اليوم وأنا أتابع قناة الجزيرة لمعرفة ماجري في العالم وجدت مظاهرات أمام مقر لاظوغلي مركز التعذيب والتحقيق الأشهر في مصر وأنا شخصيا احتجزت فيه عام 1993م لمدة 58يوما كاملة ، كان ذلك في سياق هوجة ماعرف بتنظيم طلائع الفتح وكشاهد بقي 58يوما في فترة تحقيقات مرعبة كنت أقيم في مكان حجز ثابت أمام حجرة التحقيق وقد استطاع بعض المحتجزين أن يثقب ثقبا في الباب ورأيت التعذيب علي أصوله ، رأينا التعليق حيث يقيد المعتقل من الخلف من يديه ويقف علي كرسي ويعلق في الباب من أعلي بيديه الموثقتين وهذا من أصعب أنواع التعذيب الذي تعرضت له أنا شخصيا في أحداث عام 1981م ولكني رأيت الآخرين وهم يمارس معهم عام 1993م ، وأعتقد أن العام 1993م أدخل مصر في دوامة تعذيب مرعبة أعطت الضباط الذين يقومون بالتعذيب تفويضا بأن يفعلوا ما يريدون وما يشاءون بلا حساب ولا ضابط ولا رقيب وأن الذي يقوم بالتعذيب أكثر هو من تفتح له أبواب الصعود والترقي . لابد من حملة للحصول علي شهادات الذين تعرضوا للتعذيب وعلي أسماء الضباط الذين قاموا بالتعذيب من ضباط أمن الدولة بخاصة فهم الطليعة التي وضعت وقعدت للتعذيب أصوله وقواعده ولا بد من محاكمات وطنية لهم بحيث يعرف الذين يعذبون الناس أنهم لن يفلتوا من العقاب ، لابد من تأسيس لحملة أهلية مدنية تجمع شهادات المعذبين وأسماء الذين قاموا بالتعذيب وعقابهم وتقديمهم للمحاكمة . أذكر أن القاضي عبد الغفار محمد الذي كان يحاكمنا في قضية الجهاد أقر في وثيقته المهمة وهي حكمه في القضية أن جميع المتهمين تعرضوا للتعذيب وأمر بمحاكمة المتهمين بالتعذيب ضمن حكمه التاريخي وساعتها كنت في السجن تحول السجن إلي ساحة رعب للمتهمين بالتعذيب وكانوا هم أنفسهم القائمين علي السجن نذكر منهم صفوت جمال الدين وأذكر الضابط الطاغية الذي كان يقوم بالتفتيش علينا في سجن ليمان طره عقب واقعة الهروب الكبير واسمه مصطفي لطفي وهو مدير مباحث السجون ، وأتهمه هو ومن كانوا ضمن مجموعة العاملين في سجن طره في هذا الوقت بأنهم قاموا وبشكل دوري بالتعذيب المنظم للمسجونين واستهانوا بمقدساتهم الدينية في شهر رمضان وسبوا لهم الدين ونصبوا لهم العرائس للجلد عليها وكان مدير مصلحة السجون الضابط الهائج واسمه نبيل ولا أذكر بقية اسمه هو من قام بتحويل السجون إلي باستيل عام 1989م وما بعده هناك أسماء كثيرة تقدمت للمحاكمة وبرئوا ولكنهم لا يزالون موضع الاتهام وهم من الأسماء التي شاركت في التعذيب بعضهم محافظون اليوم ولا بد من فتح ملفاتهم حتي يعرف الذي يقوم بجريمة التعذيب أنه لن يفلت من العقاب . كانت مسيرة المتظاهرين أمام لا ظوغلي فاتحة لإمكان فتح ملفات الضباط الذين قاموا بالتعذيب واستماع شهادات الشهود وحتي يمكن التفكير في عقد محاكمة أهلية لهم والحكم عليهم حتي يأتي اليوم الذي يتم فيه قصاص العدالة والقانون منهم ويعود الاعتبار والحقوق إلي أهلها ، قصص التعذيب مؤلمة وأسر كثيرة تعرضت للبهدلة والاقتحام وأطفال شاهدوا وفزعوا ولابد من عقاب من قام بهذا ومن أعطي له الأوامر ومن أعطي الأوامر من عل إنها مسئولية نظام لا يريد أن يراجع آثامه ولا أن يتوب عن جرائمه لكن لا بد من تسجيل هذه الجرائم لحين ساعة العقاب وإني أراها قريبة .