«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أصبحت هكذا : بيريز عندنا والجزائر عدونا .. ولماذا لم‮ يتهم الفرنسيون الفتي‮ العربي‮ المسلم "زين الدين زيدان" بالخيانة الوطنية لأنه أضاع عليهم فرصة الفوز بكأس العالم ولم تشهد الشوارع حربا بين الايطاليين والفرنسيين
نشر في المصريون يوم 22 - 11 - 2009

نستهل جولتنا اليوم في صحافة القاهرة الصادرة أمس (الأحد) ، من صحيفة الشروق "اليومية" المستقلة ، حيث أوضح وائل قنديل أنه وبينما صحف الجزائر الصفراء تواصل عواءها المستفز وإطلاق الاتهامات على الشيوع لكل المصريين بأنهم أصدقاء اليهود، لا يفوت بيريز الفرصة ويحل ضيفا غير مرغوب فيه على الحكومة المصرية، وكأنه يتضامن مع إدعاءات الأبواق الساقطة فى الصحف الساقطة بالجزائر، أو بالأحرى هو يريد ألا تنطفئ نيران حرب الجاهلية بين بلدين عربيين فجاء يعطى الطرف الجزائرى مدادا لمواصلة المعركة القذرة. هنيئا لبيريز وباقى أفراد العصابة هذه اللحظة التاريخية التى لو خطط لها أعتى شياطين العقلية الصهيونية لما جاءت على هذا النحو من الإتقان، وأكاد أرى ابتسامته الصفراء الآن وهو يستقبل بحفاوة وحرارة بالغتين فى مطار القاهرة، قاهرة التحرر الوطنى، التى نعتتها بعض أصوات جزائرية ملوثة بالتعصب والجهل بأنها تفتح أبوابها للقتلة والجواسيس الإسرائيليين، وتحتضن سماؤها العلم الإسرائيلى. ولابد أن بيريز غير مصدق الآن وهو يرى الحشود حول السفارة الجزائرية تحاول تحطيمها والنيل من أفرادها، ولا شك أنه يضحك الآن بكل دهاء وهو يسمع دعوات مصرية لتطهير منطقة المعادى من أى أثر للجزائريين، بما فى ذلك أسماء الشوارع، بينما مقر إقامة السفير الصهيونى لدى الحكومة المصرية، على بعد خطوات من شارع الجزائر المطلوب محوه من الخارطة. يكاد بيريز يسقط من شدة الضحك وهو يطالع ويسمع دعوات محمومة لطرد السفير الجزائرى من مصر وقطع العلاقات بسبب مباراة فى كرة القدم.
طرد السفير
سيتذكر بيريز جيدا أنه فى ذروة الاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى، وفى عز دوران آلة الحرب الإسرائيلية تقتيلا وتنكيلا بالشعب الفلسطينى فى غزة، وحين طالت رصاصات القتل الصهيونية أفرادا وجنودا مصريين على الحدود، فى كل تلك المناسبات العنيفة لم يكن مطروحا على أجندة القاهرة طرد السفير الإسرائيلى، ولم تحاصر جموع الغضب السفارة الصهيونية. يبتسم بيريز الآن وهو يرى حشود الغضب المصرية وقد وصلت إلى السفارة الجزائرية وحاصرتها، بينما لا يجرؤ أحد، ولا يسمح أحد بمجرد الاقتراب من سفارة العدو الإسرائيلى. يبتسم بيريز الآن وهو يشاهد المكارثية على الطريقة المصرية، حيث كل من يتحدث بالعقل فى هذه اللحظة السوداء هو شخص ناقص الوطنية وربما خائن لبلاده. سيطرب بيريز لأصوات التكفير بالعروبة لكنه لن يقول لها شكرا.. بل سينتظر المزيد.
فعلها الصغار‮..
ننتقل إلى صحيفة الوفد "الليبرالية" حيث يوضح لنا عادل صبري أن الصين الشيوعية فتحت صدرها للأمريكان الرأسماليين بعد مباراة في‮ تنس الطاولة بداية سبعينات القرن الماضي‮. وكانت الأولمبياد وسيلة الروس في‮ التعرف علي قدرات الشباب الغربي،‮ كما استخدمت في‮ فتح عقول الشيوعيين علي الثقافة الرأسمالية وحرية الرأي‮ والفكر‮. وفي‮ أمة العرب الوريثة لأهم حضارات انسانية جاء اليوم الذي‮ تفرقنا فيه لعبة مثل كرة القدم،‮ بل هناك بعض الصغار الذين أشعلوا نارا فلم‮ يجدوا من‮ يطفئها بل تكالب من‮ يزيدها لهيبا كي‮ يعيد العرب إلي ما كانوا عليه منذ‮ 1500‮ عام حينما دبت حرب داحس والغبراء فوقع الجميع تحت حماية الفرس والرومان‮. لعل نتيجة المباراة التي‮ أخرجتنا من المونديال الأربعاء الماضي‮ لم تكن الأولي‮ التي‮ شهدت أحداث عنف في‮ تاريخ كرة القدم الملعونة،‮ فنهاية كأس العالم الماضية عرفت صداما بين الفرنسيين والإيطاليين،‮ تمكن خلاله لاعب ايطالي‮ رقيع من إثارة نخوة اللاعب زيد الدين زيدان حيث سبه بشرف أخته وانتهت بهزيمة الفرنسيين‮. ساعتها لم‮ يتهم الفرنسيون الفتي‮ العربي‮ المسلم بالخيانة الوطنية لأنه أضاع عليهم فرصة الفوز بكأس العالم ولم تشهد الشوارع حربا بين الايطاليين والفرنسيين ولم‮ يتهم الفرنسيون الألمان الذين كانوا‮ يستضيفون كأس العالم بأنهم لم‮ يحموا الفرنسيين من العنف والتطاول‮. إذن فما الذي‮ جعل هؤلاء الذين‮ يملكون تراثا تاريخيا من الخلاف الدموي‮ والإرث الاستعماري‮ لأراضي‮ بعضهم‮ ينسون خلافاتهم علي بعد خطوات من الملاعب .
وقفة عقلاء
ويؤكد صبري أنه بيننا من‮ ينفخ في‮ الكير ليشعل نارا بل‮ يريد ارسال قوات إلي السودان لحماية المصريين هناك وطائرات عسكرية إلي الجزائر لتأديب الغوغاء الذين‮ يحاصرون إخواننا في‮ بيوتهم وأعمالهم وكأن مصر دولة فقدت أدب الكبار وكأن الآخرين دول بلا جيوش؟‮. ولماذا كان صوت العقل‮ غالبا علي المشجعين في‮ أوربا بينما‮ غابت عقولنا وجرينا وراء الصغار الذين اشعلوا تلك الحرب في‮ الجزائر ومن‮ يريد جرجرتنا إليها في‮ مصر والسوادن؟‮. هذا السؤال لن‮ يحتاج منا إلي تفكير عميق ولكن‮ يتطلب وقفة عقلاء ولو لبرهة علي أرض الواقع حتي لا ننسي‮ أن هؤلاء الصغار أشعلوها فتنة ويأبون ألا نكون خارجها‮. لعل الرجوع إلي الأشهر الماضية‮ يبين لنا لماذا انسقنا جميعا نحو هذا المنزلق الخطير،‮ فنحن أمام حدث جلل ومن المهم‮ الآن أن نخرج منه بما‮ يجمعنا فلا‮ يزيد ما بيننا من العداوة والبغضاء‮. لقد أراد البعض رؤية سعير النيران بين العرب فلماذا نحولها إلي نور نقتل بها عتمة الليل وننير بها ظلمة الطريق‮. إذن نتفق علي أن معركة الجزائر ومصر المفتعلة عرض لمرض خطير،‮ ظهر في‮ شكل شباب جزائري‮ يحمل السكين والعصي‮ ومشاعل النيران لضرب المصريين فيحرق أعلامهم و‮ يسبي أملاكهم ويهدد عمالهم الذين جاءوا لتعمير بلاده وعلي الجانب الآخر شباب مصري‮ مذعور بلا قيادة تغطيه وخائف مغلوب علي أمره‮ يبث أنينه عبر الفضائيات ولا‮ يخفي‮ رعبه أمام أجهزة الإعلام بعد أن كان رمزا للبطولة والفداء والتفاني‮ والصبر علي المكاره من أجل الآخرين..
نفر من الحزب
ويشير صبري أنه ليس بخاف علي أحد أن النظام المصري‮ يشهد مرحلة انقسام خطيرة،‮ فهناك رئيس جمهورية‮ ينتمي‮ إلي مؤسسة عسكرية قوية ومدرسة برجماتية في‮ الإدارة ترفع مصالح مصر العليا فوق الرؤوس مما‮ يجعله هادئ الطبع وعند اتخاذ القرارات الصعبة بينما تصارعه جبهة‮ يقودها نفر في‮ الحزب الحاكم تريد أن تلاعب الهوي البشري‮ في‮ نفس عائلته بأن تمرر مشروعا لتوريث السلطة مقابل بقائهم مهيمنين علي القرار السياسي‮ ويتحصلون علي المزيد من الثروات وسرقة المال العام والتلاعب بالقانون والدستور بما‮ يملكون من قوي تصويتية تدير البرلمان في‮ الاتجاه الذي‮ يحدودنه‮. ولقد وجد النظامان المصري‮ والجزائري‮ في‮ كرة القدم خير أداة لخطف العقول الطائشة ولهذا لدي كل منهما القدرة علي الظهور بين اللاعبين وتشجيع المشاغبين علي حضور المباريات ولو تطلب الأمر تجنيد قدرات القوات المسلحة كما فعلت الجزائر بنقلها الجمهور بطائرات القوات الخاصة إلي السودان أو ممارسة الضغط علي شركات الطيران العامة والخاصة علي حساب الموازنة العامة للدولة كما فعلت الحكومة المصرية والحزب الوطني‮ في‮ سفر المصريين إلي السودان‮.
ضمان البقاء للطغاة
لم‮ يعد المهم أن‮ يزيد النظام الجزائري‮ أو الحكومة المصرية معدلات الخراب بين المواطنين،‮ قدر أن‮ يشغلا الرأي‮ العام بحروب خارجية تتطلب من الشعبين وقفة واحدة كعادة الطغاة عبر التاريخ عندما لا‮ يجدون قدرة علي الإصلاح في‮ الداخل فإنهم‮ يخلقون لشعوبهم عدوا خارجيا اعتقادا منهم بأن ذلك‮ يضمن لهم البقاء في‮ أماكنهم‮. ولقد سارت بعض القيادات في‮ الجزائر و الحكومة المصرية والحزب الوطني‮ علي هذه النهج الذي‮ نبذه العالم بعد أن استعادت الشعوب سيادتها علي إدارة شئون بلادها بالديمقراطية الحقيقية‮. ولهذا نري الذين حاربوا استثمارات نجيب ساويرس داخل البلاد واتهموه بالعمالة للأمريكان واللعب مع الكنيسة ضد النظام هم الآن الذين‮ يريدونه أن‮ يغلق شركاته العظيمة في‮ الجزائر دون‮ أن‮ يقدموا له بدائل لتعويضه بمشروعات‮ يهدونها لأصدقائهم الأمريكان وغيرهم أو‮ يدبروا فرص عمالة لآلاف المصريين المقيمين في‮ الجزائر ممن تجاهلوا أصوات استغاثتهم التي‮ أطلقوها قبل خيبة مباراة المونديال بعدة أشهر‮. وكما استخدمت القوي الحاكمة في‮ الجزائر الإعلام في‮ تأجيج مشاعر الغضب ضد المصريين سارت أمانة السياسات علي نفس المنحني‮ بل وزادت ضد خصومها السياسيين في‮ الداخل كي‮ تضرب عشرين عصفورا بحجر،‮ أملا في‮ أن تكون الساحة الخربة خالية لقائدها بمفرده‮. إن أصوات الصغار التي‮ تركناها ترتفع استفحلت وحان الوقت لإسكاتها أو تجاهل فحيح الأفاعي‮ التي‮ تطلقها ضد أصولها وعروبتها،‮ فمصر ستظل الدولة الكبري‮ التي‮ تحتضن الجميع ومصر ليست أرضا وهواء بل أناس صهرهم الزمن لكي‮ يمارسوا هذا الدور في‮ المنطقة شاءوا أم أبوا ومن‮ يرغب عن ذلك فليتبوأ مقعده في‮ مزبلة التاريخ‮.
مستقبل مصر
على الجانب الآخر ، نرى محمد علي إبراهيم في صحيفة الجمهورية التي يرأس تحريرها ، يؤكد أنه كتب أكثر من مرة أقول ان ما أسفرت عنه هزيمة مصر أمام الجزائر في المباراة الفاصلة للتأهل لنهائيات المونديال لم يكن انفلات مشجعين أو تعصبا أعمي أو فرحة بفوز طال انتظاره وحرمانهم من البطولات الأفريقية والعربية.. كان الأمر أكبر من ذلك بكثير جدا ولم يكن للرياضة دخل فيه ولا للتنافس لأن المؤامرة كانت واضحة كالشمس الساطعة. منذ أول يوم وبعد تمثيلية الاعتداء علي أتوبيس المنتخب الجزائري في القاهرة. كان واضحا ان الأشقاء نسقوا مع قناة "الجزيرة" لإذاعة أخبار كاذبة عن المنتخب المصري لإحباط عزيمته وإدخاله في دوامة نفسية تفقده التركيز.. ولأن قناة الجزيرة متخصصة في الشائعات ضد مصر وترديد الأكاذيب فقد زعموا ان المباراة تأجلت أو بسبيلهم لإلغائها بعد تحقيق الفيفا.. والحقيقة انني سألت نفسي كثيراً عن هذا الموقف العدائي من الجزائر ضد مصر فوجدت أسباباً كثيرة أهمها أن "القبائل" مازالت تحكم الجزائر رغم انها جمهورية.
طمس الهوية
ويرى إبراهيم أن الروح القبلية سمة أساسية في الفكر الجزائري وهي روح تعتمد علي المغامرة والغزوات المؤقتة فكتاب "القبائل" أو"Tribes" لمؤلفه سيث جودن يؤرخ لتاريخ الأمازيج أو قبائل البربر في الجزائر منوهاً إلي أن الشخصية الجزائرية تتميز بشيئين الأول الانغلاق والثاني الشعور بالتفوق. ويمضي قائلاً: إن الجزائريين لم يكونوا يوماً أصحاب لسان عربي فصيح فرغم انهم شاركوا في فتح الأندلس إلا أنهم لم يبرزوا كعلماء لغة وتفسير للقرآن لكنهم تفوقوا كمقاتلين.. من أجل هذا كان سهلاً علي الفرنسيين أن يطمسوا هويتهم العربية وصار الأشقاء لا يعرفون شيئاً من الأبجدية العربية وعبروا عن أنفسهم باللغة الفرنسية فقط.
المؤلف يقول: إن الجزائريين رغم انهم من دول حوض البحر المتوسط إلا أنهم لا يتمتعون بالانفتاح الذي تعرفه الشعوب الأورومتوسطية ولا يجيدون معاملة السائحين. بل إن معاملتهم الخشنة وعداءهم الغريزي للأجانب طرد السائحين.. هذا الانغلاق كساهم من رءوسهم إلي أقدامهم.. شعب عاش أجداده فوق الجبال فتسرب إليهم شعور كاذب بالتفوق لأنهم يرون السماء قريبة منهم والبشر في الأرض أقزاماً بالمقارنة بهم فتصوروا أن هذا يمنحهم تفوقاً مع انه سراب ووهم خادع للنظر.
كان المفروض ان تكون الجزائر أغني دولة عربية فهي الأكبر من ناحية إنتاج الغاز وثاني دولة في عدد السكان بعد مصر لكن الواضح ان عائدات البترول والغاز تذهب إلي "جيب" مسئولين في الحكومة ولا يستفيد منها الشعب.. الجزائر هي الدولة الوحيدة التي تتولي وزارة البترول والغاز بيع المنتجات للغرب والشرق.. ليس هناك شركات بالمعني المعروف في الدول البترولية ولكن كل الإنتاج يصدر من الوزارة.. فساد وقتل وجينات شر وبعد ذلك تحزنون علي مباراة!
عاش الفساد
نبتعد برهة عن سجال مباراة مصر والجزائر ، ونذهب إلى صحيفة المصري اليوم ، لنقرأ مقال الدكتور محمد أبوالغر ، حيث صنف الفساد في بلادنا إلى : الفساد الصغير وهو متواجد فى دول العالم الثالث فقط وهو الفساد المتمثل فى عسكرى البوليس الذى يتقاضى خمسة جنيهات ليسمح لراكب السيارة بالوقوف فى الممنوع أو موظف الشهر العقارى الذى يأخذ عشرة جنيهات لكى تمر الأوراق فى مسيرتها الطبيعية دون تعقيدات ومعوقات أو الذى يشترى لك تذكرة القطار مقابل خمسة جنيهات بدلاً من الوقوف بالطابور- بالطبع بالتقاسم مع موظف الشباك- هذا النوع من الفساد الصغير أصبح شيئاً طبيعياً وعادياً ومقبولاً فى مصر من الشعب ومن الدولة وحين كانت النكت زمان والكاريكاتير ينشر فى الصحف عن الشاويش الذى أخذ جنيهاً للتغاضى عن مخالفة. لم تصبح مثل هذه الأمور نكتة أو محل غضب أو حتى زعل من أحد.. وهناك فساد متوسط يقوم به بعض الأفراد كتهريب سلعة مثلاً أو غش منتج تجارى وهذا الفساد يكون نتيجة إهمال الدولة فى ضبط الفساد ومحاكمة المفسدين أو بشراكة الدولة ممثلة فى صغار أو كبار موظفيها حسب درجة الفساد ونوعه فالتغاضى عن التهريب وإعطاء ترخيص لسلع مزورة ومغشوشة ومضرة يتم بواسطة أجهزتها، وهؤلاء الفاسدون من الجانبين يستطيعون أن يصبحوا من الأغنياء فى صفقة فاسدة واحدة.
العطاء
ويبين أبو الغار أن هناك الفساد الأكبر والذى يتمثل فى مئات الألوف يدفعها المقاولون لكبار موظفى الدولة عند رسو العطاء عليهم، ومرة أخرى عند تسليم مشروع غير مطابق للمواصفات، وهذا أمر أصبح روتينياً وطبيعياً ومعروفاً للجميع فى أى مناقصة حكومية وهو يتمثل أيضاً فى العمولات الضخمة التى يتقاضاها عدد من المسؤولين من وكلاء الشركات العالمية لقبول عرض ورفض الآخر وبصفقة واحدة يصبح الوكيل مليونيراً وتستورد الدولة المنتج الأقل جودة، وربما الأغلى ثمناً، وهناك أمثلة كبيرة فى هذا النوع من الفساد خلقت طبقة عريضة من المليونيرات من كل من رجال الأعمال والموظفين المتعاونين معهم، ويدخل فى هذه النوعية من الفساد الوزير الذى يحصل على أكثر من فيلا من وزير الإسكان ويبيعها بعد عام بخمسة أو عشرة أضعاف الثمن الذى اشتراها به، ولم يعد هذا يعتبر نوعاً من الفساد من كثرة انتشاره، بل أصبح حقاً مكتسباً لجميع المسؤولين.
الفساد الأعظم
ثم يصل أبو الغار إلى الفساد الأعظم والذي يدخل فى نوعية هذا الفساد بضعة أفراد لهم علاقة وثيقة بالسلطة السياسية وعن طريق النفوذ الهائل حصلوا على أراض شاسعة لتسقيعها وبيعها بأضعاف أضعاف ثمنها، وهناك القلة من هذه الفئة التى احتكرت سلعة أساسية عن طريق مساعدة الدولة بطرق فاسدة ولكن يمكن طبخها بطرق تبدو عليها مسحة قانونية باهتة.
وهناك من احتكر خطاً ملاحياً مهماً بسفن وعبارات متهالكة وحقق مئات الملايين من الأرباح دون وجه حق حتى غرقت عبارة بأكثر من ألف مصرى، ومضى لحال سبيله دون أى عقاب.
سادساً: تحارب الدولة المصرية الفساد بطريقتين، الأولى محاكمة أحد الفاسدين من متوسطى القامة من حين إلى آخر، والثانية مكافأة بعض كبار الفاسدين بوظائف عليا ورواتب تقدر بالملايين.. يحاول العالم كله أن يقاوم الفساد ويتفق على آليات لمحاربته، وكان منظراً لطيفاً ومسلياً فى المؤتمر الأخير أن نرى مندوبى الدول الفاسدة ومن ضمنها مصر وهى متحمسة بشدة للرفض التام لمشروع مكافحة الفساد بدعوى عدم السماح بالتدخل فى شؤونهم الخاصة بينما الولايات المتحدة لا تتدخل فقط فى الشؤون الخاصة لهذه الدول، وإنما تعطى أوامر واجب تنفيذها، عاشت دول الفساد والمفسدين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة