محدد وحيد مزدوج كان يحكمنى فى تقديم أى مبادرة اقتصادية، وهو الحالة المصرية الماثلة أمامنا الآن بكل جوانبها ومعها ميزانية الدولة وهى مثقلة بالأعباء، تعانى من عجزٍ معتبر. ومن ثم ترجم ذلك المحدد لدىَّ، ضرورات ثمانٍ: الضرورة الأولى، أن يعوض ذلك النقص المادى لدى الدولة، فكرٌ. الضرورة الثانية، أن نقدم نموذجاً نحتاجه بشدة الآن ودائماً، أقصد نموذجاً لما ذكرناه فى الضرورة الأولى، ونموذجاً «للمشروعات الولادة»، ونموذجاً يقدم جديداً غيرَ مطروقٍ، وألا يزاحم قائماً إلا بالتطوير أو التكامل، والخلاصة أن نقدم نموذجاً يفجر طاقات المبدعين المصريين الكامنة ويستنهضهم، ويستدعيهم مهما كانت توجهاتهم السياسية. الضرورة الثالثة، أن ليس أمامنا إلا استخدام البنية المصرية المتاحة غير المستغلة، أو غير المستغلة بطاقتها الكاملة، سواء على مستوى الأصول أو فيما يخص الكوادر البشرية، ومن ثم فاستخدام الأصول غير المستغلة من الدولة فى مبادرتنا هذه يمثل أمرين، ففضلاً عن كونه يعوض النقص المادى لدى الدولة فى التمويل، فهو من جانب آخر يحقق عائداً للدولة، لأن البنية غير المستغلة هى فى الحقيقة تمثل فرصة ضائعة وخسارة. الضرورة الرابعة، أن تحقق مبادراتنا اختراقاً سياسياً للحالة المصرية الراهنة، ينزل بسلبياتها إلى حدودٍ مقبولة إلى أن تتلاشى بإذن الله، ومن جانب آخر تستجلب رضاء الناس وتشجيعهم. الضرورة الخامسة، أن تصاحب العوائد المنظورة فى المشروعات التى تضمها مبادراتنا، أعمارها الأولى القريبة، وهو ما يمثل الإبداع الأكبر فى أى مبادرة. الضرورة السادسة، استطاعة تحقيق هذه المشروعات حتى فى ظل التعويق الذى بدأ منذ ربيع 2011 ومازال إلى الآن. الضرورة السابعة، أن تحدث هذه المبادرات، أثراً ملحوظاً لدى الرأى العام عند إعلانها، ثم يُخلف حراكها فى الأسبوع الأول انطباعاً بالجدية لدى الرأى العام، وأن تحصد مشروعاتها نتاجاً أولياً فى خلال ستين يوماً بإذن الله، وهو ما يمثل إبداعاً أكبر آخر، فى أى مبادرة. الضرورة الثامنة، أن تحدث هذه المبادرات إجمالاً، ما أسميه ب «الرغى العام» حولها، سلباً وإيجاباً لدى الناس، نعم سلباً كذلك، حتى تتحقق حيوية هذا «الرغى العام» واستمراريته، فهذا مطلوب مقصود. ثم ما جد مؤخراً من دعوة كريمة تلقيتها للانضمام إلى جبهة الضمير قبل يوم من إعلانها، أرجأت تلبيتها إلى حين أن نلتقى الدكتور هشام قنديل، بحيث تصبح مشاركتنا فى الندوة ومع صحبة متنوعة التوجهات السياسية أسعى لدعوتها، أقول لكى تصبح مشاركتنا جهداً متواضعاً نستطيع أن نقدمه داخل الجبهة، يتكامل مع النبلاء المؤسسين فى جانب هام من أجل تحقيق هدف مفترض، يؤكد مصداقية الجميع والتى نحسبها بإذن الله متحققة بالفعل، والجانب الذى أقصده هو الاقتصادى، والذى سينعكس على الحالة وعلى الناس كذلك. أما إبداع جبهة الضمير لتحقق غاياتها السامية، فيمكن تحقيقه بإذن الله فى رؤيتها المفترضة ولائحتها التنظيمية وأچندتها وآلياتها، وسُبلها إلى اختراق الحالة السياسية، وإجمالاً فى إثبات أنها جبهة «منتجة» لرؤى فاعلة تعايش الواقع الآنى وتستشرف احتياجات الانتقال به من حالِ إلى آخر أفضل بصورة واضحة ومحسوسة، على مستوى الناس والوطن. فكرة الجبهة فكرة سامية، وأصحابها كذلك، ولكن يبقى أن نحقق ذلك ونجسده، وأزعم هنا وبكل التواضع أنى أجتهد دائماً ألا أشارك إلا فيما هو فاعل، وألا أحرق نفسى فى محروق أو خامل أو فيما يحمل أهدافاً سياسية ساذجة، وهذا ما نحسبه غير موجود، وسنعمل جميعاً على نفيه بإذن الله، لأننا لا نسمح لأنفسنا إلا بذلك. نعم هناك أهداف سياسية، نسعى لتحقيقها، عامة وخاصة كذلك، نعم خاصة كذلك، ولكن أبداً ليست ساذجة. فقط أذكركم بما أردده دائماً، وأشهد الله وأشهدكم عليه، أنى أرفض أى عمل تنفيذى عام، من أعلى إلى ما هو أقل، كما لا أسعى لأكون نائباً برلمانياً، رغم أن هذا وذاك خدمة سامية للوطن، ولكنى لا أسعى لخدمته عبرهما. إلى هنا، فهذا المقال كله، كان ختاماً لمقالى يوم الجمعة الماضى، ولكن مساحة مقال الجمعة، لم تتح له أن يكون. * أبداً لا أبادل من يسبون الرئيس، سباً يسب، فقط أنعتهم بما فيهم، مثل الفلس السذاجة العجز الاستغراق فى الأمانى الزائفة المشجعين على التخريب وعلى تعويق الوطن. قال أحدهم مؤخراً إن مليونيتهم يقصد مظاهرتهم القادمة ستكون الجمعة أول مارس تحت عنوان «عايز أشتغل»، والعبد لله يعقب على ذلك، ألم أقل لكم إنهم مفلسون عاجزون سُذجٌ، فالعنوان الصحيح لمظاهرتهم تلك هو «عوقنا مصر وسنعوقها حتى لا توفر لك أيها الشاب المصرى فرصة عمل». أيها السُذج، الناس فى المنازل والشوارع والأسواق، بالملايين يومياً يتوجهون بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى «يارب إوقف حالهم زى ما همه واقفين حالنا»، فكيف ستواجهون أهلنا الطيبين باستمراركم وإصراركم على وقف الحال؟!.. هههههههه. [email protected]