يفترش ما يقرب من 400 حاج مصري الأرض أمام القنصلية المصرية بجدة بسبب عدم وجود جوازات سفرهم بحوزتهم بعدما تخلفوا من العمرة في شهر رمضان الماضي. ورصدت "المصريون" معاناة الحجاج في ظل الطقس السيئ الذين تشهده جدة هذه الأيام، حيث قاموا بافتراش الشوارع المحيطة بالقنصلية التي تقع بحي الروضة الهادئ منذ الأربعاء الماضي، حيث يتجمعون صباحا حتى موعد صلاة العشاء، وبعد ذلك يتوجهون إلى مداخل العقارات القريبة من السفارة للمبيت بها. وقد حصلت مشادات بين المصريين والسعوديين أصحاب العقارات المجاورة الذي يحتمي بها الحجاج خوفا من هطول الأمطار والسيول المتوقعة بحسب خبراء الطقس. ولم يحرك المسئولون في القنصلية المصرية ساكنا اللهم إلا كتابة كشوفات بأسماء الحجاج وعناوينهم في مصر إلى جانب شركات السياحة التي حملتهم لأداء العمرة ووكلاء الشركات بالمملكة. وقال أحد الحجاج ويدعى الحاج عطية أحمد من ديرب نجم بمحافظة الشرقية ل "المصريون"، إنه يفترش الأرض منذ الأربعاء ولا يعلم مصيره منتظرا استخراج وثيقة سفر بعد أن استولى مندوب شركة السياحة على جواز سفره منذ شهر رمضان على الرغم من أن المندوب المصري قد حصل على مبلغ من المال ليتغاضى عن تخلف الحاج وهروبه أثناء أداءه مناسك العمرة. وأضاف أنه أثناء تحاوره مع أحد المسئولين من القنصلية المصرية طلب منهم أن يدلوا بأسمائهم وأسماء الوكلاء لشركات السياحة بجدة، وعلى ذلك فقد حاول الحجاج الذين آتوا معه الاتصال بمندوب الشركة السعودية إلا أنهم لم يستدلوا على عنوانه، وعندما توصلوا لرقم هاتفه المحمول وتم الاتصال به أبلغهم أنه سوف يأتي إلى السفارة وبحوزته جوازات السفر وذلك منذ الخميس الماضي. لكنه قال إنهم لم يستطيعوا الاتصال به ثانية، حيث أغلق هاتفه المحمول ولم يعرفوا للشركة عنوانا بعدما تعب ذووهم وأقربائهم المقيمون بجدة من البحث عن مقر الشركة كما ادعى المندوب بأنه بشارع خالد بن الوليد بوسط جدة. وقالت الحاجة سماح السيد من حجاج الفيوم مركز أطسا بنبرات حزينة تكاد تجهش بالبكاء: أنا هنا منذ يوم الخميس وقد جاء إلينا مندوب شركة دار الهدى، وطلب مبلغا من المال ودفع بعض الحجاج ممن كانوا برفقتها ولم تستطع أن تدفع هي - نظرا لعد مقدرتها- وسافروا بالأتوبيس حتى وصلوا على حدود الأردن، إلا أنهم عادوا مرة أخرى في صباح السبت وتوجه بهم الأتوبيس الى ميناء ضباء حيث أنهم على مشارف ينبع حاليا، ولا تعرف هل سيمرون أم سيكون ذلك صعبا وذلك يتم بدون تدخل من أي مسئول بالسفارة المصرية. وتساءل الحجاج المصريون العالقون: هل الخطأ عند الحجاج البسطاء الذين تغريهم شركات السياحة بمصر على مقدرتها أن تؤويهم وتوفر لهم العودة بعد أداء مناسك الحج أم في الرقابة على تلك الشركات التي لا هم لها إلا جمع الأموال سواء عند التغرير بالبسطاء أو عند معاناتهم في الحصول على جوازاتهم للعودة لمصر.