أكد القيادي الإخواني الدكتور سعد عمارة أن اتصالات تجرى حاليا لعقد لقاءات بين الجماعة وأحزاب "الوفد" و"الناصري" و"الجبهة الديمقراطية" بعد المبادرة التي قامت بها الجماعة بزيارة مقر حزب "التجمع" والاجتماع مع عدد من قياداته، في مبادرة تستهدف طي صفحة الخلافات والتوافق على القواسم المشتركة. ووصف عمارة- مهندس عملية الانفتاح الإخواني على الأحزاب السياسية- اللقاء بين الإخوان" و"التجمع" بأنه الخطوة الأصعب، في ظل المواقف المتشددة التي يتبناها زعيم الحزب الدكتور رفعت السعيد الذي وصل به الأمر أن شبه الإخوان بالمشركين، وذلك حين قال إنه وافق على استقبال الإخوان في مقر حزبه، تطبيقا للآية القرآنية (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ). واعتبر في المقابل أن "الوفد" و"الناصري" أقل حدة في الهجوم على "الإخوان"، وأبدى تفاؤله بأن تؤتي تلك اللقاءات ثمارها في دفع عملية الإصلاح التي تنشدها القوى والأحزاب السياسية قدمًا إلى الإمام، مضيفًا أن اللقاءات التي يسعى "الإخوان" لعقدها مع الأحزاب "لا يعنى أن إحنا مزنوقين كما فسر البعض هذه التحركات من جانبنا". وقال إن هذه التحركات تأتي بمواكبة حالة الحراك السياسي التي تشهدها البلاد حاليا، وطالب جميع الأحزاب والقوى السياسية بتوحيد صفوفها خلف الدكتور محمد البرادعي زعيم "الجمعية الوطنية للتغيير" لمواجهة ما وصفه ب "النظام الاستبدادي الفاسد"، والعمل على تنفيذ الإصلاح السياسي الذي يطالب به الشعب المصري. وكشف عمارة أن "الإخوان" اتفقوا مع قيادات "التجمع" على وقف الحملات الإعلامية التي يقوم بها الحزب ضد الجماعة، تمهيدا لإنجاح خطط التنسيق المزمعة في انتخابات مجلسي الشورى في يونيو، والشعب في أكتوبر، قائلا إن الإخوان سيدعمون مرشحي "التجمع" في الانتخابات وسيقومون بإخلاء الدوائر التي سيكون للحزب مرشحون فيها. وأشار عمارة إلى أن قيادات "التجمع" أبدوا تفهمهم لموقف الجماعة من قضيتي ترشح الأقباط والمرأة لمنصب رئيس الجمهورية، لدرجة أن الذي تصدى لتوضيح موقف الإخوان من هذه الأمور كان حسين عبد الرزاق، الأمين العام السابق للحزب. ونسب إلى عبد الرازق قوله لزملائه خلال الاجتماع أثناء الاجتماع، إن ما أثير عن قضية المرأة والأقباط جاء في مسودة حزب الجماعة التي تم طرحها للنقاش ولاستطلاع الآراء ولم يتبنها "الإخوان" بشكل نهائي في برنامج حتى الآن، لافتا إلى تأييد "الإخوان" لدولة مدنية بمرجعية إسلامية وأنهم يرفضون تماما الدولة الدينية. إلى ذلك، أكد عمارة أن "الإخوان" لم يغيروا موقفهم من لجنة شئون الأحزاب التي يسيطر عليها الحزب "الوطني"، وأنهم يرفضون التقدم بطلب لها للحصول على ترخيص بإنشاء حزب سياسي، خاصة وأنها تمثل عقبة رئيسية تعطل إنشاء الأحزاب السياسية، مدللا بموقفها الرافض لتأسيس حزب "الكرامة" و"الوسط" وغيرهما.