*القوى السياسية ترفض عودة شفيق وتطابه باعتزال السياسة *القوى الإسلامية سيكون المسمار الأخير فى نعش جبهة الإنقاذ *الوحش: شفيق يقود الثورة المضادة من الإمارات *عبد الفتاح: تحالف بين الإنقاذ وأصحاب رؤوس الأموال للإطاحة بالتيار الإسلامى *عازر: على جميع القوى المدنية التوحد وتنحية الخلافات جانبًا أثار التصريح الأخير للفريق أحمد شفيق، المرشح الخاسر فى انتخابات الرئاسة السابقة، عن نيته الرجوع مرة أخرى إلى الأراضى المصرية خصوصًا بعد الحكم الأخير الذى قضى ببراءته من تهمة أرض الطيارين، وأنه يدرس بكل جدية التحالف مع جبهة الإنقاذ، ليكونا حلفًا قويًا فى مواجهة التيار الإسلامى.. ردود فعل واسعة بين السياسيين والأحزاب السياسية الموجودة حاليًا كافة. فقد رحب عدد من تحالف جبهة الإنقاذ وبعض القوى المدنية من نية شفيق التحالف مع الجبهة، مؤكدين أن انضمام شفيق سيزيد من شعبية الجبهة، خصوصًا أن أحمد شفيق حصل على عدد كبير في الانتخابات الرئاسية السابقة وأنه بمقدرته أن يحول أصوات مؤيديه إلى جبهة الإنقاذ في الانتخابات البرلمانية القادمة في حال دخول الجبهة الانتخابات القادمة، وصاحب ذلك أيضًا رفض بعض قادة جبهة الإنقاذ التحالف مع شفيق، لأنه يمثل الثورة المضادة، وأنه رمز لفلول النظام السابق. فيما رأت قوى إسلامية أن عودة أحمد شفيق وتحالفه مع جبهة الإنقاذ ما هو إلا عودة لرجوع النظام القديم مجددًا، مؤكدين في الوقت ذاته أن التحالف سيزيد الجبهة ضعفًا عما هي فيه، وذلك لأن جبهة الإنقاذ لا وجود لها في الشارع. وفي إطار ذلك استطلعت "المصريون" آراء القوى السياسية والإسلامية المختلفة في عودة شفيق مرة أخرى إلى مصر ومدى نجاح أو فشل تحالفه مع جبهة الإنقاذ. في البداية يقول نبيل ذكي، المتحدث الرسمي باسم حزب التجمع المصري، إنه لا مانع من وجود تحالف بين جبهة الإنقاذ مع الفريق أحمد شفيق، وذلك لأنه من حقه كمواطن مصري أن يعود إلى بلاده مرة أخرى، ويمارس السياسة كأي مواطن عادي، وأن ينضم إلى أي حزب يريده أو يتحالف مع أي جبهة، لأنه لا يملك أحد الوصاية على أي شخص، مضيفًا أن هذه من أبجديات السياسة فمن حقه الطبيعي ممارسة السياسة من مصر خصوصًا بعد أحكام البراءة التي حصل عليها مؤخرًا، وأضاف ذكي أن جميع التهم التي وجهت إلى الفريق أحمد شفيق هي تهم مغرضة وكيدية وعبارة عن تصفية حسابات من أحمد شفيق، وهذا بات معروفًا للجميع. وأكد أنه في حال تحالف جبهة الإنقاذ مع شفيق سيزيد هذا التحالف جبهة الإنقاذ أعدادًا وشعبية، خصوصًا أن ملايين الأصوات التي أعطت أحمد شفيق في الانتخابات الرئاسية الأخيرة ستعطي أصواتها إلى جبهة الإنقاذ، خصوصًا أن الفارق بينه وبين رئيس الجمهورية المنتخب كان ضئيلًا جدًا، وهذه الأصوات تشكل ثقلًا انتخابيًا كبيرًا جدًا، وأضاف أن أحمد شفيق لا يوجد ما يلوثه، لأن معظم القضايا التي وجهت إليه حصل فيها على براءة. أما نبيه الوحش، المحامي الشهير، فرأى أنه من حق أحمد شفيق أن يعود إلى مصر بعد الأحكام القضائية الأخيرة، لأنه لابد للجميع أن يحترم ويقدر القضاء. وأكد الوحش على أن رجوع الفريق شفيق مرة أخرى إلى مصر سيزيد القلاقل مرة أخرى، خصوصًا أن هناك ضعف القيادة السياسية الموجودة حاليًا وترهل الحكومة الواضح في عدد من القضايا السابقة والمهمة، وأنه من المعروف وجود تحالف قوي بين جبهة الإنقاذ وبين أحمد شفيق، وذلك لأن أحمد شفيق هو المحرك الحقيقي للثورة المضادة، ووجوده في دبي خير دليل على ذلك، ولاحظنا ذلك قويًا حينما كان يذهب إليه أعضاء من جبهة الإنقاذ في رحلات مكوكية إلى الإمارات لتقابله فهو دائمًا كان يدعم الثورات المضادة. وقال الوحش إن جبهة الإنقاذ لا تستطيع أن تقدم شيئًا جديدًا سواء في تحالفها مع شفيق أو غيره إلا في حالة واحدة، وهي احتكاكهم في الشارع والنزول إلى العشوائيات المصرية وأيضًا من العوامل التي من الممكن أن تساعد في انتشار شعبية جبهة الإنقاذ تآكل شعبية التيار الإسلامي في الشارع، والذي حدث نتيجة الاشتباكات والخلافات التي حدثت مؤخرًا بين حزب الحرية والعدالة وحزب النور من ناحية، وبين حزب النور والدعوة السلفية من ناحية أخرى، فهذه الخلافات دائمًا تؤدي إلى نوع من تآكل شعبية التيار الإسلامي. وحمل الوحش أخطاء الإسلاميين إلى أخطاء قيادات الأحزاب الإسلامية، وهذا هو السبب الأساسي في ذلك. من ناحية أخرى استبعد الشيخ مصطفى سلامة، رئيس حزب الهدف السلفي، فكرة رجوع شفيق مرة أخرى إلى مصر، مستندًا في ذلك وذلك بأن شفيق دائمًا ما كان يقول إنه سيرجع إلى مصر، ولكنه لا يستطيع الرجوع، وذلك لأنه مدان حتى وإن بُرئ في قضية فإنه يمتلك العديد من القضايا الكثيرة المدان فيها. وأضاف سلامة أن انضمام شفيق لجبهة الإنقاذ لا يزيد من شعبية جبهة الإنقاذ بل على العكس من ذلك سيضعفها أكثر مما هي فيه الآن، وأكد أن أصوات جبهة الإنقاذ تتصاعد مع صعود الإضرابات ولكن بمجرد الانتهاء من الإضرابات تجد أن الأصوات تلاشت تمامًا، وفرق الشيخ مصطفى بين وجود شفيق في مصر، وبين براءته من القضايا التي هو مدان بها، وذلك لأنه مازال هناك قضايا كثيرة تطارد شفيق مازالت في المحاكم. أما عن أصوات شفيق الانتخابية التي حصدها خلال الانتخابات الرئاسية الماضية، فقال سلامة إنها لم تكن أصواتًا انتخابية ولكنها كانت أصواتًا مالية بمال سياسي صرف من أجل الانتخابات وليس له أو لجبهة الإنقاذ أي تواجد في الشارع، إضافة إلي أنه لا يمتلك أية شعبية في الشارع، مؤكدًا أن جبهة الإنقاذ تتلاشى في وجودها في الشارع. فيما رأت مارجريت عازر، السكرتير العام لحزب المصريين الأحرار، أنه لا يوجد أية موانع من تحالف جبهة الإنقاذ مع الفريق أحمد شفيق أو غيره، وذلك لأن شفيق لم يدن من قبل التحقيقات بأية إدانات، إضافة إلى أنه لا يشوبه شيء وإن كان البعض يقول بأنه هو صاحب موقعة الجمل في ثورة يناير فالجميع أيقن الآن من هو المرتكب الرئيسي لموقعة الجمل فالأمور أصبحت أكثر وضوحًا عما قبل. وأضافت عازر أنه لابد من توحيد القوى المدنية جميعها بكافة أطيافها سواء تيارات يسارية أو ليبرالية أو قومية من أجل تقديم مصلحة مصر وأن تنحي هذه القوى خلافاتها جانبًا، لأن القوة الحقيقية تنتج عن طريق التوحد وليس الخلاف وإبعاد المشاكل والوحدة في الفكر، وأن هذا التحالف سيكون مثمرًا خصوصًا في الانتخابات القادمة، لأن الجميع يدرك الآن الأمور جيدًا. أما محمد عبد الفتاح، عضو الهيئة العليا بحزب الحرية والعدالة وأمين الحزب بأسوان، فأكد أن نية شفيق الرجوع مرة أخرى ونيته التحالف مع جبهة الإنقاذ هو مخطط سلفًا، للوصول إلى هذه النتيجة، وذلك لأن القضاء بدأ سلسلة من البراءات، ليثير الشكوك حول هذه البراءات، وبالتالي فمن الممكن نتيجة ذلك أن نتوقع أن يأخذ الرئيس المخلوع مبارك ووزير داخليته العادلي براءة من كل الأحكام التي أخذوها ومن الواضح جدًا أن القضاء يساهم وبشكل كبير وممنهج في عودة النظام السابق. وأضاف عبد الفتاح أن هناك تحالفًا بالفعل بين كل من جبهة الإنقاذ وشفيق، وهذا ما لاحظناه من زيارات للبرادعي وغيره من جبهة الإنقاذ إلى الإمارات لزيارة شفيق، كما أعلن قبل ذلك الدكتور محمد البرادعي، عضو جبهة الإنقاذ، على أنهم يتحالفون مع أي من الفلول مقابل إسقاط الإسلاميين من الحكم. فهناك تحالف قوي بين أصحاب رؤوس الأموال وبين الإعلام والجهات الخارجية، والتي تخشى من استكمال تصحيح مسار الثورة، ويحاولون بكل الطرق أن يكونوا ثورة مضادة قوية للنظام الحالي وضد التيار الإسلامي هم حاليًا عندهم مشروع كامل من كل رجال النظام السابق لإعادة مشروع عودة النظام القديم إلى ما كان عليه قبل الثورة . ومن منطلق آخر قال محمد حامد، النائب السابق في مجلس الشعب المنحل عن حزب الوسط، إن هناك تأمينًا كاملًا من التيارات الليبرالية لعودة أحمد شفيق مرة أخرى، وذلك من خلال تهيئة الوضع المناسب لعودته فهناك اتفاق كامل بين التيارات الليبرالية فيما بينها في اتخاذ أية قرارات تحاول من خلاله القضاء على التيار الإسلامي، وهذا يظهر واضحًا أنه كانت هناك بعض التيارات مقتت التحالف مع شفيق ولكنها الآن مرحبة به. وأضاف حامد أن شعبية جبهة الإنقاذ لن تزيد من خلال تحالفها مع أحمد شفيق بل بالعكس من ذلك هذا التحالف سيضعفها أكثر ولكن إن حدث وأصبح لها وجود شعبي سيصبح بأيدي التيار الإسلامي وضعفه في الفترة الأخيرة، وإن تخبط القرارات في الفترة الأخيرة، وكثرة الاختلاف بين التيارات الإسلامية في الفترات الأخيرة له مدلول واضح لفقدان شعبيتها في الشارع.