مدير تعليم سوهاج يتناول وجبة الإفطار مع طالبات مدرسة الأمل للصم (صور)    ترامب: قدمت الكثير لإسرائيل وسأظل صديقًا ومدافعًا عن الشعب اليهودي    منتخب مصر يبدأ رحلة البحث عن النجمة الثامنة في أمم أفريقيا    الحكومة تمنح الرخصة الذهبية لمشروع «ماك» لإنتاج وتجميع السيارات والميني باص    التموين تنتهي من صرف مقررات ديسمبر بنسبة 73%    الزراعة والفاو تنظمان ورشة لتعزيز العمل الاستباقي في مكافحة الآفات    إقبال ملحوظ من الناخبين على لجان الحسينية بالشرقية في جولة الإعادة لانتخابات النواب    600 قائد عسكري إسرائيلي لترامب: لا مرحلة ثانية لغزة دون نزع سلاح حماس وإشراك السلطة    رئيس وزراء الأردن: عمان تدعم جهود الجامعة العربية فى العمل الاجتماعى    طيران الاحتلال يشن غارة جوية بمحيط منطقة السامر في غزة وأنباء أولية عن سقوط شهيد    الداخلية تحاصر «سماسرة الانتخابات».. سقوط 17 متهمًا بشراء الأصوات | صور    صفحة منتخب مصر ترحب بمحمد صلاح: الملك فى الوطن    الروائى شريف سعيد يتحدث عن "عسل السنيورة" الفائزة بجائزة نجيب محفوظ    الصحة: إجراء جراحة ميكروسكوبية دقيقة لطفل 3 سنوات بمستشفى زايد التخصصى    البورصة المصرية تخسر 16.6 مليار جنيه بختام تعاملات الأربعاء 17 ديسمبر 2025    الداخلية تضبط مكبر صوت بحوزة 3 أشخاص يحشدون لناخب فى سيدى سالم    مصر تدين مصادقة الحكومة الإسرائيلية علي إقامة 19 مستوطنة جديدة بالضفة الغربية    كيف دعم حسن حسني الراحلة نيفين مندور في فيلم «اللي بالي بالك»؟    وزير الأوقاف يكرم المشاركين فى نجاح المسابقة العالمية 32 للقرآن الكريم    ضبط شخص بحوزته عدد من البطاقات الشخصية لناخبين ومبالغ مالي    إصابة 7 أشخاص إثر انقلاب سيارة سوزوكي بشمال سيناء    تأييد حبس الفنان محمد رمضان عامين بسبب أغنية رقم واحد يا أنصاص    وزير الرياضة يعلن عودة نعمة سعيد من الاعتزال تحضيرا ل أولمبياد لوس أنجلوس    باسل رحمي: نحرص على تدريب المواطنين والشباب على إقامة مشروعات جديدة    الداخلية تضبط شخص بدائرة قسم شرطة المطرية بحوزته مبالغ مالية وعدد من كوبونات السلع الغذائية متعلقة بالانتخابات    الحكومة توضح حقيقة مشكلات الصرف الصحي في قرى مغاغة: سببها التسريب والكسر وليس سوء التنفيذ    إحالة أوراق متهم بقتل شخص فى سوهاج بسبب خلافات ثأرية إلى فضيلة المفتى    الداخلية تضبط 3 أشخاص لتوزيعهم أموال بمحيط لجان المطرية    بوتين يؤكد تطوير القدرات العسكرية ومواصلة العملية فى أوكرانيا    زحام من طوابير الناخبين فى الخليفة والمقطم والأسمرات للتصويت بانتخابات النواب    رئيس منتزه تان في الإسكندرية تتابع سوق اليوم الواحد بمنطقة المندرة    حقيقة انفصال مصطفى أبو سريع عن زوجته بسبب غادة عبدالرازق    مفتي الجمهورية يلتقي نظيره الكازاخستاني على هامش الندوة الدولية الثانية للإفتاء    مكتبة الإسكندرية تشارك في افتتاح ملتقى القاهرة الدولي للخط العربي    قائمة ريال مدريد - غياب فالفيردي وكورتوا في مواجهة تالافيرا    أسوان تكرم 41 سيدة من حافظات القرآن الكريم ضمن حلقات الشيخ شعيب أبو سلامة    18 فبراير 2026 أول أيام شهر رمضان فلكيًا    الزمالك يكشف موقف آدم كايد من لقاء الزمالك وحرس الحدود    التأمين الصحى الشامل يوفر دواء بمليون و926 ألف جنيه لعلاج طفل مصاب بمرض نادر    المطبخ المصري.. جذور وحكايات وهوية    المحمدي: ظُلمت في الزمالك.. ومباريات الدوري سنلعبها كالكؤوس    أوكرانيا تعلن استهداف مصفاة نفطية روسية ومنصة بحر القزوين    أم كلثوم.. حين تتحول قراءة الرمز إلى تقزيم    المصرف المتحد يرعى المسابقة العالمية للقرآن الكريم في نسختها الثانية والثلاثين    «أندرية زكي»: خطاب الكراهية يهدد السلم المجتمعي ويتطلب مواجهة شاملة    مع بدء التصويت بانتخابات الاعادة للمرحلة الثانية .. حزب العدل يتقدم ب 7 شكاوي للهيئة الوطنية للانتخابات    «الست» تتصدر شباك التذاكر.. أبرز إيرادات أفلام دور العرض المصرية    عاجل- الأرصاد السعودية تحذر: أمطار ورياح شديدة على منطقة حائل    "الكهرباء" توقع عقدًا جديدًا لتعزيز كفاءة الشبكة القومية الموحدة    محافظ قنا يوجه بحملات مرورية مكثفة للحد من حوادث الطرق    متحدث وزارة الصحة يقدم نصائح إرشادية للوقاية من الإنفلونزا الموسمية داخل المدارس    إعلام الاحتلال: إسرائيل تستعد لمواجهة عسكرية مع حزب الله نهاية العام    إصابة ثلاثة طلاب من جامعة بنها جراء اعتداء بمياه النار في كفر شكر    الصحة تكشف تفاصيل تجديد بروتوكول مواجهة الطوارئ الطبية لمدة 3 سنوات جديدة    مرونة الإسلام.. وخلافات الصحابة    اسعار الخضروات اليوم الاربعاء 17 ديسمبر 2025 فى اسواق المنيا    «كامل أبو علي»: أتمنى فتح صفحة جديدة وعودة العلاقات مع الأهلي    مصطفى عثمان حكما لمباراة البنك الأهلي ومودرن سبورت في كأس عاصمة مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا يرشح البعض علاء مبارك لرئاسة مصر؟ ماذا سيفعل الدكتور البرادعي مع ايران ؟! مع ما عرف عنه من نواياه الحسنة تجاهها .. بل ماذا سيفعل مع إسرائيل ؟! في ظل تصوره لمنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.. 14 مليار و500 مليون جنيه مصري لإغلاق ست قنوات فضائية
نشر في المصريون يوم 06 - 12 - 2009

نستهل جولتنا اليوم في صحافة القاهرة الصادرة أمس (الأحد) من صحيفة المصري اليوم ، اليومية المستقلة ، حيث أعرب الدكتور حسن نافعة عن عدم اعتراضه على حق المواطن علاء مبارك فى أن يدلى بوجهة نظره فى قضية تشغل الناس، رغم ما عُرف عنه من عزوف عن السياسة والعمل العام، وإنما كان اعتراضى منصبا على مضمون ما قال. ولأننى أعترف لعلاء بحقه فى الكلام، أفترض أن يعترف لى الآخرون بالحق فى الاختلاف معه والرد عليه. إن اختلافى مع ما قاله نجل الرئيس لا يعود إلى خلاف شخصى أو أيديولوجى أو حتى سياسى معه، وإنما ينبع من رؤية مختلفة لمصالح مصر العليا. ولأنه يفترض أن يكون الوعى السياسى لمواطن نشأ فى البيت الرئاسى، حتى ولو لم يكن مشتغلا بالسياسة أو بالعمل العام مباشرة، أكثر نضجا من غيره، فقد أدهشنى، بل أغضبنى كثيرا، انفعال علاء وترديده كلاماً يشبه ما يقوله عامة الناس فى قضية لم تعد رياضية وإنما سياسية بالدرجة الأولى، ودون أى تدبر لعواقب وتداعيات ما يقول. وكنت أتوقع من علاء حين أراد أن يتكلم أن يدلى بحديث عاقل يساعد على إطفاء النار ولا يزيدها اشتعالا، مع التمسك فى الوقت نفسه بحقوق المصريين كاملة، كأن يطالب، على سبيل المثال، بتشكيل لجنة تقصى حقائق لتحديد المسؤولية، ومعاقبة المقصرين والمخطئين والمجرمين على الجانبين، وحصر الأضرار التى وقعت، واتخاذ إجراءات تضمن دفع التعويضات المناسبة.. إلخ».
القيود
ويبدو لنافعة أن مجرد ترشيح علاء للرئاسة، حتى ولو كان تعبيرا عن الشعور بالامتنان تجاهه، يحمل فى طياته دلالة خاصة تستحق التأمل. فليس من المستبعد إطلاقا أن يكون الجمهور قد قصد التعبير، ولكن بطريقته الخاصة أيضا، عن رفضه القيود المفروضة على ترشيح المستقلين فى الانتخابات الرئاسية المقبلة. وأيا كان الأمر، فلست متأكدا مما إذا كان الجمهور يدرك حجم الصعوبات التى يمكن أن يواجهها المواطن علاء مبارك، بافتراض تجاوبه مع مطالب الجمهور الرياضى، إذا ما رغب فى الترشح للرئاسة. فهو لا يستطيع قانونا، بنص الدستور، الترشح للرئاسة لأنه ليس عضوا بالهيئة العليا لأى حزب سياسى ومن ثم يتعين عليه الالتحاق على الفور بحزب سياسى نشأ قبل خمس سنوات يقبل ترشيحه للمنصب.
عساكر الهجانة
نتحول إلى القضية الأهم في عالم السياسية اليوم ، وهو ترشيح الدكتور محمد البرادعي ، حيث وصف وائل قنديل في صحيفة الشروق اليومية المستقلة ، هجوم الصحف القومية على شخص البردعي بنكتة الموسم السياسية .. مؤكدا أن النكتة ليست فى مضمون الاتهام، بل هى فيمن يوجه الاتهام من جوقة الإعلام الحكومى الأجوف. يمكن انتقاد مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية على أنه وافق على أشياء فتحت الطريق أمام جورج بوش وعصابته لغزو العراق واحتلاله، كما يجوز أن نرفض اعتذار البرادعى عن موافقته على أشياء كان يجب ألا يوافق عليها بنص عباراته أسهمت فى دعم ضرب العراق، على اعتبار أن الاعتذار بعد خراب مالطة لا قيمة له، وعلى أساس أن صحوة الضمير بعد الكارثة لا تعفيه من المسئولية الأخلاقية لصمته أثناء ارتكاب الجريمة. النكتة الحقيقية أن الإعلام المصرى الرسمى يتذكر الآن فقط أن ما جرى فى العراق جريمة أمريكية كاملة الأركان، وهو الإعلام ذاته الذى تحول طوال الفترة السابقة على دوران آلة الحرب إلى جزء أصيل من الحملة الدعائية الأمريكية عن أسلحة الدمار الشامل الموجودة لدى صدام حسين.
النكتة الحقيقية
يراها قنديل في الإعلام الحكومى الذي يتجاهل أو يتناسى أن مصر الرسمية كانت شريكا فى الحرب الأمريكية على العراق، بل إن مسئولين مصريين كبارا لم يتورعوا عن التباهى بأنهم قبضوا ثمن موافقتهم على ضرب أمريكا للعراق مقدما، سواء عن طريق إسقاط ديون أو من خلال صفقات سياسية أخرى. والمضحكات كثيرة فى هذه الحملة العشوائية ضد البرادعى التى يشنها حاليا الإعلام الرئاسى الحكومى وبعض المستقل على طريقة طلعات عساكر الهجانة فى غابر الأيام، إبل تتخبط فى الطرقات على ظهورها مساكين طلب منهم أن يهجموا ويضربوا دون تفكير أو فهم لطبيعة المهمة. من ذلك مثلا التلميح والتصريح بأن البرادعى مزدوج الجنسية، وأزعم أن العزف على هذا الوتر ليس فى صالح الذين ينطلق من أجلهم عساكر الهجانة، لأن بعضهم أيضا لا تزال جنسيته الثانية موضع سؤال. لكن اللطيف حقا أن يقال إن مصر سامحت البرادعى وعفت عنه ومنحته قلادة النيل العظمى، رغم أنه كان مرشح القوى الاستعمارية «أمريكا وبريطانيا» فى انتخابات الوكالة الدولية عام 1997 وضد مرشح مصر محمد شاكر. ولو كان ذلك صحيحا فإن المدان ليس البرادعى بالطبع، بل من منحه هذه الجائزة الرفيعة مكافأة له على انتمائه للأعداء ضد بلده، كما يحاول أحد الهجانة تصوير الموقف.
علاقات بالوكالة
في حين أن عبد المنعم سعيد في صحيفة الأهرام القومية ، طرح بعض الأسئلة التي يراها صعبة على الدكتور البرادعي ، يقول : ماذا سيفعل الدكتور البرادعي مع ايران‏,‏ فقد وضح في الفتره الماضيه ان لديه نوايا حسنه بشانها‏,‏ وربما يكون ذلك صحيحا بشان علاقاتها بالوكاله‏,‏ لكن ليس صحيحا بشان علاقاتها مع مصر‏,‏ والاهم ان ذلك لم يكن صحيحا بشان علاقاتها بالوكاله‏,‏ حتي ففي نهايه المطاف‏,‏ وقبل ان تنتهي مدته بايام قال الدكتور البرادعي‏,‏ ان التفاهم معها وصل الي طريق مسدود‏.‏ والسوال الاهم ماذا سيفعل مع اسرائيل‏,‏ فلديه تصور لاقامه منطقه خاليه من الاسلحه النوويه يختلف عن التصور الذي تجاهد مصر من اجله‏,‏ وربما دون ان يقصد ادت تفاعلات الدكتور البرادعي النوويه معها‏,‏ الي اظهارها كدوله امر واقع نوويه طبيعيه‏,‏ وبدات اسرائيل تطالب بحل مشكله مايسمي‏P-3,‏ اي الدول النوويه الثلاث التي توجد خارج معاهده منع الانتشار‏,‏ وهي الهند وباكستان واسرائيل‏,‏ وبالمناسبه فان المدير العام الحالي للوكاله يوكيا امانو‏,‏ قال خلال زياره له الي مصر‏,‏ ان هذا الامر لن يمر الا علي جثته‏.‏
السلطة السياسية
ويرى سعيد في القول باننا نحتاج دوله مدنيه عصريه تقوم علي الحداثه والاعتدال والحكم الرشيد هو الحلم المصري منذ عهد محمد علي‏,‏ ولكن المساله انه بعد قرنين من الزمان او اكثر فان اعاده تكرار الحلم والحديث عنه بعبارات بليغه لا يضيف كثيرا لما نعرفه‏,‏ ولا يعطي رواجا للفكره مثلما حدث مع موضوع مواجهه الانتشار النووي‏.‏ فما تحتاجه مصر هو الكيفيه التي تتعامل بها الدوله مع المعضلات والتحديات الكبري التي وقفت في مواجهه تحقيق هذا الحلم‏,‏ وجعلت الاقتراب منه يجري علي شكل خطوه بعد خطوه‏,‏ وليس علي شكل قفزات سريعه كما فعلت امم اخري‏.‏ ومن ليبرالي الي ليبرالي اخر فانه لا يجوز في كل المناهج الليبراليه ان يفرض مرشحا شروطه مسبقا علي اللعبه السياسيه‏,‏ ففضلا عن ان ذلك يمثل نوعا من التعالي غير المحمود‏,‏ فانه يتجاهل جدلا كبيرا يجري في مصر حول طبيعه النظام السياسي المرغوب‏.‏ والسوال الكبير في هذا الجدل هو كيفيه الانتقال بمصر نحو ارقي صور الديمقراطيه‏,‏ ومن الممكن للدكتور البرادعي مع اخرين الاسهام في الاجابه علي هذا السوال‏.‏ فالوصول للصوره المرغوبه هو نتيجه جدال سياسي وكفاح لا يجري في مواجهه السلطه السياسيه‏,‏ وانما يدور مع قوي كثيره في مجتمعنا تريد صورا اخري‏,‏ لكن اخانا يريد الناس ان تكافح بالنيابه عنه لتعطيه الرئاسه علي طبق من فضه‏.‏ لقد اقترب وقت الجد‏,‏ ولم يعد ممكنا ان تكون السياسه الفاظا وكلمات او حوارا مع اصوات تاتي من علي الفضاء الافتراضي‏,‏ او حتي من علي سلالم النقابات‏,‏ كما انها ليست عمليه تفتيش علي وطن يكافح ابناءه من اجل حياه ارقي‏,‏ ولكنها ممارسه من خلال الموسسات القائمه حتي يتم الاتفاق علي تغييرها‏.‏ ومن الممكن ان يشكل الدكتور البرادعي اضافه للحوار المصري الدائر شرط ان يعود واحدا منا مع الاجلال والتوقير اللازم لمصري حاصل علي جائزه نوبل وقلاده النيل ولكن عليه اولا ان يعرف ان المصريين يستمعون ويتحاورون‏,‏ ولكنهم لا ياخذون دروسا من احد‏;‏ كما يعرف ثانيا ان هناك فارقا كبيرا بين مصر الدوله والشعب والمجتمع والتاريخ والوكاله‏!!.‏
ياريتها كانت وكالة‮!‬
وعلى الرغم من نفي عبد المنعم سعيد من أن تكون مصر وكالة ، مثل وكالة الطاقة الذرية ، نرى أن محمد أمين في صحيفة الوفد "الليبرالية" يتمنى أن ترقى مصر فقط إلى هذه الدرجة ، مؤكدا أن مصر ليست وكالة،‮ وما‮ ينبغي لها‮.. نعرف هذا‮.. ونعرف أيضاً‮ أن سكة‮ »‬البرادعي‮« للرئاسة ليست مليئة بالورود‮.. وليست سهلة في مصر‮.. جائز في أمريكا،‮ وجائز في أي دولة أوروبية تكون فيها انتخابات‮.. أما في مصر فهي محفوفة بالمخاطر،‮ ومليئة بالأشواك‮.. لأنها حرب بمعني الكلمة‮.. وقد تكون‮ غير نظيفة بالمرة‮.. وقد بدأت الحرب بتقطيع‮ »‬البرادعي‮« لمجرد أنه فكر في الترشح‮ للرئاسة‮.. ولمجرد أنه أصدر بياناً‮ حدد فيه موقفه‮.. قال فيه إنه‮ يريد تعديل الدستور،‮ وإشراف القضاء‮.. وكأنه كفر‮.. وكأنه ارتكب جريمة‮.. فقد قالوا إنه‮ »‬مزدوج الجنسية‮«‬،‮ وأنه‮ يحمل جنسية سويدية‮.. وقالوا إنه كان قبل الأخير في دفعته‮.. وقالوا إنه لا‮ يعرف شيئاً‮ عن هموم الوطن،‮ ولا هموم المواطن‮.. وقال آخرون إن مصر ليست وكالة‮.. ياريتها كانت وكالة‮.. وياريتها كانت شركة‮.. الكارثة أنها لا شركة ولا وكالة‮.. ولا وطن‮.. يسمح بانتخابات حرة ونزيهة‮.. أو‮ يسمح بالمنافسة‮.. فإذا كان البرادعي لا‮ يصلح للرئاسة‮.. فهل كان أوباما من وجهة نظرهم‮ يصلح لرئاسة أمريكا‮!!‬ لم‮ يحتمل رجال النظام بياناً،‮ ولم‮ يتحمل هؤلاء كلمة حق من رجل في حجم ووزن البرادعي‮.. لأنه‮ »‬البرادعي‮«‬،‮ ولا‮ يتحملون بياناً‮ من‮ غيره مثل الدكتور أحمد زويل‮.. وهما الوحيدان اللذان‮ يمكن أن‮ يخاطبا الرأي العام‮.. وهما الوحيدان اللذان لا‮ يستشعران الحرج‮.. كما‮ يستشعره عمرو موسي
الأمل
كما يتفهم أمين لهفة الشارع المصري علي ترشيح أحد هذه الرموز‮.. إنهم‮ يبحثون عن الأمل‮.. ويبحثون عن البديل‮.. وقد ثبت وجاهة اختيار‮ »‬البرادعي‮« و»زويل‮«.. فبيان واحد من‮ »‬البرادعي‮« حرك مياهاً‮ راكدة‮.. مع أنه لم‮ يقل جديداً‮.. ولكن لأنه‮ »‬البرادعي‮«.. ولذلك كان موجعاً‮.. فانتظروه باتهامات لا حدود لها‮!!‬ واليوم فقط اكتشفنا أن البرادعي لا شيء‮.. لا هو عبقري زمانه‮.. ولا هو مصري خالص بل‮ »‬مزدوج‮«.. ولا‮ يعرف شيئاً‮ عن إدارة شئون البلاد والعباد‮.. كما أنه سهل ضرب العراق‮.. وساعد عليه‮.. وبقي أن‮ يقولوا إنه‮ »‬كافر‮«.. وبقي أن‮ يقولوا إنه فاشل‮.. وبقي أن‮ يقولوا إنه ناكر‮.. فقد أنعم الرئيس مبارك عليه بقلادة النيل،‮ وهي لا تهدي إلا للملوك والعظماء والرؤساء‮.. فالانتخابات التنافسية عندنا تحمل معني الكراهية‮.. وكأن‮ »‬البرادعي‮« يحمل كراهية للرئيس‮.. مع أنه ليس الوحيد في العالم الذي‮ يعرف في الطاقة الذرية‮.. عندنا‮ غيره بالعشرات‮.. إذن البرادعي لا‮ يصلح بأي حال‮.. لأنه مزدوج،‮ ولأن مصر ليست وكالة من‮ غير بواب‮.. فعلاً‮ لابد أن‮ يعرف‮ »‬البرادعي‮« وغيره بواب مصر‮.. فمن أراد أن‮ يفكر في رئاستها‮.. فلابد عن طريق البواب الوحيد‮.. وهو الحزب الوطني‮.. وبغير هذا فلا‮ يصلح البرادعي ولا زويل‮.. ولا حتي أوباما نفسه‮!!‬
المزاج الكروي
نتحول إلى صحيفة الدستور اليومية المستقلة ، حيث قدر طارق الشامي ما تم دفعه من قبل قناة الجزيرة ، وهو مبلغ ملياران وسبعمائة مليون دولار أمريكي دفعتها قناة «الجزيرة» الرياضية ثمنا للقضاء علي منافستها الأولي «شبكة راديو وتليفزيون العرب».. ثمن يفوق الخيال.. إنه يعادل أربعة عشرة ألفاً وخمسمائة مليون جنيه مصري لإغلاق ست قنوات رياضية، بحسبة بسيطة فإن القناة الرياضية الواحدة في شبكة «إيه آر تي» بلغ سعرها أكثر من ملياري وأربعمائة مليون جنيه مصري. الرقم الذي نشرته أكثر من صحيفة وقورة في بلدان عديدة لم تؤكده ولم تنفه «الجزيرة ا لرياضية» لسبب بسيط: أن السؤال التالي هو.. كيف ستسترد القناة القطرية هذا المبلغ الهائل؟..ولأن الإجابة أيًّا كانت ستكون غير منطقية فقد آثرت القناة القطرية الصمت.
حقوق المشاهدة
ويضيف الشامي : لقد تمكنت الجزيرة الإخبارية علي مدي 13 عاماً من إحداث اختراق داخل الرأي العام العربي، تلك حقيقة لا ينكرها إلا غافل، صحيح أنها قدمت للمشاهد العربي ما يحب أن يعرف وليس ما يجب أن يعرف، وأن معظم برامجها كانت موجهة إلي عواطف المتلقي الدينية والقومية والوطنية وليس إلي عقله، إلا أنها - والحق يقال - جذبت أغلبية ساحقة من المشاهدين، وحينما استكملت هذا الهدف انتقلت إلي قنوات أخري وثائقية وأطفال وبث مباشر وأخيرا قناة دولية باللغة الإنجليزية لمخاطبة المشاهد الغربي، ومع إطلاق عدد من القنوات الرياضية سعت الشبكة إلي هوي وهوس ومزاج ملايين المشاهدين العرب الذين سلبت الساحرة المستديرة ألبابهم منذ زمن، حتي أينعت وحان وقت قطافها. وجهت «الجزيرة» لطمة قوية للعمل العربي المشترك وسينصرف المشاهدون إلي الجزيرة حتما ويبتعدون عن القنوات الأرضية والتليفزيونات الوطنية بما يعنيه ذلك من خسارة فادحة.. خسارة سياسية وخسارة أخري تجارية بهروب الإعلانات إلي القناة المحتكرة الوحيدة. ستقف التليفزيونات الرسمية مكتوفة الأيدي وهي تري مشاهديها يجلسون بسياط الاحتكار وعصي الابتزاز التي قد تمارسها القناة المحتكرة لتحصيل أعلي سعر ممكن مقابل إعطاء حق البث للتليفزيونات الحكومية ولعدد محدود من المباريات في مناسبات بعينها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.