ليس من العيب في شيئ أن نغضب لكرامتنا ، فذلك أبسط تعبير يصدر عن الفرد عندما يشعر بالإهانة ، مهما كان حجمها ، فهي أولا وأخيرا تحمل ذات المعني ، وليس من الحكمة أو التروي الرضا بالتطاول ، فهو حلم في غير موضعه .. وعندما يساء لإنسان مصري ، فهي إساءة لمصر ، ومن البديهي أن كرامة المصري من كرامة مصر ، ممنوع الإقتراب منها ، أو المساس بها .. وحين ثارت ثائرتنا بعد مباراة الخرطوم ، لم نناد بتحريك الجيوش ، وتوجيه الصواريخ ، وإعلان التعبئة العامه ، فذاك النداء يجب أن يوجه ضد عدو واحد فقط ، في الشرق لا في الغرب ، نحن نعلم ذلك جيدا ، لكن بالمقابل ليس من العقل في شيئ التهاون أو الصمت أمام ما رأيناه من تخطيط وتنظيم عصابي ، تلوثت به أيدي القيادة السياسة في الجزائر ، لإيذاء الجماهير المصرية بالخرطوم .. إن ترويع الآمنين ، وتحطيم منازلهم ، وضرب المصالح المصرية علي أرض الجزائر ، ومهاجمة شركة الطيران المصرية ، وغيرها من الشركات ، والإعتداء علي المصريين من قبل الاخوة الجزائريين ، في فرنسا ، وفرانكفورت ، وروما ، ودبي ، إنتهاء بفعلة الخرطوم الخسيسة ، مع صمت كامل وتجاهل من قبل الحكومة الجزائرية ، ومنظمات المجتمع المدني هناك ، لا نستطيع تبريره بالقلة أو الشرذمة .. فإذا كان كل هؤلاء قلة ، فأين هم إذن الكثرة ، ولماذا نراهم صامتين .. ؟؟ .. هل كممت أفواههم هم الآخرين ..؟ كما أنه لا يحق توجيه اللوم لنا عندما ننتفض من أجل كرامة المصري ، بداعي أنها إنتفاضة متأخرة أو ضلت الطريق الصحيح ، فهل المطلوب منا كمصريين ، أن نسلك سياسة النعاج حتي آخر قطرة دماء تسري في عروقنا ..؟؟ حتي يرضي عنا الغير ، مهما كان جنسه أو لونه .. أو لنثبت لمن حولنا أننا مازلنا علي الدرب العروبي والقومي سائرين .. نعم نعترف أن الإهانة الحقيقية لنا كمصريين حدثت من الداخل ، عندما سلبت إرادتنا ، وتاهت حقوقنا ، وتفرقت دمائنا علي ايدي العابثين .. لكن كل هذا لا يعد مبرر لتطاول الأخوة والأشقاء علينا ، فإذا كنا بحاجه إلي إنتفاضة لعودة الكرامة المصرية ، فربما يكون ما حدث بداية لنواة نستطيع أن نكبرها وننميها ونعهدها بالرعاية حتي يصل الإنسان المصري إلي مكانته الحقيقية التي يستحقها .. وما حدث بالخرطوم ما كان ليحدث ، لو كانت مصر في تمام قوتها السياسية والإقتصادية والثقافية والدينية .. وإذا كنا نتمسك بالعروبة ونتقاتل من أجلها فيما بيننا ، فلماذا هي حكر علينا نحن فقط ..r / بقي فقط أن نقف أمام تصريح عجيب ، لعبد العزيز بلخادم _ ممثل الرئيس بوتفليقة _ الذي أعلن أن النظرة الإستعلائية من مصر للجزائر ليست مقبولة ، وأن الشعب الجزائري لا يقبل أن يهان ، أو يطعن في رموزه .. ؟؟؟؟؟ ألا تتفقون معي علي أنها تصريحات غريبة ، لا علاقة لها بكرة القدم التي يتمسحون فيها ، والتي جعلوا من ملاعبها مرتعا لتصفية الحسابات السياسية ، خاصة أنه تصريح أشبه بالأوهام والخيالات التي تنتاب البعض عندما يفقد قدرته علي الإتزان .. ياعم بلخادم وحياة والديك ، العملية مش ناقصة ..