يتردد بكثرة اسم "كازانوفا" بين الشباب، ودائمًا ما يشبه به أي شاب له مغامرات عاطفية، ذلك أن كازانوفا هو أشهر عاشق في التاريخ له مغامرات فوق الحصر، نشر أغلبها في مذكراته. ولد جياكومو كازانوفا بمدينة البندقية الإيطالية في مثل هذا اليوم عام 1725م، وتوفي عام 1798في فينسيا، وكان والداه يعملان بالتمثيل، وتركته أمه عند أمها لتربيته فاعتنت جدته بتعليمه حتى حصل على دكتوراه في القانون، وهو في سن السابعة عشر من عمره، وبعد وفاة جدته دخل ديرًا ليترهبن ولكنة طرد منه بعد فترة قصيرة، ثم تنقل بعد ذلك بين بلاد عديدة مثل باريس وبرلين ووارسو ومدريد. في الثلاثين من عمره اتهم بالإلحاد وحكم عليه بالسجن مدة ثلاث سنوات، لكنه هرب من السجن بعد حوالي خمسة عشر شهرًا لتبدأ حكاياته النادرة مع المغامرة، وتفتقت مواهبه الدفينة في الحب والتحايل والدهاء، حيث عمل في باريس مشرفًا على اليانصيب، وأدار طاولات القمار، ومارس السحر والشعوذة، وتحايل على أشهر دوقات وماركيزات وأمراء أوروبا. وحين ولى شبابه قضى ثلاثة عشر عامًا في براغ في قصر دوشكوف، حيث عمل أمينًا للمكتبة، وفي هذه الفترة كتب "قصة حياتي"، وهي تعد أغرب مذكرات في التاريخ، كتبها باللغة الفرنسية في 4545 صفحة ويحكي فيها عن حياته ومغامراته الغرامية مع أكثر من 122 امرأة !! مذكرات كازانوفا جعلته يدخل التاريخ من باب العشق، فكان أكثر العشاق شهرة، وأكثرهم استحواذًا على قلوب النساء في زمانه، حتى أضحى اسمه مرادفًا لكل من يمتلك فنون اقتناص النساء والسيطرة على قلوبهن وعقولهن والاستحواذ على عواطفهن. من الأشياء التي أبرزت شخصيته أنه بدأ كعازف كمنجة في فينيسيا، ومر على أكثر من بلاط، وأكثر من سجن، وكان له نشاطًا جاسوسيًا، وأنشأ مجلة شهرية كان يحررها بمفرده، واشتغل بالاستثمار المسرحي، وعمل سكرتيرًا لدى دبلوماسي في جنوة، وبسبب مقالة انتقادية نفي إلى ترسيتا عام 1783 ، وبعدها جال في أوروبا كان في الثامنة والخمسين من عمره عارضًا مشاريعه الخيالية على الأثرياء والملوك والأمراء، لكن جميع مشاريعه كانت غير ممكنة التحقيق، فهي إما مشاريع خيالية ومستحيل تحققها، أو مشاريع وهمية من قبل النصب. من أروع أقواله "كل فرد في هذه الدنيا يصنع أسلحة ليس بنية القتل وإنما لمنع الآخرين من قتله".