نعلم أن مصر تحتل المرتبة الأولى في الشرق الأوسط بين الدول التي تتلقى تحويلات مالية من مواطنيها. وهناك ضرورة إلى إحصاء دقيق لعددهم، ومصر لها ما يزيد عن أحد عشر مليون مصري يعيشون خارجها ومعظمهم في بلاد عربية وخليجية بل يعيش في السعودية وحدها قرابة مليون وسبعمائة ألف مصري . .ففي خلال أيام قليله شهد الاقتصاد المصري فجأة أزمة كبيرة بعد تراجع الجنيه لمستوى قياسي ليصل سعر الصرف إلى 6.32جنيه/دولار في نهاية 2012 مقابل 6.032 جنيه/دولار في نهاية ديسمبر 2011. تقريباً برغم ارتفاع البورصة والتي سجلت نمواً قياسياً يعتبر الأعلى على مستوى كل البورصات العالمية. ولم يتساءل احد لماذا في هذا الوقت بالذات.والكل يعرف أن مصر مقبله على انتخابات تشريعيه وهي الأهم في تاريخها..حيث سيتمخض عن هذا المجلس النيابي المنتخب "حكومة الثورة الحقيقية "والتي لها صلاحيات واسعة لم تكن من قبل.لذا فعَيْن الكل عليها .الفلول وغير الفلول, الثوريين وغير الثوريين ,الشرفاء وغير الشرفاء . وعلى الأرض نجد أن الفلول ما زال عندهم أمل في الصعود فما زالوا يمتلكون الإعلام وقواعد السوق وإدارة هياكل المؤسسات الحكومية،ولا يألون جهدا في إفشال الثورة وإغراق سفينة مصر الجديدة والتي إن غرقت ستَغرق بالجميع، وهذا الفلولي يحسب إنه لن يغرق،مطمئناً انه لو حدث ذلك سيكون هو أول من يهرب والدولارات في انتظاره مع أصدقاءه في دبي شفيق ودحلان وغيرهم. يذكرني هذا بأسطورة كانت تقص عن الهنود الحمر.سكان الأمريكيتين الأصليين كانوا إذا أمسكوا بأحد من الأمريكان البيض يسلخون فروه رأسه ويصنعون منها طبله، وفي ذلك ترددت أحدى النكات ،أنه لمَّا امسكوا بأحد هؤلاء البيض وكان أصلع جاهز، بادروا بسلخها فهددهم بأن من سيقترب منهم فإنه سيمزق فروه رأسه فضحكوا. وهذا هو حال البعض من مدعي الوطنية ،الذين يريدون أن يمزقوا اقتصاد مصر وهي جسدهم وقبل ذلك بلدهم.وهم يظنون أن الرئيس ومن معه هم كالهنود الحمر.حيث جاءوا لسلخ فروات رؤوسهم ،ولا يدرون أنه يريد أن يزرع لرؤوسهم فرو جديد. وهي مصر التي هي مصرنا جميعا والتي نريد أن نبنيها من جديد. فلماذا نفكر في تمزيقها وإفشال اقتصادها .وممن؟ من هؤلاء الذين نسمع ونشاهد منهم مدى الشماتة على انهيار الجنيه المصري "وتعود ريمه لعادتها القديمة" إنهم إعلامي فضائيات الفلول ورجال أعماله"إعلامي المسيح الدجال "كما يقال عنهم .فما زالوا مُصرِّين على إظهار حقيقتهم وما في سريرتهم من كراهية وحقد لشخص الرئيس المنتخب ومن جماعته التي ينتمي إليها ومن الشعب الذي جاء به الذي يقولون عنه شعب جاهل"وتروح مصر والشعب فداهية". أخذ هؤلاء بعد فشلهم الّذريع وفشل ملفهم السياسي بعد الاستفتاء على الدستور، بدءوا في فتح ملف أخر هو الملف الاقتصادي وما يسمى بثورة الجياع...متناسين مصر بلدهم المحروسة، مصر الجديدة والتي تتطلع إلى نهضة شاملة وسريعة مدعين حب ليلى وليلى لا تقر لهم بذاك ،بل تلفظ هؤلاء الشامتين المعطلين لها من آن إلى آخر. ألم ير هؤلاء ويتعلموا ماذا يفعله الآن الأمريكان لمحاولة الخروج من الأزمة المالية وجلوس الأضداد المتناحرين سياسيا "الحزبان الديمقراطي والجمهوري" معا على طاولة واحدة لبحث خروج أمريكا بلدهم المحبون لها جميعا من أزمتها. متناسين خلافاتهم وفي كيفيه إدارة شئون البلاد، هذه هي النزعة الوطنية الحقيقة لا المزيفة التي تبث السم لتقتل صاحبها ومن معه.ولا عزاء للفلول ومن والاهم . إن ما سمعناه عن سحب عشوائي للدولار من البنوك من أفراد وجهات متعددة لها مصلحه في إحداث شلل اقتصادي وبالتالي فشل لمن يديروا المرحلة الحالية لهو أمر مُتَعمَّد لا يمت للوطنية ولا الشرف بصله، بل هي الخيانة المتعمدة لمصر وشعبها. إذاً فلابد من حلول وقرارات.فأما القرارات فمنوطه بالحكومة لتقنين هذه الممارسات السلبية بل والعقوبة عليها ،لأن هذا الأمر يمس الأمن الوطني المصري . فعلى الحكومة التعجيل بذلك لتدارك الأمر ولكي لا نَمُدَ أيدنا لصندوق النقد ونحن نعرف لماذا أنشأ وما هي مساوية على المستوى البعيد وما له من تقيد لبعض المشاريع القومية والمقصود عرقلتها كما كان من قبل ونعرف أن هذا الصندوق المقيد لا يعطي لأجل عيون مصر ولكنها المصلحة. -ومن الحلول العملية هو هذه الدعوات على الإنترنت مثل حملة "حول لمصر" على الفيس بوك لتعزيز ثقة المواطن بأهله وناسه من المصريين العاملين بالخارج للمشاركة في بناء اقتصاد مصر ومناهضة من يريد إفشال مصر الجديدة ،و دعوة أخرى من الدكتور السعودي وليس المصري يا مصريين هو د. سلمان العودة الأمين العام المساعد لاتحاد العلماء المسلمين. في مقاله "مصري خارج وطنه" دعا فيها المصريين العاملين بالخارج إلى ضرورة تحمُّل مسئولية بناء الاقتصاد والمساهمة في تخطي الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر". - ومن الحلول أيضا إنشاء صندوق للزكاة وبسرعة ليشارك في القضاء على الفقر وبالتالي بناء الاقتصاد وصموده ليرى رجل الشارع الفقير والذي لا يعنيه دستور ولا قوانين ولا مجالس نيابيه ولكن الذي يعنيه توفر لقمة العيش الكريم وهذا هو ما يلعب ويعول عليه الشامتون المرجفون في المدينة. هذه حلول مبدئية سريعة والتي تمثل البنية الأخلاقية للنشاط الاقتصادي من حيث البواعث والهدف منه والقيم التي تحكمه للحفاظ على مصرنا. مع عدم تباطؤ المؤسسات الحكومية لوضع سياسات لازمة لدفع النشاط الاقتصادي على كل المستويات وهو دور الدولة الحارسة ( جيش, شرطة, قضاء) والمسئولة عن التنمية والاستقرار الاقتصادي والعدالة الاجتماعية.. ومن ثم نبادر بعد ذلك ببناء قاعدة إنتاجية متقدمة. إنَّ التحويلات المالية الآن تشكل ركيزة أساسية للاقتصاد المصري، وحسب تقديرات البنك الدولي فقد بلغت تحويلات مصريي الخارج عام (2008م) ما يقارب تسعة مليارات دولار. وهو رقم يزيد وينقص حسب الأوضاع الاقتصادية. وفي هذا الوقت الذي تمر به مصر لابد أن يزداد ليقف الاقتصاد ويصمد أما الأفعال الدنيئة وهذه الدعوات غير المسئولة والملموسة والتي تندرج تحت مسمى الخيانة للوطن من جبهات الإغراق الوثني من سحبٍ للدولار من الحسابات البنكية والتي أدت بدورها لانخفاض الجنيه المصري فالي متى يبقى هؤلاء المرجفون الشامتون المعطلون لنهضة مصرنا الجديدة.إليك سيادة الرئيس؟قال تعالى"لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلاَّ قَلِيلاً" واليكم أيها المصريون العاملون بالخارج انضموا إلى حملة "حَوِّلْ لمصر" حفظ الله مصر. *باحث وعضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]