مقدمو "التوك شو".. كتيبة "مارينز" ضد الإسلاميين

هاشم إسلام: الإعلام يستهدف النيل من الإسلام فى كل وسائله وبرامجه
القصبى زلط: استخدام "الإيحاءات" الجنسية والألفاظ الخادشة فى الإعلام حرام شرعًا
صابر حارص: ضغوط شعبية ومحاصرة الفضائيات التى تقوم على خدش الحياء العام
مجدى حسين: إيقاف هذه النوعية من البرامج فورًا مطلب أساسى لتطهير الإعلام
مختار غباشي: "التوك شو" تحول إلى صراع سياسى يخدم على مصالح ممولية
رشادعبد اللطيف: الهدف نشر ثقافة "القبح" وإضعاف الوازع الدينى لدى المشاهدين
نبيه الوحش: ما يفعله بعض الإعلاميون يدخل تحت طائلة القانون
انتشرت فى الأونة الأخيرة موجة غريبة ومستهجنة فى برامج "التوك شو" التى تتعمد السخرية والتهكم على رموز وعلماء الدين الإسلامى وبعض رجال السياسة المعروف انتماءهم للتيار الإسلام السياسى، وتجاوز الأمر العلماء والرموز وصل إلى الدين الإسلامى نفسه، فنجد مقدم برامج يعتمد فى برنامجه على السخرية من علماء الأمة الإسلامية مستخدمًا ألفاظًا خادشة للحياء إضافة إلى إيحاءات جنسية للسخرية من العلماء المسلمين، وآخر وصل به الفجر الإعلامى إلى السخرية من القرآن الكريم، وثالث ينتقد الصحابة - رضوان الله عليهم -.
تتناول "المصريون" هنا تلك القضية من خلال رأى رجال الدين والقانون والإعلام فى مثل هذه البرامج المشبوهة.
فى البداية يقول الشيخ هاشم اسلام - عضو لجنة الفتوى فى الأزهر الشريف - إن "الحلال بيّنٌ والحرام بيّنٌ وبينهما أمور متشابهات"، وعلى الإنسان أن يتقى الشبهات فى أفعاله وتصرفاته، ويجب على المسلم أن ينتبه إلى قول الله - تعالى -: "يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرًا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرًا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون".
ويقول الشيخ إسلام: ما يحدث الآن هو حملة ممنهجة ومنظمة تستهدف النيل من الدين الإسلامى، ربما تمتد صورها إلى بعض الأشخاص أو إلى أفكار، لكنها فى حقيقة الأمر هى حملة للنيل من الإسلام نفسه.. إن الإسلام يتعرض حاليًا لحرب شرسة من قبل بعض الإعلاميين، والقنوات الفضائية فهم أعلنوا حربًا خفية وعلنية على الإسلام.
وفرق عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، بين المعارضة البناءة التى تعمل على مصالح الوطن وتعمل على المصلحة العامة والتى يمثلها جبهة قليلة فى المجتمع، وبين معارضة مثل جبهة "الخراب الوطنى" فهم أصحاب أجندات لا علاقة لها بالمعارضة الحقيقية من قريب أو من بعيد.
وقال كل من يتهكم على دين الله والعلماء والربانيين وولاة الأمور فإنه آثم ظالم وجب عليه التوبة والتصحيح، لأن ما يفعله حرام شرعًا، وتساءل هاشم أين رجال الكنيسة من الانتقاد والسخرية والتهكم؟! أتحدى أى من كان يحاول انتقاد أحد من أفراد الكنيسة.
ويقول الدكتور القصبى زلط - عضو مجمع البحوث الإسلامية وعضو مجلس الشورى - إن التعصب مذموم شرعًا؛ لأنه يؤدى إلى إقصاء الآخر، وإلى الفرقة ، مع إن الأصل أن العقول متفاوتة وبالتالى تتفاوت الآراء، وعلى ذلك فالبعض يحاول إقصاء الآخر، وعدم الاعتراف به وبرأيه ويحاول حمل الناس على رأى واحد وهذا مذموم.
وأضاف: تأمل كيف بيّن القرآن طريقة الحوار وأدب المناظرة عندما قال الله - تعالى - على لسان الرسول - عليه الصلاة والسلام - فى مخاطبة المشركين "وإنا أو إياكم لعلى هدى أو فى ضلال مبين" تصور أن رسول الله استعمل مع المشركين الهدى والضلال، ولم يبين الرسول - عليه الصلاة والسلام - من هو على هدى ومن هو على ضلال، فاستخدم الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذه الموقف لينهى الجدل مع المشركين ولم يسبهم أو يلعنهم.
وتذكر أيضًا عندما صلى الإمام الشافعى، فى مسجد أبى حنيفة فى العراق، وكان مذهب أبو حنيفة عدم القنوط فى صلاة الصبح، فعندما قدم تلامذة أبو حنيفة الإمام الشافعى فى صلاة الصبح ليصلى إمامًا بهم وترك الشافعى القنوط فى صلاة الصبح احترامًا لأبى حنيفة، فلما انتهى من الصلاة قال له تلامذة أبو حنيفة، لماذا لا تقنط يا إمام قال لا ينبغى للشافعى أن يقنط فى مسجد يرى إمامه أنه لا قنوط فى الصلاة، فهذا هو أدب الحوار فى الإسلام، أما الآن فأصبح الصوت العالى والسباب والشتائم والقذائف الكلامية هى لغة الحوار، ومن خصائص أدب الحوار أن تكون موضوعيًا عقلانيًا، وأن يكون هناك رحابة صدر بين الجميع، أما الصوت العالى والضجيح فهذا مرفوض شرعًا.
وقال عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن التعدى باللفظ واستخدام الإشارات والإيحاءات الجنسية فى العمل الإعلامى والذى ازداد فى الآونة الأخيرة فهو مرفوض شرعًا، فانظر إلى القرآن الكريم لم يستخدم أية عبارات جنسية صراحة واستخدم عبارات مكنية "نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم". صدق الله العظيم
ومن أقصى صعيد مصر، أكد الدكتور صابر حارص - رئيس وحدة بحوث الرأى العام بجامعة سوهاج - أن استخدام ألفاظ "خشنة" وغير تربوية فى برامج الإعلام أى ما كان؛ هو سلوك غير مبرر مهنيًا وأخلاقيًا ويترك آثار غير تربوية على المجتمع؛ لأن مثل هذه الألفاظ تننقل من الفضائيات إلى المشاهدين، وبالتالى فإن انحدار الحوار وتداول الألفاظ المتدنية فى الشارع يكون مصدرها وسائل الإعلام الخاصة، ويتنافى هذا مع المسئولية الأخلاقية والمهنية لوسائل الإعلام تمامًا.
وأضاف حارص، يفترض على وسائل الإعلام أن تمنع تداول هذه الألفاظ حتى على ألسنة ضيوفها من النخب السياسية.
وطالب رئيس وحدة بحوث الرأى بسياسات إعلامية جديدة للفضائيات والصحف، تمنع ذلك عبر لوائحها الداخلية، إضافة إلى تفعيل مواد العقوبات الخاصة بجرائم السب والقذف والإهانات وجرح مشاعر الرأى العام .
واستنكر حارص ما يقوم به بعض الإعلاميون من إساءة إلى الرموز الدينية، لأن ذلك يمثل خرقًا كبيرًا لنظرية القدوة فى المجتمع، نظرًا لما يقوم به بعض رموز الدين الإسلامى من حركة إصلاح أخلاقى واسعة فى المجتمع، فهذه إثارة غير مقبولة من هؤلاء الإعلاميين، وطالب الشعب المصرى بضغوط شعبية، ومحاصرة الفضائيات التى تخدش حياء الناس بالألفاظ الخشنة، لأنها تزيد وبقوة الانقسامات داخل الوطن وتزيد من حدة العنف بين المواطنين.
ويرى الأستاذ مجدى حسين - رئيس حزب العمل الجديد ورئيس تحرير جريدة الشعب - أن علاج هذا الموضوع يتمثل فى ثلاث نقاط مهمة: أولًا عمل ميثاق شرف إعلامى، وعمل مؤتمر علنى لتوضيح ذلك أمام الرأى العام، وإثارة الرأى العام على نوعية هذه البرامج والتيار الممثل له وفضحه، وثانيًا هناك محور قانونى وهو أن يرفع كل من يتهكم بهم قضايا أمام المحاكم، وثالثًا الحرب الإعلامية من خلال تطوير الإعلام الإسلامى للرد على هذا التيار من خلال مؤسسات مهنية فى الصحافة والإعلام.
وأضاف حسين أن هذه البرامج تعتمد على الكذب والتضليل، وذلك لأنهم يقتطعوا فيديوهات من سياقها العام، وينشروا بها الكذب بهدف نشر ما يريدون نشره وهذا كله يخالف المهنية وأخلاق الشرف الإعلامى.
وطالب رئيس حزب العمل، إيقاف هذه النوعية من البرامج وبسرعة حتى يتم تطهير الإعلام، لأنها تخرج عن الآداب العامة وأنها تخدش الحياء كذلك تتعرض لرموز الاسلام بكل وقاحة وكبر، متسائلًا لماذا لا تتعرض هذه القنوات إلى التهكم والسخرية من القساوسة مثلما يفعلون مع رموز التيار الإسلامى؟!
قال الدكتور مختار غباشى - نائب رئيس المركز العربى للدراسات السياسية والاستراتيجية - إن هناك بعض البرامج فكرتها مأخوذة من الغرب وأمريكا، وهذه البرامج تعتمد فى الأساس على الانتقاد السياسى تهدف من خلال هذا النقد البناء وانتقاد وكشف السلبيات، لكننا نقلناها هنا فى مصر بطريقة خاطئة وحولناها إلى صراع سياسى وسب وقذف واستهزاء برجال الدين ورموز السياسة فى مصر.
واستنكر غباشى هذا الهجوم غير المبرر وغير المقبول على الرموز الدينية فى مصر، لأن هذه الرموز يقدرهم ويحترمهم الشعب المصرى كله، إضافة إلى أن الرموز الدينية هى قدوة ومربية ومعلمة للشباب، متسائلًا كيف أسخر من رجل دين يربى ويعلم أجيال كاملة.
ورفض نائب رئيس المركز العربى أى تناول للرموز الدينية فى البرامج الإعلامية، لأن هذه الرموز قائمة على حماية الدين وعلى تفسير القرآن وتوضيحه، واعتبر أن هذه البرامج لو استخدمت النقد بهدف التصحيح وهدف الكشف عن قضايا فساد لكانت أصبحت مقبولة، مضيفًا إلى أن نوعية هذه البرامج سيكشف الشعب المصرى على المدى القريب كذبها وتضليلها.
ومن الناحية الاجتماعية قال الدكتور رشاد عبد اللطيف - العميد السابق لكلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان - إن هذه البرامج تؤدى إلى انتشار ثقافة القبح، وإضعاف الوازع الدينى، وإضعاف قيمة الحياة لدى المرأة ولدى الرجل، ومثل هذه البرامج لها خطورتها على أخلاق الشباب، وأن مثل هذه البرامج التى تهدف إلى نشر الفوضى لابد إن تتعاقب قانونيًا ومقاضاة مموليها.
فى النهاية يفرق نبيه الوحش - المحامى المعروف - بين كل من الوقاحة، وبين وصف الفعل مضيفًا أن الشخصية العامة لابد أن تتحمل النقد، وهذه ضريبة المسئولية ومهمة العمل، لكن هناك فارق كبير بين انتقاد سياسة المسئول باحترام والانتقاد البناء، وبين الانتقاد بألفاظ تخرج عن السياق العام وتخدش حياء المشاهدين.
وأضاف الوحش، إلى أن هناك بعض البرامج التليفزيونية تخالف القانون وتدخل تحت طائلته، لأنها تدخل تحت بند الفعل الفاضح نظرًا لما تحتويه هذه البرامج من سب وقذف لبعض رجال الدين ورموزه وبعض رجال السياسة، لما تحتويه من ألفاظ خارجة عن النطاق العام من مقدم البرنامج .
واستنكر الوحش ما يقوم به بعض الإعلاميين من إيحاءات جنسية، مؤكدًا أن هذه الأفعال تخدش الحياء العام والتقاليد التى تربى عليها المصريون.