اشتدت حدة الصراعات داخل أروقة حزب الوفد بين د. نعمان جمعة ومعارضيه حيث نشطت في الفترة الأخيرة جبهة الوفديين الأحرار والتي يتزعمها مجدي سراج الدين ابن عم فؤاد سراج الدين زعيم الحزب الراحل وقد دعت هذه الجبهة من خلال منشورات ملئت أروقة الحزب إلي عقد مؤتمر لإنقاذ الحزب من المصير المظلم الذي ينتظره بسبب ديكتاتورية نعمان جمعة والتي أثرت بالسلب علي حزب الوفد والذي يعد من أكثر أحزاب مصر ليبرالية. وقد دعت هذه الجبهة التي تضم العديد من رموز الحزب من الذين قام نعمان جمعة بفصلهم في السنوات الأخيرة إلي ضرورة إعادة لائحة 1986 والتي تم تغيرها عام 94 وسمحت لرئيس الحزب بتعيين نوابه وتعيين من 20إلي 40 من أعضاء الهيئة العليا بدلاً من انتخابهم ، وهو النظام الذي كان معمولاً به في لائحة 86 وانتقد بيان الجبهة ما أقدم عليه جمعة طوال السنوات الماضية من طرد العديد من قيادات الحزب من بينهم نواب لمجلس الشعب وتجاهله لجميع الجهود التي عملت علي إعادتهم ورفضه إجراء أي حوار معهم ، مما سبب ضربة قوية لوضع الوفد في الساحة السياسية . و علمت "المصريون" من مصادر داخل الحزب أن أعضاء الجبهة يحاولون الآن إجراء حوار مع محمود أباظة نائب رئيس الحزب ومنير فخري عبد النور السكرتير العام والذين ساءت علاقتهما مع نعمان جمعة بعد لقاءهما مع وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس وهو اللقاء الذي انتقده جمعة بشدة ، ولكن عبد النور وأباظة يتحفظان علي إجراء هذا الحوار ومعهم فؤاد بدراوي خشية أن يفتح هذا الباب واسعاً أمام اضطرابات قد تنتهي بتجميد الحزب أو أن يستطيع نعمان جمعة استغلال علاقته بالدولة في تكرار سيناريو الفصل معهما.