عذرًا أهلى في المحروسة فقد غابت عنكم شمس الحرية عقودًا طويلة وكنا نأمل أن نتنفس عبير الحرية عندما قامت انتفاضة يناير ومكثنا أيامًا وأيامًا ننتظر أن تتحول إلى ثورة تحمل في طياتها تطهير كل مواطن الفساد على كل الأصعدة ولم يتحقق هذا الأمل إلا منذ إعلان الرئيس المنتخب عن إعلان دستوري حمل في طياته كل متطلبات الثورة الحقيقية وكان ضروريًا إصدار مثل هذا الإعلان وفقًا لتطور الأحداث المفتعلة بقيادة كل من نخبة النظام السابق والمنتفعين وأشباه الرجال وقلة ممن يرون أن الحرية لا يمكن أن تولد من رحم الديكتاتورية .. نعم إن الإعلان الدستوري يحمل بين طياته صياغة غير منضبطة وتدعيم قوى لخلق ديكتاتور جديد إن استغل هذا الإعلان في غير موضعه المعلن عنه وهو الخطأ الذي لم تتداركه مؤسسة الرئاسة في فتح الحوار مع أهل العقد والحل وليس هؤلاء النخب السابقة سبب النكبات على جسد المحروسة وأهلها ليتم النقاش والحوار على أساس حشد الدعم الكافي لحماية الثورة الوليدة والتي تحولت من انتفاضه إلى ثورة بانجازات الرئيس المنتخب بالإعلانات الثورية المسماة بالدستورية ونتيجة هذا الارتباك ظهر الذئب في محاولة إثارة البلبلة بين جموع أهلنا الطيبين تحت مسميات رنانة من أمثلة الإقصاء أو الاحتكار أو الديكتاتورية المزعومة أو المغالبة والتي تفقد رنينها فور مرورها على العقل السليم، ولكن رغم ذلك انخدع لهم الكثيرون وساروا في دربهم وهؤلاء ممن نظن فيهم الخير بالرغم من ظهورهم ضمن تلك الحشود القليلة العدد من التيار الشعبي أو الليبرالي أو الناصري مما أدى إلى ملء ميادين مصر وعكس ما ظهر جليًا في مظاهراتهم وحشودهم الفاشلة السابقة ولكننا نقدر حرية التعبير عن الرأي ولكن أن تتعرض المحروسة بسبب هذا الانغلاق الذي أصاب الكثيرين الذي يوجب وقفة رجل واحد لحماية المحروسة وأهلها الطيبين ورغبة منا في استكمال مسيرة الثورة ثورة حقيقية تحقق الثورة الصناعية والثورة العلمية والزراعية فكل مناحي حياتنا تحتاج إلى ثورة لتنفض غبار الماضي الأليم وتنطلق إلى أفاق المستقبل ولذا وجب علينا دعم خطوات الرئيس الشرعية ولنظهر لأهل المحروسة نموذجًا حضاريًا في حشد الحشود ليست فقط المؤيدة للقرارات المصيرية بل لدفع وإنضاج الحركة الفكرية لدى أهلنا الطيبين وطمأنتهم على مستقبل بلدهم وأولادهم وأن أى نموذج للديكتاتورية يقينا لن ينضم إليه هؤلاء الأعلام ممن رفعوا راية الحق وبذلوا الغالي والنفيس أيام المخلوع في سبيل إحقاق الحق وصيانة العرض المصري من ذئاب الماضي الكئيب. ولذا وجب علينا أن ننصح إخواننا من أصحاب المعالي الجدد ونقول لهم كونوا كما كان الأستاذ عندما نزل وزار أربعة آلاف قرية مخاطبًا أصحاب الحرف والعوام بنفس قدر مخاطبة المثقفين بأسلوب عذب رقيق ولم يلتفت يومًا إلى تصفية الحسابات بقدر حرصه على البناء أكانت صفة أم اسمًا للأستاذ. أعلم يقينًا أن الحلم لم يتحقق بعد حتى من منظور جماعة الإخوان المسلمين الحلم مازال قائمًا وتحقيقه يحتاج إلى بذل كل غالٍ ونفيس فما تحقق لا يعدوا كونه خطوة في مسيرة أميال فلن نقبل أن يكون التصرف بهذه القدرية المصطنعة فدعونا نخطط معًا نحو البناء ومن يتفرغ للبناء عليه أن يترك حتى نفسه ويأتي بطموحاته وأماله وسواعده إلى محراب بناء هذا الوطن الذي يستحق منّا كل البذل في سبيل إعلائه والنهوض بمقدراته. اقبلوا الآخر وأفسحوا لهم منبرًا فكثير من أهل المحروسة لديهم القدرة على المضي قدمًا وتحقيق خطوات في سبيل تحقيق الحلم. وادعى أنكم بحاجة إلى ممارسة السياسة عن طريق الصف الثالث والرابع منكم ثقة في أصل التربية والتنشئة التي قام بها مؤسسو الحركة وأدعوكم للتخلص من العنوسة السياسية التي أصابتكم وأصابت الكثيرين منكم وفى هذا المحراب كما أدعو الإخوة السلفيين إلى ترك المراهقة السياسية وأدعو شركاء الوطن ممن ينتمون إلى الأفكار الأخرى من الليبرالية والاشتراكية والناصرية إلى تركهم ممارسة السياسة من منطلق ممارسة العهر السياسي الذي ظهر جليًا في الآونة الأخيرة وعلى مرأى ومسمع من الجميع بتغيير مواقفهم ومبادئهم بتغيير واختلاف المصالح الشخصية دون تجرد أو مراعاة لحقوق المحروسة وأهلها الطيبين. لا أحلم فقط بالمدينة الفاضلة ولكني أعلم يا بلادي أنك أعظم من اليوتوبيا . فأنت المهد ومنك سينتشر النور حتى تكون خلافة راشدة. وإلى أن نجد رجالًا لهذا الحلم. اسلمي يا بلادي ولك منى السلامة. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]