حين وصف ابن القيم طَالب النّفُوذ إِلَى الله وَالدَّار الْآخِرَة وصف هذه النوعية من الرجال"أن يكون شجاعا مقداما حَاكما على وهمه غير مقهور تَحت سُلْطَان تخيّله.زاهدا فِي كل مَا سوى مطلوبة عَاشِقًا لما توجه إِلَيْهِ،غَارِفًا بطرِيق الْوُصُول إِلَيْهِ والطرق القواطع عَنهُ،مِقْدَام الهمة ثَابت الجأش لَا يثنيه عَن مطلوبة لوم لأثم،كثير السكون دَائِم الْفِكر غير مائل مَعَ لَذَّة الْمَدْح وَلَا ألم الذَّم،شعاره الصَّبْر وراحته التَّعَب،محبا لمكارم الْأَخْلَاق حَافِظًا لوقته،لَا تستفزه المعارضات. القارئ لهذه الأوصاف يقول هذه أوصاف ملك من ملوك الآخرة.لا يعبأ بالدنيا فهي في يديه أما قلبه فمعلق بالآخرة.حينها جاء أمام عيني شخص الرئيس مرسي وما يحاك له من كيد ومكر وإساءة وكنت أعجب من ردة فعله ودائما أسأل ماذا ينتظر بعد كل هذا؟قلت هو ذاك الملك.إنه الرئيس مرسي الآن عرفت!ماذا ينتظر الرئيس؟برغم ما يقال عنه وعما يفترى عليه! الرئيس مرسي نوعيه غير الذي عرفها المصريون على مر التاريخ.والناس أنواع فمنهم من يحب الرئيس القوي النافد أمرة وقراره ولو كان قراره خطأ فلا يجوز له أن يعود فيه وإلا هان في أعينهم ولقد عرف المصريون عبر التاريخ أن من يقترب من مقام الفرعون يناله ما يناله من التنكيل والتشويه والتغيب،ومنهم من يحب الرئيس الطيب الودود الأمين.ومن الناس من يعي صفات القائد الناجح والذي تحدث عنه القرآن"القوي الأمين والحفيظ العليم"وأعتقد أن الرئيس مرسي من هذه النوع القرآني،فالأحداث الماضية دلت على ذلك وفي المستقبل ستدل على ذلك إن شاء الله ولكننا نتعجل قطف الثمرة دون عناء فالبعض يكون متسرعا في الحكم على الرئيس . قد يتساءل العديد من كتابي الصحف الغيورين ماذا ينتظر الرئيس غيرةً وشفقة منهم عليه وعلى مصر بعد كل ما حدث ولا زال من بعض المهاذيل من جبهات الخراب على تنوعها؟مروجي الشائعات والتهم والسباب والمستكثرين الكرسي على الرئيس ويتساءل لماذا لا يُعمل فيهم القانون؟ فماذا تنتظر سيدي الرئيس؟ لقد قرأت وسمعت مزيدا من النقد للرئيس فالكثيرين يتساءلون ماذا تنتظر سيدي الرئيس للأخذ على يد المتنطعين المتلاعبين بمستقبل مصر وشعبها ويريدون أن يعيدوا مصر إلى الوراء إلى عهد الفساد والخسة والسرقة والظلم والفقر والمرض واللامصر واللامبارك والى هذه الحقبة المظلمة. يقول أحدهم ليس بالأخلاق وحدها تستقيم البلاد, وينصلح حال العباد سيادة الرئيس لابد من( القوة والحزم والشجاعة)مثلث الرعب.وهاك يقول لقد قام الشعب بجراحة كبيرة في ثورة 25 يناير،ونجح في استئصال رأس الورم السرطاني الخبيث الذي كاد يدمر الوطن،غير أن بقية من هذا السرطان ما زالت ناشبة أظفارها في جسد الوطن،وهي تحاول التمدد والانتشار لتعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه. سيدي الرئيس:الشعب المصري البطل عانى وضحى كثيرًا كي يسلم راية قيادته لأحد أبنائه البررة ليقود مسيرته نحو النهضة والحضارة، فلا تخذله وتتركه لقمه سائغة للمنافقين والأفاقين واللصوص والكذابين.فماذا تنتظر؟وها هو غيور آخر يقول للرئيس حتام الانكسار أمام سطوة أقلية دكتاتوريه تستقوي بالخارج،وتحقر الأغلبية الكاسحة، وتجتهد في الافتئات عليها،والنيل منها؟فماذا تنتظر سيدي الرئيس؟ لماذا لا تغضب وتُعمل فيهم القانون!؟ تساؤلات لها مبرراتها.لكن أي قانون يا سادة يطبق.ومن يطبقه؟فحين يعتدي البلطجي على أقسام الشرطة ويتم القبض على الجناة ويتم تسليمهم إلى النيابة وفى حوزتهم كل الأسلحة المستعملة ويتم إطلاقهم في اليوم التالي عجباً!أي قانون؟حين يتم القبض على أكثرمن600 بلطجي من ميدان التحرير بعد حرقهم لسيارات الشرطة والاعتداء على النساء ثم يتم الإفراج عنهم جميعا!!لماذا لا يكون لنا نحن موقف من القضاة كشعب أسقط الظلم ولا نلقي باللوم على الرئيس وحدة فها هم أهل الحل والعقد القضاة الشامخين!يعلنونها وبوضوح وكأنهم يقولون"أعلى ما فخيلك اركبه"فلسنا منك يا مرسي أنت وشعبك الذي اختارك ولست منا؟فهل هم فوق المحاسبة؟وهل نحن في حاجه ماسة لثورة على القضاة المحسوبين على القضاء!وكثير ما هم.أتساءل؟ ليميز الله الخبيث من الطيب برغم ذلك أقول.إن الرئيس مرسي ليس بالخب ولا الخب يخدعه"لقد أخذ قرارات ناجعة وفي توقيتها في مواقف عدة كان أهمها إنهاء حكم العسكر والسعي لبناء مؤسسات مصر وأهمها الدستور وكان بالمرصاد للنائب العام،ربما يتراجع عن قرار لأنه ببساطه بشر يخطئ ويصيب وليس بفرعون يقول ما أريكم إلا ما أرى.وربما يتأخر في بعض القرارات ليكون التمايز"ليميز الله الخبيث من الطيب"ويُعرف من يُريد الفوضى لمصر لأجل مصلحته والكرسي ويظهر أيضاً من هو سُلم.مجرد نفق مؤقت يُستخدم لعبور الفلول إلى مصر ثانيه! التعامل بهذا الشكل ومع هذا الموقف المتأزم وفي ظل تقاعس البعض داخل المؤسسات الفاعلة مثل الداخلية والقضاء والأمن الوطني والمخابرات وتلك الماكينة الإعلامية المدمرة لعقول السذج هذا في حد ذاته نجاح.مصر يا سادة ليست قرية ولا بلد مثل البقية. مصر لها ثقلها ومن يرأسها لابد أن يخطط لها على المدى البعيد فلابد من الأسس المتينة واللبنات التي يضعها في مكانها الصحيح لذلك كان هذا التمايز حتى يتجمع الزبد كل الزبد ثم ما لبث أن يذهب لتفيق مصر والمصريين من هذا الكابوس وتصل إلى بر الأمان.ويبقى ما ينفع مصر.ولا يحدث ما يُراد من مواجهات وعنف ومن ثم الفوضى.نعم نحن نعاني وكم عانينا أشد من ذلك وصبرنا فلماذا لا نصبر؟!الرئيس ينتظر أن يحكم الشعب بنفسه لا هو على هؤلاء الغوغاء على ما يفعلوه بمصر وشعبها من تضليل وكذب وافتراء ومحاولات انقلاب على الشرعية.وقد نجح الشعب في ذلك وكان واضحا في الاستفتاء على الدستور حيث لفظهم الشعب وفهم مقصدهم ومن يحركهم، دون أن يقصف الرئيس قلم أو يقصي أحد أو يسجن مخربا ومعطلا وسفيها سليط اللسان وإن كانوا يستحقون أكثر من ذلك لكني أرى أنه أفضل تعامل مع الرعاع الآن هو ذاك وسيظل ينتظر الرئيس وينتظر حتى يبني قواعد مجد مصر من جديد وهو صابر ونحن معه حتى لا تسقط مصر في براثن الفوضى كما يتمنى مدعي الوطنية. هذا هو الرئيس مرسي حينما أرى وجهه الرئيس واسمع كلماته وهو يقول إن من يظن أن مصر ستعود ثانيه إلى الوراء واهم.واهم أحس أنه يرى شيء بعيدا لا نراه نحن.إن الثقة التي يتحدث بها الرئيس مرسي لم تأتي من فراغ.أعتقد أن هذا الرجل له خبيئة مع الله بليل يفيض به علينا وعلى مصر بالنهار.وارى ملامح الأمل على وجهه من بعيد.ذلك لأني متفاءل بمصر وشعبها الطيب الصابر ورئيسها الخلوق.هذا هو الرئيس مرسي.وربما تقولون عني درويش.حين أقول مرسي ينتظر شيئاً آخر وهو الموت والذي ينتظرنا جميعا فإن الموت قد تخطانا إلى غيرنا وسيتخطى غيرنا إلينا، فلن ينفع الرئيس عند الحساب أحد لا الرئاسة ولا من حوله ولا الكرسي ينفعه!!إنما ينفعه عدله وتقواه وخوفه على مصر والمصريين مما يحاك لها،ولعلي اسمعه يخاطب نفسه فيقول القولة المشهورة "لئن عصوا الله فيَّ هؤلاء فلن اعصي الله فيهم" واعتقد وأثق أنة بهذه النية سيجمع الله قلوب المصريين حوله،فهل عرفنا ماذا ينتظر الرئيس.وسيطلع نهار مصر إن شاء الله على يد هذا الرجل وعودا لما بدأت إلى وصف ابن القيم ستجدونه ذاك الرجل.حفظ الله مصر * باحث عضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين [email protected] أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]