنا وله، ورفض محمد مهدى عاكف مرشد الإخوان التعليق على تصريحات جمعة، وقال: لا شأن لى بهذا الرجل فهو يتحدث كثيرا ولا أريد الرد على ما يطرحه. أما الشيخ أسامة حافظ، مفتى الجماعة الإسلامية، فيرى أن تصريحات جمعة مجاملة للأمريكان على حساب الإسلاميين،نافيا أن يكون للمفتى أو غيره من المؤسسة الدينية دور فى مراجعات الجماعة والتى أفرج بموجبها عن الألف من معتقلى الجماعة. وكان جمعة قد قال فى ذات الندوة «قمنا بإعادة تأهيل ما يقرب من 16 ألف متطرف مصرى ممن ألقى القبض عليهم عقب اغتيال الرئيس السادات والسنوات اللاحقة لهذه الحادثة». وأكد حافظ أن تعامل الدولة مع ملف المراجعات «كان أمنيا فقط. وبالتالى كلام جمعة ادعاء وليس له أصل ولا يعدو كونه قصصا وهمية قالها لإرضاء الأمريكان».