كشفت دراسة إعلامية قام بها الدكتور صابر حارص، أستاذ الإعلام ورئيس وحدة بحوث الرأي العام بجامعة سوهاج ومستشار الجماعة الإسلامية، عن ضرورة تحقيق إصلاحات جذرية للصحافة القومية ومؤسساتها. وقال حارص خلال عرضه نتائج دراسته التى جاءت تحت عنوان "أسس إصلاح الصحافة القومية بعد ثورة يناير كما تعكسها اتجاهات المضمون والصحفيين" اليوم - الاثنين بمؤتمر "المهنية الإعلامية والتحول الديمقراطي" الذي تنظمه كلية الإعلام بجامعة الأزهر أن الوقت الآن مناسب لحسم ست إشكاليات خلقتها ثورة يناير يمكن التعامل معها كأساس أو مدخل لإصلاح الصحافة القومية. وأشار إلى أنَّ أهم هذه الملفات يتمثل في نمط الملكية المناسب وشكل ومرجعية التنظيم الذاتي لهذه المؤسسات والديون التي تثقل عاتقها وإشكالية الحرية التي تتعارض مع المسئولية الوطنية أو الاجتماعية وكذلك التشريعات المناسبة وعلاقة الإدارة بالملكية وبالتحرير وعلاقة الصحافة القومية بالسلطة ومجلس الشورى وغيرها. وأضاف أستاذ الإعلام السياسى الذي اعتمد في نتائج دراسته إلى استقصاء 260 صحفيًّا بالإصدارات الرئيسية في المؤسسات القومية "الأهرام وأخبار اليوم ودار التحرير وروزاليوسف ودار الهلال ودار المعارف ووكالة أنباء الشرق الأوسط" أن حسم صورة الصحافة والصحفيين بهذه المؤسسات بعد ثورة يناير باتت أيضاً انطلاقة للإصلاح خاصة أن (73%) من الصحفيين دافعوا عن هذه الصورة واعترضوا على أنها صورة مشوهة، واعتبروا ذلك ضربًا من التعميم، وأن الذين باعوا ضمائرهم في العهد السابق قلة كانت تتصدر المشهد، كما أن المؤسسات القومية ذات تاريخ عريق وغنية بالمهارات والشرفاء الذين ظلوا على قيمهم ومبادئهم. بينما أظهرت الدراسة أن "27"% فقط يرون صورة الصحافة القومية مشوهة بالفعل لأنها كانت تابعة قبل الثورة للسلطة وأن الصحفيين بعد الثورة غالبًا ما يعملون بلا مبادئ وبلا أخلاقيات، كما دافع "59%" من الصحفيين عن أداء الصحافة القومية بعد ثورة يناير ووصفوه بأنه تطور إيجابي باتجاه التحول الديمقراطي والشفافية والمصداقية والجرأة وأن ما يجري الآن هو خطوة طبيعية على طريق حرية الرأي والتعبير، بينما اعترض على ذلك "41"%واعتبروه تحولاً غير أخلاقي وغير مقبول. وأبرزت الدراسة أن 74%من الصحفيين أصروا على ضرورة رد الاعتبار لزملائهم الذين تعرضوا للظلم والتهميش إبان النظام السابق باعتبار ذلك نوعًا من التقدير للصحفيين.