أفتى الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية بجواز إخراج الزكاة بجميع مصارفها لإغاثة أهل فلسطين من الحصار الاقتصادي المفروض عليهم من قبل العدو الصهيو-أمريكي بعد حركة حماس في الانتخابات الأخيرة، وطالب جمعه بمد يد العون إليهم. واعتبر جمعه في فتواه - التي صدرت بناء علي سؤال من الدكتور جمال عبد السلام مدير لجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب - حول مدي جواز تقديم الزكاة للفلسطينيين، أن "الفلسطينيين من مستحقي الزكاة في وضعهم الحالي. وكان الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أصدر فتوى سابقة قال فيها: "فرض علي الأمة الإسلامية وخصوصا القادرين من أبناءها في الشرق والغرب والشمال والجنوب أن يمدوا يد المعونة لإخوانهم الذين يتهددهم الجوع ويجب أن تقدم لهم الزكاة سواء من مصرف النصرة في سبيل الله أو مصرف الغارمين، والزكاة لهم هي أولي الفروض ولكنها ليست آخرها". كذلك أفتى علماء مسلمون في ختام مؤتمر داعم للفلسطينيين مساء الخميس (11/5) في الدوحة، بوجوب إعانة الفلسطينيين ماليا وبتحريم الاقتتال الفلسطيني الداخلي كما لوحوا بمقاطعة المصارف التي ترفض تحويل الأموال إلى الحكومة الفلسطينية. وأفتى العلماء والفقهاء المشاركون في البيان الختامي لمؤتمر "نصرة فلسطين" الذي عقد يومي الأربعاء والخميس في العاصمة القطرية، بأن "على المسلمين حيثما كانوا أن يعينوا إخوانهم في فلسطين بشتى أنواع العون بالمال واللسان والقلم والنفس ". وأضاف بيان المؤتمر الذي ترأسه الداعية المصري القطري يوسف القرضاوي أن "العون المالي هو اليوم أوجب الواجبات على المسلمين كافة" وهم يجب أن "يسعوا بكل طاقاتهم، إفرادا وجماعات وشعوبا وحكاما إلى تقديم العون (للفلسطينيين) من أموال الزكاة والصدقات والوصايا بالخيرات العامة ومن جميع صنوف الأموال الأخرى". وسبق لمسئول بالجامعة العربية أن أبلغ (قدس برس) في وقت لاحق أن الجامعة العربية جمعت 70 مليون دولار ولكنها تعجز عن إيصالها للفلسطينيين بسبب الحصار الأمريكي والضغوط على المصارف. كذلك أبلغت الجامعة العربية الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخميس أنها لن تستطيع تحويل أموال مباشرة إلى حسابات مصرفية لموظفي السلطة الفلسطينية الذين لم يحصلوا على رواتبهم، وقالت مصادر بالجامعة أن السبب هو أن البنوك المحلية والإقليمية والدولية ترفض تحويل أموال الجامعة العربية خشية تعرضها لعقوبات أمريكية لمساعدتها السلطة الفلسطينية التي تقودها "حماس". ويقول مسؤولو مصارف في المنطقة العربية إنهم معرضون بصفة خاصة لخطر الضغوط الأميركية لأنهم يعتمدون بشكل كبير على مؤسسات مالية "مراسلة" في الولاياتالمتحدة في القيام بعملياتهم المصرفية اليومية، وأنه بموجب القانون الأميركي فان أي بنك أجنبي يرفض التعاون مع الولاياتالمتحدة في منع وصول الأموال إلى حماس يتم تجميد أرصدته في الولاياتالمتحدة ويحرم من الوصول إلى الأسواق المالية الأمريكية. ولا يعرف كيف سيتم توصيل أموال الزكاة أيضا التي دعا إليها علماء المسلمين إلي أبناء الشعب الفلسطيني في ضوء هذه القيود على المصارف العربية. نص فتوى الشيخ علي جمعة "اطلعنا على الطلب المقدم من الدكتور جمال عبد السلام المقيد برقم 1337 لسنة 2006 المتضمن: هل يجوز إخراج زكاة المال لإغاثة أهلنا في فلسطين بالغذاء والدواء". والجواب هو: نعم يجوز إخراج الزكاة لإغاثة أهلنا في فلسطين بالغذاء والدواء والكفالة التامة لما يحقق لهم الحياة الكريمة في شؤونهم كلها، خاصة التعليم والصحة والأمن".