هاجم عدد من العلماء المسلمين قرارات منع دخول المنتقبات امتحانات الفصل الدراسي الأول التي ستبدأ يوم 16 يناير الجاري، واتهموا رؤساء الجامعات المصرية بالحرب على الإسلاميين من خلال قراراتهم لإرضاء النظام والجهات الأمنية، وإظهار أنفسهم بأنهم علمانيون للتقرب من النظام والحصول على الترقيات والمكافآت. وأشاروا إلى أن منع النقاب بزعم التحقق من شخصية الطالبات هي حجة واهية، حيث انه من الممكن التحقق من شخصيتهن من خلال إشراف معيدات أو عاملات في الجامعة بدون إصدار قرارات في هذا الشأن . وأكد الدكتور صفوت حجازي الداعية الإسلامي المعروف، أن منع المنتقبات من دخول الامتحانات قرار فيه تمييز عنصري فاضح وقائم على أساس الدين، مشيرا إلى انه يخالف الدستور والقانون ومواثيق حقوق الإنسان قبل مخالفته للشريعة الإسلامية، فهو مخالف للحريات الشخصية للمرأة في ظل وجود خلافات فقهية حول ارتداء المسلمة للنقاب. وقال، إن مبررات هذه القرارات واهية، لأنه يمكن التحقق من شخصية الطالبات من خلال مشرفات أو إعداد لجان خاصة بالمنتقبات يكشفن فيها وجوههن، بشرط أن يكون مشرفو اللجنة من النساء وليس من الرجال، متسائلا: "لماذا لا يتركون المنتقبة تنتقب وتغطي وجهها مثلما أعطوا الحرية للمتبرجة في التعري وارتداء الملابس القصيرة؟، ولماذا لا يعتبرون ارتداء النقاب من الحرية الشخصية للمرأة مثلما اعتبروا السفور والتعري حرية شخصية لها؟. واستبعد أن يكون منع الطالبات المنتقبات مقدمة لمنع الحجاب، مشيرا إلى أن الحجاب خط أحمر لا يمكن المساس به، وإذا حدث سيكون ذلك القشة التي قصمت ظهر البعير. من جانبه، اعتبر الدكتور أحمد عبد الرحمن أستاذ الفلسفة والأخلاق الإسلامية، صدور هذه القرارات بشكل متوالي من رؤساء الجامعات يمثل تسابقا لإرضاء النظام والجهات الأمنية، والتقرب منهم من خلال شن حرب على الإسلاميين من أجل تقلد مناصب عليا في الدولة والوصول لكراسي الوزارة. وأكد أن قرار حظر النقاب مثل تزوير الانتخابات الجامعية و بسط هيمنة الجهات الأمنية على كافة أنشطة الجامعات، من أجل التقرب للسلطة والحصول على المكاسب الشخصية. بدوره، أكد الدكتور عبد المنعم البري الأستاذ بجامعة الأزهر والمراقب العام ل "جبهة علماء الأزهر" على أن الحرب على النقاب هي حرب على "العفة والأدب والاحتشام"، مشيرا إلى أنه لا يجوز منعه حتى من باب الحرية الشخصية للمرأة التي من حقها تغطية وجهها، وطالب رؤساء الجامعات بالعدول عن هذا القرار احتراما لحرية المرأة.