لاشك أن المحروسة تعيش الآن عصرًا من أحلك العصور التي مرت بها، نعيش الآن فتنة لا يعلم مداها إلا الله، وهي فتنة ليس لها كاشف من دون الله، ولمن يرى وجهًا مضيئًا لتلك الفترة يرى أن المحروسة تمر بحالة مخاض ثوري وغالبًا ما يعقب تلك الحالة من اضطرابات أمر طبيعي، وللأسف فهذه الرؤية ناقصة، نظرًا لما أحدثته هذه الاضطرابات من شق للصف بل التحزب البغيض غير المبني على مثل وقيم بل تناطح مادي من أجل الوصول إلى سدة الحكم، والأمر بهذه الصورة يمحو الهوية المصرية، لأننا في وسط هذا الغثاء والعويل أصبحنا نهدم مؤسسات الدولة ومحاولة صبغها بلون واحد هو لون الحزبية والطائفية كل على حسب لونه وأيدلوجيته، بالرغم من أن أساس الخلق هو الاختلاف خلقنا هكذا لنتكامل وليس لنتطابق وليتنا استطعنا أن نفعل حتى نستقر أو نكون على حافة الاستقرار، إلا إننا بهؤلاء النخب سواء أصحاب المعالي الجدد أو معارضوهم غير قادرين على الاستقرار، ولذا نبت نبت شيطاني يستند إلى حقيقة واحدة، وهي عدم قدرة الجميع حكامًا ومعارضة الوصول إلى مرحلة التكامل والاستقرار، فكون العابثون فكرة خلقت من رحم الفوضى ومآلها إلى الفوضى، تذهب إلى موعد حددوه سلفًا للقضاء على مقدرات البلد، لتخلق تمردًا حقيقيًا ليس على الحكام بل تمرد على كل شيء الغث والثمين وإلا فماذا بعد...!؟ الأسئلة ليست للإجابة ولكن عبثًا أحاول أن أذكركم أن الفوضى والتمرد مترادفان للهلاك وعدم الاستقرار، فلنجعل التمرد معارضة حقيقية لممارسات فصيل كثرت أخطاؤه ولابد من إقصائه بشرعية الانتخابات ولتأت التعديلات المأمولة من خلال منظور حقيقي للتغيير واختيار الأفضل وهذا ممكن ولذا وجب علينا أن نصعد من لديهم القدرة والتاريخ النضالي المشرف بعيدًا عن صبغة الألوان الفاشلة، شريطة ألا يكون قد التهم من جسد المحروسة في السابق وأثرى من كد وعرق أهل المحروسة بلا وازع من ضمير وهؤلاء كثر مع ادعائهم الشرف والنضال وكلهم أبعد ما يكونون عن ذلك، لا مجال لتعديد الأخطاء ومسببات الانشقاق ولكن أليس انضباط فصيل الحكم والسطوة في تصرفاته أولى خاصة في هذه المرحلة، فلنتساءل إلى أي مدى تكون تصريحات قامة من قامات الإخوان غير معبرة عن رأي حزبه مع أنه نائب رئيس هذا الحزب وأصبح مصابًا بتكرار مثل تلك التصريحات في كثير من المواضع، لماذا هذا التخبط من قبل ولي الأمر في توجيه رسائل من شأنها زيادة الاحتقان والاشتعال في الشارع الموتور أصلًا ألا يكفي ما حدث في الاتحادية سابقًا من توجيه خطاب إلى فصيل بعينه، ليأتي مكررًا نفس المشهد في الصالة المغلقة أقصد المغطاة مع سوء الإعداد من قبل مسئولي الإعداد..! علاوة على عدم التوفيق في كل ما قيل حتى كلمات مشايخنا العظام أصحاب الفضل، لماذا الخطوات الاستباقية في القرارات، والتي يتم التراجع عن بعضها تحت ضغوط الغوغاء إلى مربع يرضى أصحاب المعالي الجدد، لماذا إشعال وإحداث إرباك في بؤر محددة لتكون غطاءً لأمور خفية يعلن عنها وقتما يحدد أصحاب المعالي الجدد مثالًا لذلك المواجهة أو الصدام بشأن وزير الثقافة أو حركة المحافظين هما أكبر دليل على حالة الإرباك المقصودة والخطوات الاستباقية المعتادة ولا يتبقى على ما اعتدناه من هذا الفكر سوى البدائل فهذا نهج الإخوان منذ علمنا بوجودهم سواء في انتخابات اتحاد الطلاب أو النقابات المهنية من مناورات بترشيح بدائل حتى وإن كانت لا تمتلك المهارة فيكيفها الانقياد التام لتصبح محل ثقة...! كان يمكن أن نقبل هذا التصرف سابقا وقت اضطهادهم كما يدعون ولكن الآن غير مقبول هذا الفكر والتردي الواضح بل التخبط وعدم الرؤية، من هذا المنطلق أدعوا أهل المحروسة أن يعزموا أمرهم بعيد عن التمرد والفوضى وأن يعلموا أن حفاظهم على المحروسة لن يأتي بالخروج على الشرعية بل التكاتف والتمسك بالشرعية من أجل إسقاط هؤلاء المدعين سواء من رأينا منهم تخبطًا أو هؤلاء أصحاب الفتن والفوضى، ليس كل أهل المحروسة متلونين بل الغالبية العظمى منهم مثل آبائنا وأمهاتنا، بل هم من تربى على أخلاق القرية المصرية بأصالتها فهؤلاء لا يعنيهم في المقام الأول سوى خدمة الناس والتبسط لهم وليس طمعًا في منصب أو جاه، ولذا لن يجف مداد قلمي وهو ينبض بكلمات اسلمي يا بلادي.. اسلمي يا بلادي ولك مني السلامة.