لاشك أن الأصل بين البشر هو الخلاف حتى وان تعدى إلى الاختلاف فسنة الله في خلقه أن جعلهم مختلفون ولا يزالون كذلك حتى وان توحدت أفكارهم أو أيدلوجياتهم فلن تستطيع أن تصل إلى مرحلة يختفي هذا الاختلاف بين البشر أو أبناء الفصيل الواحد فما بالنا بالمخالفين لأفكارنا أو عقيدتنا ولكن ليكن هذا الاختلاف يصل بنا إلى مرحلة من التكامل تجعلنا نرى أمورنا من مختلف الزوايا والرؤى طالما هي منضبطة في سياق تحقيق المصالح الخمس التي تحفظ الدين والنفس والمال والعرض والأرض فإذا كانت رؤانا رغم اختلافاتنا تحقق أهدافنا بعيدا عن إهدار أيا من المصالح السابقة فالكل له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات دون انتقاص من قدر فصيل أو اتهامه بغير دليل ولينشغل كل منا بأداء واجبه ويقينا لن ينتقص حقه طالما حققنا منظومة قبول الآخر ولنبتعد جميعا عن فوضى الاتهامات فما بالنا من البذاءات التي لم تكن موجودة قبل انتفاضة يناير في وسائل إعلامنا المقروء منها قبل المرئي والمسموع حتى أن أصبح للكلام رائحة أزكمت الأنوف وأبت الفطرة السليمة أن تقبلها ووجب علينا الترفع عن الإثارة بالبذئ من اللفظ وكنت أظن أن هذا من بديهيات العمل الاعلامى أو الصحفي ويبدو أن البديهيات والتعريفات المجتمعية أصبحت في حاجة إما إلى إحياء أو التفعيل وادعوا أولى الألباب إلى التكاتف للوصول إلى نبذ الغث وتثمين القيم الحقيقية بالمجتمع ومن هذا المنطلق اذهب فأقول الحذر الحذر.. من إسقاط الرموز فهذا زمن إسقاط الرموز وهذا لن يفيد مطلقا المحروسة وأهلها فمنظومة العمل تقتضى التكامل . رغم اختلافاتنا مع طرح العديد من القوى السياسية الحالية وما لهم من مطالبات يبدو كونها غير منضبطة أو شرعيه تحت مسميات ثوريه خرجت خارج السياق الديموقراطى الذي ينادى به الجميع فلنسميها الازدواجية في المواقف والرؤى بالرغم من ذلك يجب عدم تشويه أصحاب تلك الرؤى أو إسقاطهم فكثير منهم رموز لهذا الوطن وسيظلون كذلك وعلينا أن نظهر أنفسنا أمام التاريخ بصورة يفخر بها أبناؤنا بدلا أن يكتب التاريخ مزيدا من طمس لتاريخ السابقين كالفراعين أو تشويه الصورة واتهام المخالفين بما ليس فيهم من عمالة أو خيانة أو غير ذلك مما يسئ إلى تاريخنا حتى وان كان حقيقيا .... فسعد باشا كان صاحب حظ وورقه ولكنه أيضا كان أزهريا معمما فلماذا ننشر ما يسئ متناسين ما يفخر به الوطن تصوروا هذا حال سعد باشا زغلول فما بالنا بقصار القامات أما الزعيم خالد الذكر . أطالب وأناشد أصحاب المعالي الجدد أن يفسحوا مكانا لغيرهم حتى وان اختلفوا معهم في الرؤى والأيدلوجيات فالحمل ثقيل ومسئولية النهضة بالمحروسة وأهلها لا يستطيع فصيل منفردا القيام به فلنحافظ على ما تبقى لدينا ولنسعى لتنميته دون شق الصف أو الاتهامات ولنبدأ صفحة جديدة نقوم جميعا فيها بتفعيل دور أهل العقد والحل بعيدا عن أهل العقد والغدر من منظور الباحث عن الحقيقة حتى لا يستقيل الشعب ويكفر بما يؤمن به أصحاب المعالي الجدد أو من يكملون الصورة من المعارضة بدون فاعلية حقيقية أو منظور واقعي قريب كان أو بعيد لرفع الظلم والطغيان عن أهل المحروسة البسطاء ولنقبل الخلافات السياسية بعيدا عن البذاءات اللفظية ... وحتى يكتمل المشروع وتتحقق الأهداف اسلمي يابلادى ولك منى السلامة. م/ عصام العباسي استشاري هندسي ومحكم دولي. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]