ناشد محمد عبد القادر، النقيب العام للفلاحين، القوات المسلحة، للقضاء على الجراد باستخدام الطائرات، كما أعلن عن عقد مؤتمر صحفي الخميس المقبل، في مدينة زفتى بمحافظة الغربية، بدعوة جميع رؤساء الأحزاب لعرض مشاكل الفلاحين قائلاً: "من يستجيب لنا من رؤساء الأحزاب نحن معه قلبًا وقالبًا في الانتخابات المقبلة". كما طالب عبد القادر، بضرورة القضاء على ظاهرة هجوم أسراب الجراد الشرسة في أسرع وقت، قبل أن تقضي على المحاصيل الشتوية، لافتًا إلى مناشدة النقابة لوزارة الزراعة والقوات المسلحة، قبل يومين لمكافحة تلك الظاهرة، معربًا عن أسفه لتأخر الاستجابة، والتي لم تشمل كل المحافظات التي لحقت بها ظاهرة الجراد، إلى أن وصل الأمر بوصول الجراد إلى أكثر من محافظة، حتى وصل الجيزة وهو الآن في طريقه إلى حدائق القبة. وأضاف أن الفلاحين قلقون من تكرار ما حدث عام 2005، مشيرًا إلى أنه يجرى حاليًا تشكيل لجان من الفلاحين لمكافحة الجراد. وهدد عبد القادر من استمرار تلك الظاهرة دون مكافحة، قائلاً: "الجراد يحارب الفلاحين والوزارة فى ساحة الاطمئنان". وأوضح أن أسراب الجراد الخضراء والحمراء قد هاجمت مصر خلال العقود الماضية، من مناطق شرق السودان وغرب السودان، ومن بعض وديان اليمن والسعودية، وغالبًا ما كانت هذه الأسراب تأتي خلال فترة التكاثر، وتقرر الهجوم على المحاصيل إذا ما تعرضت للمبيدات، وهو ما قد يولد ردود أفعال غير متوقعة، لافتًا إلى أن هجوم أسراب الجراد قد يستمر لمدة أسابيع حيث إن عملية التكاثر تتم بشكل عام قبل موسم الربيع. وأكد عبد القادر، أن المبيدات الكيميائية المستخدمة فى إبادة تلك الحشرات تقلل من الضرر، ولكنها لا تمنعه، لذا يجب على الوزارة مكافحة الجراد في أسرع وقت، وكذلك توفير خط ساخن يمكن من خلاله التواصل مع فرق المكافحة عند حدوث الإصابة. وأضاف مظهر عيسى أبو بكر، نقيب الفلاحين في محافظة سوهاج، أن أسراب الجراد تتركز بصورة كبيرة في الجهة الشرقية من حدود محافظتي سوهاج وقنا، الأمر الذي تسبب في إتلاف أجزاء من المحاصيل الزراعية، مضيفًا أن المزارعين يستخدمون أساليب المكافحة البدائية التي تتم عن طريق إشعال النيران لتفرقة الجراد. وناشد أبو بكر الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، بضرورة توفير طائرتين عسكريتين للقضاء على الجراد، وذلك لمنع تقدم هذه الآفات إلى داخل محافظات الدلتا والتعدي على محصول القمح، خاصة أن المبيدات المستخدمة في إبادة هذه الحشرات تمثل خطرًا على الطيور والحيوانات والأطفال حال استخدامها بالقرب من المساحات العمرانية. وأضاف أن النقابة حاليًا في حالة طوارئ دائمة لتوعية المزارعين في المحافظة، بعدم إشعال النيران حتى لا يتم تفريق مجموعات الجراد ويصعب الوصول إليها في أماكنها، مشيرًا إلى أن عدد المجموعة الواحدة يصل إلى قرابة 4 ملايين حشرة، إضافة إلى معاونة فرق المكافحة التابعة لوزارة الزراعة عن طريق التموين بالسولار والانتقال معها إلى الأماكن الوعرة لتمكينها من أداء عملها. وأشار محمد رجاء، الباحث في المركز القومي للبحوث، إلى أن مجموعات الجراد تمت السيطرة عليها من قبل فرق المكافحة في وزارة الزراعة، وذلك عن طريق رصد هذه المجموعات وتفريقها باستخدام المبيدات المضادة لها، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الحشرات يمر كل حوالي 7 سنوات بمصر من خلال رحلته في دولة موريتانيا والسودان. وأشار رجاء إلى أن مصر تعتبر محطة عبور فقط وليست موطنًا لهذه الحشرات، وأن تكرار مرورها لمصر يمثل خطرًا كبيرًا على المحاصيل الزراعية، إذا لم تتخذ الدولة الإجراءات الصحيحة لمكافحته، وذلك عن طريق عمل جهاز إداري لمكافحة أزمة الحشرات التي تأتي لمصر بين الحين والآخر، وتكون مهمة هذا الجهاز دراسة التغيرات المناخية وإيجاد المبيدات اللازمة لمكافحة هذه الحشرات إضافة إلى التعاون مع الدول المجاورة للقضاء عليه في هذه الدول قبل وصوله إلى مصر.