تصاعدت حدة التوتر داخل حزب "الوفد" إثر التهديدات التي أطلقها السيد البدوي شحاتة السكرتير العام السابق للحزب بإخراج مستندات ووثائق في الوقت المناسب تدين العديد من أعضاء جناح محمود أباظة وتكشف عن علاقاتهم وتعاملاتهم المادية مع الولاياتالمتحدة وإسرائيل. وأثار هذا التهديد القلق داخل جناح محمود أباظة، وخصوصًا لدى منير فخري عبد النور سكرتير عام الحزب الذي لاحقته اتهامات بإبرام صفقات تجارية مع رجال أعمال إسرائيليين، وهو الأمر الذي سبق أن نوقش داخل مجلس الشعب عبر النائب الوفدي محمد عبد العليم داود. وكان عبد النور قد أعرب في جلسات خاصة عن استيائه الشديد من تحركات الجناح المناصر لنعمان جمعة في مقر "الوفد" بشارع عماد الدين ، خوفًا من أن تسهم في الطعن في شرعية القيادة الجديدة للحزب التي ينظر القضاء دعاوى بخصوصها. ووفقًا لما ذكرته مصادر مطلعة، فقد تعهد القطب الوفدي بالتدخل لدى جهات عديدة في الدولة لإغلاق هذا المقر، وإحباط كل المساعي للطعن في شرعية الجمعية العمومية التي قفزت بأباظة إلى رئاسة الحزب ودفعت به شخصيًا إلى منصب السكرتير العام. وفي سياق متصل، علمت "المصريون" أن عبد النور قام بجولة مكوكية في محافظات الصعيد من أجل استقطاب أنصار للقيادة الجديدة ، وبحث إمكانية إنشاء لجان جديدة للحزب. وفي هذا الإطار، عقد لقاءات مع نشطاء أقباط وقساوسة والعديد من المتضررين في منطقة النوبة ممن هدمت منازلهم بسبب مشروعات السد العالي. من ناحية أخرى، قام 600 من أعضاء حزب "الوفد" بتحرير توكيلات للدكتور عاطف البنا والقطب الوفدي خالد الأزهري لرفع دعوى قضائية ضد لجنة شئون الأحزاب، يتهمونها فيها بالتواطؤ مع بعض الشخصيات داخل الحزب سعيًا لتدميره، والتدخل في شئونه بما يخالف القانون. كما يعتزم الكثير من الوفديين رفع دعاوى أمام القضاء الإداري للطعن في شرعية الجمعية العمومية التي انتخبت محمود أباظة رئيسا للحزب بالتزكية. ويأتي هذا في سياق تحرك جبهة نعمان جمعة لعقد جمعية عمومية موازية للجمعية التي عقدت بمقر الحزب بالدقي من أجل انتخابه رئيسًا ، وذلك في خطوة قد تدفع بالصراع نحو مرحلة جديدة.