استنكرت "الجماعة الإسلامية" على جماعة "الإخوان المسلمين" انفتاحها على الأحزاب السياسية في أعقاب مبادرتها بزيارة حزب "التجمع" في الأسبوع الماضي والاجتماع مع عدد من قيادات الحزب اليساري، لطي صفحة الماضي، والاتفاق على مجموعة من القواسم الشتركة في معركة الإصلاح السياسي ، في الوقت الذي تتجاهل فيه القوى الإسلامية الأخرى . وأبدت الجماعة التي لا تخفي خصومتها السياسية مع اليسار وتحمله مسئولية الصراع بين الدولة والإسلاميين استغرابها من أنه في الوقت الذي "تتجاهل" فيه الجماعة "الأم" الحركات الإسلامية الأخرى، وعدم القيام تجاهها بخطوات مماثلة رغم التوافق على العديد من الأسس والثوابت المشتركة بين القوى الإسلامية، فإنها تمد يدها للأحزاب والتنظيمات السياسية بحثًا عن أرضية مشتركة لمعالجة الملفات الشائكة. واتهمت الجماعة في تعليق نشرته على موقعها الإلكتروني، جماعة "الإخوان" التي طالما وصفت نفسها بأنها الجماعة "الأم" للحركة الإسلامية ب "احتكار الساحة الإسلامية وذلك عن طريق نفى الآخر (المتفق معها في الكثير من الأسس والثوابت) معنويًا وفكريًا عن طريق تجاهله، بينما هي تجد السير ناحية الأحزاب العلمانية التي طالما ناصبتها العداء وصعدت على آلامها وجراحاتها". وقالت، إنه "في الوقت الذي تحاول فيه الحركة (الإخوان) مد جسور التواصل واللقاء مع الأحزاب والتنظيمات السياسية بحثًا عن أرضية مشتركة تصلح لمعالجة عدد من الملفات الشائكة كما أوضح قادة الإخوان عقب لقائهم المشار إليه مع حزب التجمع، فإنهم يهملون العديد من الأسس والثوابت التي تجمعهم بنظرائهم داخل الحركة الإسلامية وصولاً لمعالجة العديد من القضايا الشائكة وعلى رأسها قضية الأطر المنظمة لعلاقة الحركة الإسلامية بالدولة والتي قد تؤدى بدورها إلى نهاية سنوات طويلة من الاحتقان بين الجانبين". واعتبرت الجماعة التي تخلت عن نهج العنف منذ عام 1997 أن انفتاح "الإخوان" على الأحزاب السياسية يعكس ما اعتبرته "جني الثمار" من جانب الأخيرة على حساب الحركات الإسلامية التي خاضت المواجهات مع الدولة. واستدركت قائلة: "فالحركة الإسلامية (نتيجة ممارسات وتراكمات ماضية) تتحمل وحدها الضريبة في مواجهة الدول .. بينما تجني الأحزاب والأفكار الأخرى ثمار هذه المواجهة، وهذا ما يفسر هرولتهم الدائمة صوب الحركة الإسلامية وتحديداً صوب الإخوان المسلمين بحثًا عن القاعدة الجماهيرية في أي اعتصام أو مظاهرة تدعو إليها هذه الأحزاب والقوى السياسية". وشددت الجماعة على ضرورة إجراء حوار بين الحركات الإسلامية بهدف وضع إطار عام للعلاقة مع الدولة، وخلصت إلى القول إن "تأطير العلاقة بين الحركة الإسلامية والدولة المصرية يجب أن يحتل قمة الأولويات خروجًا من حالات الشد والجذب، والكر والفر، وهذا التأطير لن يحدث إلا بحوار داخلي مثمر بين جميع أطياف الحركة الإسلامية دون نفى أو تهميش". يأتي ذلك بعد أن وجه الدكتور ناجح إبراهيم عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية" الدعوة لجماعة "الإخوان" والحركات الإسلامية عمومًا إلى ترك الصراع السياسي مع الحكومات القائمة، مؤكدًا في تعقيبه على الاعتقالات الأخيرة في صفوف "الإخوان" عدم جدوى الصراع السياسي بين الحركة الإسلامية ونظام الحكم في مصر.