أصدرت الكنيسة الإنجيلية مساء أمس – الخميس – وثيقة جديدة لسنودس الإنجيلي تحت عنوان "دور الكنيسة في صياغة مستقبل مصر" أكدت فيها أن رسالة الكنيسة هي إعلان الخبر السار لجميع البشر، والإسهام الإيجابي في تحقيق الخير والصلاح لجميع الناس. وأكدت الكنيسة وطنيتها وتجذرها في ثقافة وحضارة هذه المنطقة، ومشاركتها بفعالية في صناعة مستقبل الوطن، كما شاركت في بناء ثقافته عبر العصور، كما تعتز بانتمائها للأمة العربية والقارة الأفريقية ومنطقة الشرق الأوسط. وقالت الوثيقة: تهتم الكنيسة بالمصلحة العليا للوطن، وتتفاعل معها، لأنها جزءٌ أصيل من نسيج هذا الوطن، وتعضد كل جهد يهدف إلى تطوير التعليم وتحسين الخدمات الصحية والارتقاء بحياة المواطن. كما تتبنى الكنيسة التوجه الإيجابي تجاه الآخرين، وتؤكد أن بناء الوطن لن يتم إلا في إطار المصالحة والمصارحة والشفافية. وتقف الكنيسة مع كل جهد صادق لبناء وتطوير المجتمع، وتؤيد حق المواطنين في التعبير والاحتجاج السلمي، وتدين كل ما من شأنه تخريب البلاد وتدمير المجتمع. وتؤكد الكنيسة دورها في تقديم خدمتها لكل إنسان ولكل الإنسان (روحًا ونفسًا وجسدًا) بصرف النظر عن العرق أو الجنس أو اللون أو الدين أو العقيدة، وكذلك ضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية بمفهومها الشامل، وتضع المهمشين والفقراء والأميين على رأس اهتماماتها، وتجاهد لتكون لكل واحد منهم حياة أفضل، كما تقف مع كل جهد للمحافظة على البيئة وحمايتها. علاوة على إقرارها حق كل مواطن أن يحيا حياةً كريمة، يستطيع من خلالها تسديد احتياجاته وتحقيق طموحاته، والقيام بمسئولياته، ودعم حرية كل شخص في اختيار عقيدته، وحماية حقه فى ممارسة شعائره الدينية. وتدعو الكنيسة الله من أجل جميع الذين هم في منصب، وتطلب أن تكون الحكومات عادلة وصالحة ورشيدة، وأن تقوم بدورها في حماية الحقوق والحريات. كما تؤيد نضال الشعوب من أجل حريتها، والثورة السلمية ضد الظلم والقهر والفساد. وشددت الوثيقة على أن الكنيسة لا تشتغل بالعمل السياسي الحزبي؛ ولكنها تهتم بالشأن العام وقضايا الوطن، وتدعو إلى المشاركة الفعالة من كل مواطن في بناء هذا الوطن، بصرف النظر عن توجهاته الحزبية. ولتفعيل هذه المبادئ، قررت الكنيسة تكليف لجان خاصة لوضع خطة عمل متكاملة تختص بتنمية العمل الروحي، وأخرى تختص بتنمية العمل الاجتماعي، وثالثة تتعلق بالتوعية السياسية والتأهيل المجتمعي، على أن تكون هذه الخطط أمام السنودس في انعقاده في إبريل القادم. وكذلك البدء في صياغة إقرار إيمان مصري معاصر ينطلق من الفكر الكتابي، واللاهوت المشيخي، والواقع المُعاش.