قابلت جماعة "الإخوان المسلمين" باستغراب شديد رد فعل "الجماعة الإسلامية" على انفتاحها على الأحزاب السياسية، وتجاهلها القوى الإسلامية الأخرى، مؤكدة أنها لم تتجاهل أي قوي تؤمن بالعمل العام والانخراط في الحياة السياسية بشكل سلمي، وأنها لا تمانع بوجود حوار مع تلك الجماعات. وقال الدكتور حمدي حسن المتحدث الإعلامي باسم الكتلة البرلمانية ل "الإخوان" ل "المصريون" إن الجماعة تمد يدها لكل وطني شريف يعمل لصالح مصر سواء كان من الجماعات الإسلامية أو من أي قوى سياسية، موضحا أن هناك نقاط مشتركة كثيرة يجرى التوافق حولها والعمل حولها، داعيا "الجماعة الإسلامية" إلى الكف عن تصريحاتها والمبادرة بالتقرب من الجماعة. وكانت "الجماعة الإسلامية" استنكرت على "الإخوان" الجماعة التي طالما وصفت نفسها ب "الأم" تجاهل التحاور مع القوى الإسلامية الأخرى رغم التوافق على العديد من الأسس والثوابت المشتركة بين القوى الإسلامية، في الوقت التي تمد فيه أيديها للحوار مع الأحزاب السياسية، لطي صفحة الماضي، والاتفاق على مجموعة من القواسم المشتركة في معركة الإصلاح السياسي. وبرر حسن عدم إجراء حوار بين "الإخوان" والجماعات الإسلامية، بأن تلك الجماعات بعيدة عن العمل السياسي، وأضاف: لو كان لها في العمل السياسي لكانت المبادرة ولكان التعاون، فأي قوي داخل العمل السياسي نحن نرحب بالحوار معها. وأكد أنه بالرغم من كل هذا، فإن الجماعة ليس لديها أي تحفظات في أن تتحاور مع أي جماعة إسلامية تؤمن بضرورة العمل السياسي والمدني والمجتمعي السلمي وليس لديها أي حرج في ذلك. من جانبه، نفي الدكتور محمد جمال حشمت القيادي البارز بجماعة الإخوان تجاهل الجماعة لأي من الحركات الإسلامية الأخرى، مشيرا إلي أنه لا يجب أن نتحدث عن الحركات الإسلامية بشكل عام، فهناك اختلافات بينية كبيرة بينها، فمنها من يقبل بالعمل العام ومنها ما لا يقبل. وأضاف أن كثيرًا من القوى الإسلامية تعتبر جماعة "الإخوان" متورطة في العمل العام والعمل السياسي وأن هذا العمل مضيعة ويسبب خسائر للدعوة الإسلامية، وتناشد الجماعة عدم الانخراط في العمل العام، والاكتفاء بالعمل الدعوى وطاعة الأمير وولي الأمر وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك، في إشارة إلى السلفيين الذين يرفضون العمل بالسياسة. وقال إن من يعتمد فكرة الانفتاح والعمل السياسي والنشاط العام والتغيير عن الطريق السلمي فلا مانع لدى "الإخوان" أن يكون لهم علاقات معه واتصالات، أما أن يكون الطرف الآخر صاحب موقف مضاد من كل هذا فعلى أي أساس وعلي أي أرضية سيتم التواصل ومن أين يأتي التنسيق. وأكد أنه لو أن هناك من يؤمن من تلك الجماعات بالنضال السياسي والدستوري وبالعمل العام وسط الناس من أجل التغيير السلمي، ولو أن هناك فئة ظاهرة وواضحة وعرضت مثل هذا ولم ينسق الإخوان معهم ولم يتحاوروا معهم فلها الحق وقتها أن توجه رسالة العتاب، مشددا على أن الجماعة لا تمانع الحوار مع أحد.