اثارت تصريحات ادلي بها جون ماكين الذي قال ان ايران تدرب تنظيم القاعدة في العراق، سخرية الديموقراطيين ويمكن ان تضر بالمرشح الجمهوري للرئاسة الامريكية الذي جعل من تجربته في السياسة الخارجية محور حملته. وخلال جولته في الشرق الاوسط، قال ماكين في عمان ان اعضاء في تنظيم القاعدة في العراق يذهبون لتلقي تدريبات في ايران قبل ان يعودوا لمقاتلة جنود التحالف في العراق. وقال السناتور عن اريزونا ان "الجميع يعرفون ان عناصر القاعدة يذهبون الي ايران ويتدربون هناك ويعودون الي العراق. هذا امر معروف". وتؤكد الولاياتالمتحدة رسميا ايران الدولة الشيعية تدرب مجموعات شيعية متطرفة في العراق وليس تنظيم القاعدة السني. وردا علي اسئلة الصحافيين الذي ركزوا علي هذه التصريحات، اكد ماكين مرات عدة ان اعضاء القاعدة يتدربون في ايران. وقال "ما زلنا قلقين لان الايرانيين يأوون (عناصر) القاعدة ويدربونهم ويعيدونهم" الي العراق. وقالت وسائل الاعلام الامريكية ان سناتورا آخر مستقلا يرافق ماكين، هو جوزف ليبرمان اضطر للهمس في اذنه ليتراجع المرشح الجمهوري عن تصريحاته. وصرح ماكين "انني آسف. الايرانيون يدربون متطرفين وليس القاعدة". وقال خصمه الديموقراطي باراك اوباما "سمعنا السناتور ماكين يخلط بين السنة والشيعة وبين ايران والقاعدة. قد يكون هذا ما دفعه الي التصويت لمصلحة الحرب ضد بلد لا علاقة له بالقاعدة". وقال اوباما ان "الحرب في العراق عززت تنظيم القاعدة الذي زاد عدد ناشطيه ويتمتع قادته بملاذ آمن في باكستان علي بعد آلاف الكيلومترات عن العراق". في المقابل تحول القس جيريمياه رايت الذي ينتمي الي احدي الكنائس البروتستانية النافذة في شيكاغو (ايلينوي. شمال) من مرشد روحي لأوباما طيلة عقدين من الزمن، لكن خطابه الناري المثير للجدل إلي عقبة علي طريقه الي البيت الابيض. فالقس رايت العضو في كنيسة "ترينيتي اوف كرايست" (الثالوث الاقدس) اعتبر ان "الارهاب" الامريكي مسئول عن هجمات 11 سبتمبر في 2001 كما راي ان علي السود الامريكيين ان يرددوا "اللعنة علي امريكا" بدلا من "ليبارك الله امريكا" بسبب المعاملة التي لقيها السود في الولاياتالمتحدة. وكان سناتور ايلينوي نأي بنفسه عن تصريحات القس وندد بها. وقال اوباما علي الموقع السياسي الالكتروني هفينغتون بوست "اني اخالف بعمق واشجب بشكل قاطع تصريحات" القس رايت. وان كان وقع هذه التصريحات اشبه بقنبلة صغيرة في الحملة الانتخابية لباراك اوباما فانها لم تكن مفاجئة تماما له خصوصا وان شخصية القس تثير الجدل منذ وقت طويل. وكان رايت (66 عاما) الذي سيتقاعد قريبا، يدرك بوضوح انه يمكن ان يشكل ارباكا لاوباما اول مرشح اسود يحظي بفرصة حقيقة للوصول الي البيت الابيض. وقال بعد الاعلان عن ترشيح اوباما "عندما سيكتشف اعداء اوباما انني ذهبت في 1984 الي طرابلس لرؤية (الزعيم الليبي العقيد معمر) القذافي مع (الزعيم السابق لحركة امة الاسلام المتهم ب "معاداة السامية" لويس) فرقان، فان كثيرين من مؤيديه اليهود سيختفون". وقال لصحيفة نيويورك تايمز حينئذ "وان فاز اوباما بترشيح (حزبه للانتخابات الرئاسية) فقد يضطر لاخذ مسافة مني علنا". وندد القس رايت ب"غطرسة البيض" ودعا الي تحرير السود وهو موضوع اعتبر من قبل البعض بمثابة دعوة الي الانفصال وعنصرية ضد البيض. كما انتقد المسئول الديني ايضا لمقارنته الصهيونية بالنازية. وقد سعي اوباما الي وضع حد للجدل بتأكيده ان رايت لم يكن مطلقا "مستشاره السياسي" وان عظات القس "كانت مرتبطة دوما بواجب حب الله وقريبه، والعمل من اجل خير الفقراء والسعي الي العدالة في كل لحظة". وأدان اوباما في خطابه في فيلادلفيا تصريحات رايت الذي عقد زواجه وعمد ابنتيه و"ثبتني في الايمان" لكنه رفض التنكر له. وقال "لا يمكنني التنكر له ولا لمجتمع السود ولا لجدتي البيضاء انها امرأة تحبني اكثر من اي شيء في العالم الا انها اقرت في يوم من الايام انها تخشي الرجال السود الذين يمرون في الشارع". واضاف "هؤلاء الاشخاص يشكلون جزءا مني ومن امريكا البلد الذي احب".