تداول 39 ألف طن و800 شاحنة بضائع بموانئ البحر الأحمر    اعتماد تعديل بالمخطط التفصيلي ل4 قرى بمحافظة كفر الشيخ    مصر تدين إعلان إسرائيل بناء وحدات إستيطانية جديدة بالضفة الغربية    تشيلسى يمنح عائلة جوتا وشقيقه 15 مليون دولار    النصر السعودي يقترب من التعاقد مع نجم بايرن ميونيخ ب30 مليون يورو    درجات الحرارة 42 بالقاهرة.. الأرصاد تحذر من طقس اليوم    السيسي يوجّه بتحويل تراث الإذاعة والتلفزيون المصري إلى وسائط رقمية    تطورات الحالة الصحية للفنانة الكويتية حياة الفهد.. جلطة وممنوع عنها الزيارة    إي إف جي القابضة تواصل مسيرة النمو الاستثنائية بأداء قوي خلال الربع الثاني من عام 2025    «الغرف التجارية» تكشف خطة الحكومة لتخفيض الأسعار على المواطن    إجراء 3 قرعات علنية لتسكين المواطنين بأراضي توفيق الأوضاع بالعبور الجديدة 18 و19 الجاري    حالات إخلاء الوحدات السكنية طبقًا لقانون الايجار القديم.. ما هي؟    علي الغمراوي يبحث مع سفير ناميبيا التعاون في قطاع الدواء    محافظ الغربية يبحث دعم العملية التعليمية وتطوير المعاهد بالمحافظة    وزير الري: تنظيم 396 نشاطا تدريبيا بمشاركة 11051 متدربًا    فرنسا ترسل تعزيزات لدعم إسبانيا في مكافحة الحرائق    وزيرة التنمية المحلية تعتمد حركة محلية محدودة تتضمن 12 سكرتير عام وسكرتير مساعد فى 10 محافظات    موعد مباراة ليفربول القادمة والقنوات الناقلة    منتخب السلة يواجه السنغال في ثاني مبارياته ببطولة الأفروباسكت    انطلاق منافسات نصف نهائي السيدات ببطولة العالم للخماسي الحديث تحت 15 عامًا    ريبيرو يراجع خطة مواجهة فاركو في المران الختامي للأهلي    «تنسيق الجامعات 2025».. ننشر شروط تقليل الاغتراب للمرحلتين الأولى والثانية    3 طلاب وسائق.. تفاصيل مطاردة فتاتين على طريق الواحات بالجيزة    قيمتها 1.5 مليون جنيه.. ضبط موظف بمستشفى لاختلاسه عقاقير طبية    بالأسماء.. مصرع سيدة وإصابة 20 في انقلاب سيارة بطريق القاهرة – الإسماعيلية الصحراوي    القبض على مسجل خطر وزوجته بباب الشعرية    ضبط عددا من متجري المخدرات والأسلحة النارية في حملات بالمحافظات    رئيسة القومي للطفولة تزور الوادي الجديد لمتابعة الأنشطة المقدمة للأطفال    تسليم عقود تقنين أراضى الدولة بدمياط    ماركوس عريان يكشف تفاصيل تنفيذ الإعلان الدعائي ل"درويش"    غدا.. انطلاق «مهرجان القلعة» بحفل ل«وسط البلد»    مركز الهناجر يحتفي بالنيل في عيده بمعرض دولي للكاريكاتير .. صور    «من الدهشة إلى الفن» |المعرض العام فى دورته ال 45.. نظرة إلى نقاد القطاع العام    «100 يوم صحة» تقدم 45.5 مليون خدمة مجانية خلال 29 يومًا.. صور    لتعويض غياب ميندي.. الأهلي السعودي يتحرك للتعاقد مع حارس جديد    «تعليم مطروح» تعلن الانتهاء من تجهيزات امتحان الدور الثاني للثانوية العامة    مع اقتراب موعد المولد النبوي 2025.. رسائل وصور تهنئة مميزة ب«المناسبة العطرة»    قرار جمهوري جديد للرئيس السيسي اليوم الخميس 14 أغسطس 2025    100 منظمة دولية: إسرائيل رفضت طلباتنا لإدخال المساعدات إلى غزة    غدا.. المركز القومي للسينما يعرض أربعة أفلام في احتفاله بوفاء النيل    أمين عام حزب الله يشكر إيران على دعمها للبنان ومقاومته ضد إسرائيل    خالد الجندي: حببوا الشباب في صلاة الجمعة وهذه الآية رسالة لكل شيخ وداعية    شرطة لندن: أكثر من 140 شخصا أبلغوا عن جرائم في قضية محمد الفايد    تبلغ ذروتها اليوم.. 8 نصائح مهمة من الصحة لتفادي مضاعفات الموجة الحارة    «100 يوم صحة» تُقدم 45 مليونًا و470 ألف خدمة طبية مجانية في 29 يومًا    التايمز: بريطانيا تتخلى عن فكرة نشر قوات عسكرية فى أوكرانيا    شقيقة زعيم كوريا الشمالية تنفي إزالة مكبرات الصوت على الحدود وتنتقد آمال سيول باستئناف الحوار    أدعية مستجابة للأحبة وقت الفجر    طريقة عمل مكرونة بالبشاميل، لسفرة غداء مميزة    الأحزاب السياسية تواصل استعداداتها لانتخابات «النواب» خلال أسابيع    في ميزان حسنات الدكتور علي المصيلحي    الصين تفتتح أول مستشفى بالذكاء الاصطناعي.. هل سينتهي دور الأطباء؟ (جمال شعبان يجيب)    كمال درويش: لست الرئيس الأفضل في تاريخ الزمالك.. وكنت أول متخصص يقود النادي    بالقليوبية| سقوط المعلمة «صباح» في فخ «الآيس»    سعد لمجرد يحيي حفلًا ضخمًا في عمان بعد غياب 10 سنوات    الاختبار الأخير قبل مونديال الشباب.. موعد المواجهة الثانية بين مصر والمغرب    الجامعة البريطانية في مصر تستقبل الملحق الثقافي والأكاديمي بالسفارة الليبية لتعزيز التعاون المشترك    خالد الجندي ل المشايخ والدعاة: لا تعقِّدوا الناس من الدين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تنظيم الإخوان إلى أين ؟!! محمد البرادعي : لو وصلت إلى منصب رئيس الجمهورية فأول مؤتمر صحفي سأقوم به سيكون من العشوائيات .. يا أحزاب مصر ويا أهل الحل والعقد والرشاد تنبهوا تماما‮ وخذوا حذركم لأن مسألة الإرث والتوريث آتية لا ريب فيه

تشتمل جولتنا اليوم في صحافة القاهرة الصادرة أمس (الأربعاء) من العاصمة المصرية القاهرة ، على تحليل الصورة الأخيرة التي بدا عليها مكتب الإرشاد بعد انتخابات كشفت عن عورات وسوءات كثيرة بالجماعة .. وتحذير للجماعة "المترنحة" من سيطرة جبهة معينة في التنظيم على مقدرات الأمور والتي ألقت بمنافسيها بعيدا إلى خارج مكتب الإرشاد ، وربما تضر بالتنظيم نفسه للدرجة التي لا نرى بعدها كيان للجماعة من الأصل .. وحديث الدكتور محمد البرادعي في صحيفة الشروق ، وزياراته لمكان من أفقر الأماكن في مصر هو "إسطبل عنتر" ، ليعاين بنفسه وعن كثب كيف أن بشرا في مصر يعيشون تحت خط المستوى الحياة الإنسانية .. وقد طل البرادعي على جماهير مصر الظمأى والعطشى لحياة سياسية ودستورية كريمة بعيدة عن تلك المياه الراكدة الآسنة والجامدة جمود الصخر كصخر المقطم أو يزيد‮.. كما نطالع أسباب مشكلة مع سوريا ، والتي تراكمت أسبابها حتى كادت أن تتحول إلى عقدة ، لكنها في نهاية المطاف لم تصل إلى الدرجة التي تستعصي عن الحل ، ذلك أن العمل العربي المشترك لن يستقيم إلا بوجود الثلاثة أعمدة والتي تمثلها مصر وسوريا والسعودية ، وأي تصدع أو انكسار لأي من تلك الأعمدة من شأنه أن يصيب العمل العربي كله بالإعاقة..
ونستهل جولتنا من صحيفة "الشروق" اليومية المستقلة ، والجزء الثالث من حوار صحيفة الشروق مع الدكتور البرادعي والذي أجراه جميل مطر، وأكد فيه البرادعي أنه ذهب إلى إسطبل عنتر وزرت 40 عائلة منها عائلة تتكون من ستة أفراد يعيشون فى غرفة 2 متر فى 2 متر، بدون شباك. رأيت 40 فردا يعيشون فى بيت واحد ولديهم حمام واحد، يقضون حاجتهم فيه ويستحمون فيه. لا يوجد مياه هناك، ولكى يحصلوا على المياه يجب أن ينزلوا على طريق الكورنيش، ليحصلوا عليه، ولذلك قلت إن فى مصر بشرا يعيشون تحت مستوى الحياة الإنسانية، لم أذهب إلى كل العشوائيات، ولكنه كان يكفينى أن أرى عشوائية واحدة لأرى شكل مصر. ولو ذهبت إلى الصعيد سترى الفقر فى قنا وبنى سويف والفيوم، أكثر بكثير من ذلك الذى رأيته فى إسطبل عنتر، القاهرة بها 81 عشوائية، بهم 8 ملايين شخص. هذه العشوائيات، أريد أن أرى أحد المسئولين دخل عشوائية من هذه العشوائيات، يتكلمون عنى كسائح قمت بزيارة هذه العشوائية، فليقولوا لى اسم مسئول زار هذه العشوائيات. لو أنا فى يوم من الأيام وصلت إلى منصب رئيس الجمهورية أول مؤتمر صحفى سأقوم به سيكون فى العشوائيات، وأقول هذا حال البلد الذى استلمته وهذا هو المشوار اللى أمامنا، ولن أقوم بالمؤتمر من منزلى فى كومباوند أو قصر.
لا أطلب البيعة
تحدث البعض فى مصر عن أن البرادعى يطلب البيعة؟ يعلق قائلا: «هذا تفسير خاطئ فأنا لم أقل إنى سأرشح نفسى، بل قلت إذا قررت أن أرشح نفسى، فلابد أن نتوافق، ومازلت أقول إن رئيس الجمهورية فى مصر يجب أن يكون رئيسا توافقيا، بمعنى أن يستطيع أن يجمع الصفوف من جماعة الإخوان المسلمين إلى الأقباط. المصالحة الوطنية، ليس معناها بيعة، وإنما لابد أن يكون هناك شخص يوفق بين جميع القبائل المختلفة. وهذا ما أسعى إلى تحقيقه سواء تم ترشيحى أم لا، ومازلت أقول نحن لا نريد رئيسا يقسم المجتمع، أو يمثل غالبية، بل بقدر الإمكان يمثل الكل، وكنت لا أتحدث عن نفسى فقط، أنا كان يجب أن أستجيب للمطالب والأصوات التى طلبت منى الترشيح لرئيس الجمهورية، وهذه لم تبدأ فقط الآن بل من سنتين، أسامة أنور عكاشة، محمد غنيم، بدأ بأفراد، ولكنها بدأت تزيد الآن، ولذلك يجب أن أستجيب، ولكننى قلت لن أدخل فى تمثيلية، وقلت إذا توافرت لى الشروط أن أدخل كمستقل سأدخل على الفور، وقلت سأدخل إذا كانت هناك رغبة وتأييد من الشعب. ملامح هذه الرغبة الشعبية تنعكس الآن من الفيس بوك، ومن القراء، ومن الناس الذين أقابلهم ويتصلون بى ويبعثون برسائل.
أبو القوانين
وعن مسألة الدستور ، يؤكد البرادعي إذا كنا نريد أن نبدأ بداية جدية فى مصر، يجب أن نبدأ من درجة عالية، وأنا تحدثت عن إزالة عوائق قانونية ودستورية، ولكن هذه أشياء وتعديلات ستساعدنا فقط على انتخاب رئيس فى ظروف نزيهة فى عام 2011، فالعملية ليست عملية ترقيع وإنما ماذا بعد هذا. هذه ليست عملية شخصية فقط، وإنما مصير وطن. المسألة لا تتعلق إطلاقا بترشيحى رئيسا للجمهورية، أو من الذى سيترشح، أو من الذى سيفوز، المسألة الحقيقية هى ماذا بعد عام 2011؟ هذا ما يجب أن أعد له من الآن يجب أن يلتم الشعب المصرى مرة أخرى كأمة، من قوميين وإسلاميين وأقباط ويساريين، وكل هذه التقسيمات موجودة فى أى مجتمع، ولكن هناك أيضا قيما أساسية، حق الإنسان فى حياة حرة وكريمة. مشكلات مصر موجودة فى 100 دولة أخرى نامية، غياب الحرية، سواء إدارة الاقتصاد، سوء توزيع الدخل، سوء العدالة الاجتماعية والحل معروف. المرض مشخص، وإنما ما نفتقره هو الفريق الطبى الذى يستطيع أن يعالج المرض، فالمشكلة ليست فى تشخيص المرض وإنما فى كيفية العلاج. هذا يتطلب نظرة مختلفة خاصة. هذا الكلام لن يتحقق ما لم تكن هناك حرية، والحرية ليست معيارا مطلقا، وإنما هى الحكم الرشيد، المبنى على التخطيط، وعلى اختيار الشخص الملائم فى الوقت الملائم، ومبنى أيضا على التزام بأنه إذا لم يحدث تطور، فالواجب يدعونا إلى أن نغير الفريق الطبى الذى يعالج الحالة.
انقلاب الإخوان
نتحول إلى صحيفة المصري اليوم "اليومية" المستقلة ، لنقرأ تحليل أحمد الخطيب عن جماعة الإخوان ، وأنه لم يعد بوسعها الآن أن تتحدث عن مثالية الأداء الإدارى فى إدارة شؤونها التنظيمية بعد الأداء الذى ظهرت به فى انتخابات مكتب الإرشاد الذى كشف عن وجود كم هائل من الخلاف والاختلاف بين قادتها لطالما نعتت به الجماعة الأحزاب والمؤسسات السياسية التى تُديرها الدولة وعايرتهم بها فى معرض حديثها الدائم عن أدائها «المثالى» من وجهة نظرها فى إدارة التنظيم وفى معرض «الغمز واللمز» عن كل ما سواها من إدارة! ذلك أن ما حدث للجماعة طوال الشهرين الماضيين من انفجار «داخلى»، انتهى بسيطرة الجبهة الأقوى التى قذفت منافسيها إلى خارج مكتب الإرشاد وربما التنظيم نفسه فيما بعد - كان حرياً به أن يؤكد أن الجماعة يعتريها ما يعترى الجميع من أمراض لأنها شريحة من شرائح المجتمع السياسى المصرى الذى يعانى من انقسامات وتشرذمات بشكل عام ليست خافية على أحد.
في الطريق إلى النماء
ويرى الخطيب أن السبب الرئيسى فى أزمة الإخوان الأخيرة التى لن تكون الأخيرة بل بداية لأزمات كبيرة داخل التنظيم لأنه من غير الصحيح أن الأمور بخروج محمد حبيب وعبدالمنعم أبوالفتوح واستواء الأمر للدكتور محمود عزت ستعود لسابق عهدها. لأنه لم يعد خافياً النمو الكبير الصائر الآن لجبهة المعارضة داخل التنظيم نفسه وليس من أبناء الجماعة الذين خرجوا عليها والجبهة معلومة وصريحة وأعضاؤها معروفون للقيادات الإخوانية نفسها ووسائل الإعلام على حد سواء، بل منهم أعضاء بمجلس الشورى العام إضافة إلى أن أعضاء هذه الجبهة التى من المؤكد أن عبدالمنعم أبوالفتوح سيترأسها رسمياً بعدما كان على رأسها ضمنياً، قد تضم المئات من شباب الإخوان الذين ينتشرون على المواقع الإلكترونية والمدونات لاسيما أن هذه الجبهة فى طريقها إلى النماء والقوة نظراً لما هو ميسر لها من أدوات تعبيرية تصل لقواعد وعناصر التنظيم بسهولة قد تنجح فى خلق حالة بلبلة دائمة داخل الجماعة تجعل من قرارات القيادة محل جدل ومناقشة من الممكن أن تصل فى يوم من الأيام إلى الرفض بعدما كانت قرارات هذه القيادة لا تقبل الجدل والمناقشة.
حاجز نفسي
نعود لصحيفة "الشروق" مرة أخرى لنطالع ما كتبه فهمي هويدي عن الحاجز النفسي مع سوريا ، منبها إلى أن تحركات الرئيس مبارك على مدى العام أصبحت تتراوح بين زياراته لبعض الدول الأوروبية وبعض الدول الخليجية. أما زياراته السنوية للولايات المتحدة فقد توقفت لعدة سنوات فى عهد الرئيس السابق جورج بوش. ثم استؤنفت هذا العام بعد تولى الرئيس باراك أوباما للسلطة. لست من العارفين بما يجرى فى تلك الزيارات أو بغاياتها، لكنى من المؤمنين بأن فى الحركة بركة فى كل الأحوال، بالتالى فليس لدى أى تحفظ أو تساؤل حول مبدأ الزيارات، ولكن تساؤلى الوحيد منصب على نطاقها ووجهتها فقط. خصوصا ما كان منها داخل حدود العالم العربى. إذ الملاحظ أن دول المغرب والمشرق لم يعد يشملها برنامج الزيارات، هذا إذا استثنينا اللقاءات التى تتم بين الحين والآخر بين الرئيس مبارك وكل من العقيد القذافى وملك الأردن، ربما قيل إن دول المغرب اختارات موقف التباعد إزاء العالم العربى، وإن تونس لم يعد يهمها فى العالم العربى سوى انتظام اجتماعات وزراء الداخلية العرب على أراضيها، بعدما أصبحت تونس العاصمة هى المقر الدائم لهؤلاء الوزراء، الذين توافقوا على أنها أنسب الساحات لأنشتطهم.
كل مشكلة ولها حل
ويؤكد هويدي أن لدى مصر مشكلة مع سوريا تراكمت أسبابها حتى كادت تتحول إلى عقدة، أرجو ألا تكون قد وصلت إلى درجة الاستعصاء على الحل. صحيح أن ثمة مشكلة أخرى مع قطر، لكنها تأتى فى الدرجة الثانية من الأهمية، لأننا تعلمنا من خبرات سابقة أن العمل العربى المشترك يقوم على ثلاثة أعمدة تمثلها مصر وسوريا والسعودية. وتصدع أو انكسار أى واحد من تلك الأعمدة من شأنه أن يصيب العمل العربى بالإعاقة إن لم يكن بالشلل. عند أهل السياسة ليست هناك مشكلة لا حل لها. وهو ما أثبتته تركيا عمليا، التى رفعت منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة فى عام 2002 شعار «زيرو مشاكل»، بمعنى التصفية الكاملة لكل المشاكل التى تعترض علاقاتها فى الخارج، وحققت فى ذلك نجاحا مدهشا، خصوصا مع سوريا التى كانت على وشك الدخول فى حرب معها، ومع أرمينيا رغم الدماء التى تجلل الذاكرة التاريخية بين البلدين، ومع اليونان التى لا تحمل لها ودا منذ المرحلة العثمانية وحتى إقامة قبرص التركية.
حبال المودة
ويضيف هويدي : لقد بذل العاهل السعودى جهدا لتحقيق المصالحة بين مصر وكل من سوريا وقطر فى شهر مارس الماضى، لكن ذلك الجهد لم يحقق المراد منه. فى الوقت ذاته فإن السعودية قطعت شوطا فى مصالحاتها مع سوريا وليبيا وقطر. ولكن العقدة المصرية السورية ظلت على حالها. إن اختلاف السياسات أمر مفهوم، وهو فى الحالة التى نحن بصددها يدور حول الموقف من السياسة الأمريكية ومن القضية الفلسطينية. والامتحان الحقيقى يتمثل فى كيفية إدارة ذلك الخلاف. بحيث لا يقطع حبال المودة ولا يغلق الباب أمام تبادل المصالح المشتركة. لقد عمل الرئيس السادات على إزالة ما سماه بالحاجز النفسى بين مصر وإسرائيل، وها نحن قد تراجعنا كثيرا وصرنا نتمنى إزالة الحاجز النفسى بين مصر وسوريا والعزلة النسبية لمصر عن ساحة الثقل الحقيقى.. يا ويلاه!
يا مصر ماذا تفعلين؟‮!‬
من صحيفة الوفد "الليبرالية" اليومية ، يشكر الدكتور محمود السقا ، للدكتور المصري العالمي محمد البرادعي والذي كشف بمبادرته ما وراء الستار ومحاولات لتوريث عرش مصر من الأب لابنه،‮ ولكن فم الجماهير ينطق لا إرث ولا توريث ومصر كلها لأبناء مصر أجمعين‮..‬ سقط القناع تماماً‮ عن وجه الحزب الحاكم المتحكم في شئون البلاد والعباد،‮ ولقد ظهر ذلك تماما لكل ذي عينين،‮ حينما ظهر في الأفق من هو قادر وباقتدار أن يكون منافساً‮ حقيقياً‮ وصلباً‮ وهو الدكتور العالمي ابن مصر البار وابن أعظم نقباء نقابة المحامين نقابة الحق والعدل والقانون،‮ لقد مسهم مس من الحيرة والأسي والألم،‮ الحيرة في ذلك الوجه الجديد علي الساحة السياسية المصرية،‮ والذي جاءهم في‮ »‬موعده‮« واستقبلته الجماهير‮ »‬الظمأي والعطشي‮« لحياة سياسية ودستورية جديدة،‮ بعيدة عن تلك المياه الراكدة الآسنة والجامدة جمود الصخر كصخر المقطم أو يزيد‮..
في الأصفاد
‬ويؤكد السقا أن النظام الحالي وقد بلغ‮ من العمر أرذله وأصبح‮ »‬شيخاً‮ أو شبحاً‮ يمشي علي عكازه‮« وآن له أن يترك الساحة مع خالص الشكر والتقدير،‮ وفي الوقت نفسه ليس عليه وقد أدي واجبه علي قدراته المحدودة واللامحدودة وأوصل البلاد إلي ما وصلت إليه في شتي الميادين الاقتصادية والاجتماعية وعلي رأسها السياسية تلك التي قيدت بدستور لا يليق بدولة حضارية‮ »‬اسمها مصر‮« أن تعيش سنين عددا مسلسلة في الأصفاد ومرة ومرات وسنوات بقانون الإفك‮ »‬قانون إبليس واسمه قانون الطوارئ‮« ثم هم لمواجهة مستقبلهم المظلم يبحثون عن‮ »‬قانون أسموه مسبقاً‮ قانون الإرهاب‮«.. وبحق كل المقدسات وبحق كبرياء الإنسان المصري علي قنطرة الزمن ومنذ فجر التاريخ‮ »‬قد جرحت كبرياؤه‮« وأصبح رهين الاعتقالات والسجون باسم‮.. ماذا؟‮.. باسم قانون صنعته أياد ملوثة‮ »‬بدم الأبرياء‮«.‬ هل تصدقون أن بلداً‮ يُحكم سنوات وسنوات واقترب في عمره وهو عمر حكم الرئيس ثمانية وعشرين عاماً‮ في ظل قانون الطوارئ قانون لا تسري قواعده إلا في ظل‮ »‬شريعة الغاب‮« قانون لا يطبق إلا علي الحيوانات الضارية والمفترسة وليس علي‮ »‬إنسان له حسن وله عقل وله حضارة‮« الإنسان الحضاري
الشكر العميم
ويدعو السقا أحزاب مصر وأهل الحل والعقد والرشاد في مصر تنبهوا تماماً‮ وخذوا حذركم لأن مسألة الإرث والتوريث آتية لا ريب فيه،‮ وقد انكشفوا حينما رأوا رجلاً‮ مؤهلاً‮ لتبؤ هذا المنصب الأعلي،‮ وبشبه إجماع من جماهير مصر،‮ ومن هنا كان لابد أن تتحد الصفوف وتقف ضد ما يدار في‮ »‬ستر الليالي السود‮« امتداداً‮ لعهد يقال إنه يطبق النظام الجمهوري وهو ومن معه يحاولون‮ »‬إعادة‮« العهد الملوكي‮ »‬ومات الملك يحيا الملك‮«.. ويجب ألا يمر هذا حسب تصور هؤلاء القوم،‮ لأن مصر العظمي ليست هي ليبيا وليست هي دمشق وليست هي‮ »‬اليمن السعيد‮«.‬ ونوجه الشكر العميم للدكتور المصري العالمي محمد البرادعي الذي كان لرغبته المقننة والمدعمة برؤية ثاقبة لحتمية تعديل دستور البلاد البالي،‮ كشف ما وراء الستار وما يتم من أسرار نحو الاستئثار بتقاليد الحكم‮: ابناً‮ عن أب‮.‬ ونقولها بفم الجماهير الواعية‮: لا إرث ولا توريث‮.. ومصر كلها ملك لأبنائها أجمعين‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.