بعد تكرار حوادث القطارات - بشكل مرعب - فى الفترة الأخيرة نقترح على هيئة السكة الحديد تركيب أجهزة إنذار داخل المحطات وان تقوم الإذاعات الداخلية بترديد هذا النداء " انتبه من فضلك ... الموت قادم " على غرار ما يتردد فى محطات المترو " انتبه من فضلك .. القطار قادم "ونقترح على الهيئة أيضاً تجهيز القطارات بكل وسائل الإنقاذ ... مايوهات ... أطواق نجاة ... أجهزة إطفاء حريق ... مظلات ... بنس ومفكات ... الخ , فنحن لا ندرى فى المرة القادمة ماذا سيكون الحال ... فربما يقفز القطار من أعلى كوبرى وعنها تقوم المظلات بدورها فى تقليل الخسائر وإنقاذ بعض الأرواح ... وربما يقفز القطار فى النيل وهنا يأتى دور المايوهات - بالنسبة لمن يجيد السباحة - ودور أطواق النجاة لمن لا يعرف السباحة ولا يجيد فن العوم ... وربما يحدث ماس كهربائى فيستطيع الركاب استخدام البنس والمفكات لفصل التيار وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح ... وإذا لا قدر الله اشتعل حريق فى القطار يمكن للركاب استخدام أجهزة الإطفاء , وقبل كل هذه الوسائل ننصح الهيئة بتنظيم بعض الدورات للركاب للتدريب على مواجهة كافة أنواع المخاطر , وتدريبهم على السباحة والقفز بالمظلات والقفز من القطارات المشتعلة. وا أسفاه على القطارات .. !! كان القطار قديماً نموذجاً للضبط والربط , كنا نضبط الساعة على صافرة القطار ... لم يكن من المتصور أن يتأخر قطار – مجرد تأخير – عن موعده , ناهيك عن سقوطه او اشتعاله ... كان القطار نموذجاً لوسيلة السفر الآمنة التى لا يشغل الراكب معها باله ... فقط يضع قدمه فى القطار ويعيش حياته حتى يصل إلى محطته المنشودة ... بين من يقرأ فى كتاب او مجلة او جريدة او يدخل فى مناقشة مع جاره او على اقل تقدير يتسلى بالنظر من النافذة ويتابع الحقول الخضراء وأعمدة التليفون وهى تمر بجواره. اما اليوم فمن يركب القطار لا يستطيع الجلوس بل يقف مستعداً لمواجهة الخطر ... والمشكلة انهلا يستطيع تحديد نوع هذا الخطر ... بل الصحيح انه يحمل كفنه بين يديه ويتذكر قطار أسيوط ... كفر الدوار الذى غادر القضبان ودخل المحلات والبيوت على أصحابها ... قطار الصعيد المحترق منذ فترة ... قطار الميرغنى الذى كان يجرى مشتعلاً بالأمس القريب ... وغيرها الكثير والكثير... وان كتب الله له النجاة ووصل إلى محطته سالماً فعليه أن يصلى ركعتى شكر لله على رصيف المحطة قبل أن ينصرف إلى وجهته . لك الله يا مصر ... ماذا جرى لك يا ... تغيرت صورتك ... تغيرت طبيعتك .. بل تغير أبناءك ... لم يعد احد يستطيع أن يتوقع ماذا يمكن أن يحدث غداً ... بل أصبح الجميع يترقب ... ينتظر ... ترى ما الخبر الجديد الذى سيطالعنا فى الصباح ... وعلى اى كارثة سنصحو... لك الله يا مصر ... لك الله ... فهو وحدة القادر على إنقاذك من كل هذه الشرور ... وليس لنا سوى الدعاء والابتهال إليه سبحانه ليرفع عن مصرنا الحبيب هذا الهم وهذا الكرب وان ينعم عليك بالمن والأمان. [email protected] [email protected] أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]