قال نائب رئيس حزب الحرية والعدالة د. عصام العريان لسيد على على قناة المحور: إن الحرب على الإرهاب قد انتهت منذ الولاية الثانية لأوباما، في محاولة منه لتبرير زيارة جون كيري وزير خارجية الولاياتالمتحدة للرئيس وحزبه ذي المرجعية الإسلامية. وإذا كان للرئاسة المصرية قراراتها فللشعوب خياراتها، ولا يجوز تغليب ماهو سياسي على ماهو معرفي وتاريخي لأغراض خاصة. إن عداء السياسات الخارجية الأمريكية للدول ذوات الأغلبية المسلمة وللإسلام الذي عادة يسمى "الإرهاب "، لهو ثابت و مركوز في فكر الحركة الإسلامية الواسعة، وذاكرتها. وقد رصد التاريخ عددا لا بأس به من التحيزات الأمريكية المعادية للإسلام وأهله والمتحيزة لصالح الدولة الدينية في إسرائيل، ففي نهاية النصف الأول من القرن التاسع عشر بدأ التعاطف الأمريكي مع اليهود يتصاعد من خلال الدعم المادي والإعلامي والسياسي، كما ظهرت جماعة أخوة المسيح وجماعة أبناء العهد وجماعة شهود يهوه، وغيرها كثير من جماعات الضغط التي تؤثر بقوة في تحيزات القرار السياسي". كما أن دور الرؤساء الأمريكيين في معاداة الإسلام والمسلمين و دعم الحركة الصهيونية ضليع وحاضر منذ الأربعينيات، فالرئيس روزفلت اتخذ نجمة داود شعارًا رسميًا للبريد والخوذات التي يلبسها الجنود وعلى أختام البحرية، والرئيس ترومان طالب بإدخال مائة ألف يهودي فورًا إلى فلسطين، والرئيس جونسون قدم دعما لليهود أثناء حربهم مع المسلمين في العام 1967م، والرئيس كارتر أقام متحفا لذكرى الهولوكست المزعوم، أما الرئيس ريجان فقد أعلن إيمانه بالنبوءات القديمة في العهد القديم وإلى الإشارات المتكهنة بمعركة هرمجدون. كما أعلن الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون، أن العدو الباقي والذي يتعين مواجهته الآن إنما هو الإسلام، وذلك بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، بتضافر جهود المخابرات المركزية الأمريكية والجهاز السياسي – الديني للفاتيكان، وهي نفس الأجهزة التي تتصدر العمليات حالياً... والمتواطئة بصورة أو بأخرى في تلك اللعبة الدائرة لمحاصرة الإسلام والمسلمين، والتي كان يتوقع لها البابا يوحنا بولس الثاني أن تتم قبل الحادي والثلاثين من شهر كانون الأوّل عام 1999!! كما أورد مؤلفا كتاب "في دهاليز الفاتيكان"! ولم يكن جورج دبليو بوش شاذا أو بعيدا - إذن- عن هذا السياق حينما نعت الحرب ضد ما أسماه بالإرهابيين بالصليبية، وأنه مأمور من قبل الرب لإنهاء المهمة، ويأتي إصراره على استكمال حربه المقدسة ضد "الفاشية الإسلامية" استجابة لهذا الإيمان، ولم يكن أسبوع ما عرف بالفاشية الإسلامية الذي أقيم في الفترة من 22 إلى 26 من شهر أكتوبر 2007، لم يكن يهدف إلى التوعية بمخاطر ما زعموه )الفاشية الإسلامية) بين الطلاب وأساتذة الجامعات في أكثر من 200 جامعة في الولاياتالمتحدة والدولة الصهيونية في الفترة فقط - حسبما ذكرت وكالة أمريكا إن أرابيك – بل أيضا لكي يتحول الهجوم على الدين الإسلامي إلى موقف شعبي عام من خلال الفئات الطلابية والشبابية المستهدفة، ولم يأت ذاك الأسبوع الثقافي الذي حظي بتغطية عالمية ضخمة إلا متناغما مع الخلفية الدينية الأوربية يشكل عام أما مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة الأمريكية السيناتور جون ماكين فقد امتدح القس الأمريكي جون هيجي واعتبره "مرشده الروحي"، وهو من الأكثر عدوانية ضد الإسلام والمسلمين بالولاياتالمتحدة ، وقد ابتعد ماكين لأسباب انتخابية عنه بعد ظهور تصريحات للقس دعا فيها إلى "تدمير الإسلام" باعتباره "دينا مزيفا". وقد حصلت وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك على تسجيل الفيديو، الذي كشفته أول الأمر مجلة مذر جونز الأمريكية وشركة بريف نيو فيلمز، والذي يُظهر تصريحات بارسلي المسيئة للإسلام وامتداح ماكين له رغم ذلك. كما قال القس البارز إن أحداث 11 سبتمبر 2001 لم تكن "شيئا جديدا" واصفا إياها بأنها ليس أكثر من المعركة الأخيرة في "الحرب بين الإسلام والحضارة المسيحية... (وهي الحرب) المشتعلة منذ قرون"، وأضاف: "...لقد تأسست أمريكا جزئيا بنيّة رؤية هذا الدين الزائف وهو يُدمَّر، وأنا أعتقد أن أحداث 11 سبتمبر 2001 كانت دعوة من الأجيال للحرب، لا نستطيع تحمل تجاهلها بعد الآن، كما اعتبر أنه لا يوجد تعايش مع المسلمين، مضيفا أن المشكلة "ليست في المتطرفين المسلمين الذين اختطفوا الدين، ولكن في الدين نفسه". ولم يكن أوباما بأحسن حالا من سابقيه فقد أعلن أوباما في منتهى الوضوح والصراحة بخطابه بالقاهرة : إن علاقة أمريكا بإسرائيل علاقة ثابتة غير قابلة للانكسار، وأن الجذور التي بينهما تاريخية. إن الرؤية واضحة جدًّا في عين رؤساء أمريكا ولم يغير منها وجود ربيع عربي من عدمه .. إنها المصلحة الأمريكية التي من مقتضياها حفظ مصالح الكيان الصهيوني ، ليت العريان قرأ منذ أيام ما كتبه روبرت فيسك في صحيفة الإندبندنت الصادرة بعنوان " الحرب على الإرهاب، الدين الجديد للغرب" وليت حزبه يرحمنا من تصريحاته التي تثير وتستفز الذاكرة والوجدان. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]