نفى منير فخري عبد النور رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الوفد المعارض للمصريون ما تردد عن وجود مؤامرة داخل الحزب ، يتزعمها هو ومحمود أباظة نائب رئيس الحزب ، للإطاحة بالدكتور نعمان جمعة رئيس الحزب بعد الهزيمة المخزية التي مني بها جمعة في انتخابات الرئاسة ، حيث حل في المرتبة الثالثة بعد الدكتور أيمن نور مرشح حزب الغد ، وزاد من وطأة الهزيمة أن الأصوات التي حصل عليها جمعة كانت أقل من نصف الأصوات التي جمعها مرشح حزب الغد . وأكد عبد النور ، في تصريحات خاصة ل " المصريون " ، أن إقصاء الدكتور جمعة عن منصبه غير مطروح في الوقت الراهن وأن ذلك من اختصاص الهيئة العليا للحزب واللجان الفرعية في المحافظات مشيرا إلى أن رئيس حزب الوفد مستمر في عمله وأدائه الحزبي . واعترف عبد النور بأن الهزيمة التي مني بها الحزب في الانتخابات الرئاسية كانت ثقيلة وغير متوقعة لرئيس حزب له تاريخ عريق في السياسية ، لكنه رفض التعليق عما إذا كان يجب على رئيس الحزب الاستقالة من منصبه مثلما يحدث في الأحزاب السياسية في الدول التي تتمتع بديمقراطية تعددية. من جانبه ، دعا المهندس مجدي سراج الدين زعيم "أحرار الوفد" ، الدكتور نعمان جمعة إلى الاستقالة الفورية ودعوة الجمعية العمومية الوفدية لانتخاب رئيس جديد لإنقاذ الحزب من الانهيار. واتهم سراج الدين الدكتور نعمان بالفشل في قيادة الوفد والفشل في وضعه في مكانه الصحيح ، مؤكدا أن احتلال المركز الثالث لا يتناسب مع المكانة الحقيقية للوفد وخاصة أن المحافظات الوفدية لم تمنح أصواتها لمرشح الوفد وهي بورسعيد والشرقية والدقهلية والتي تضم معاقل الحزب . وكانت "المصريون" قد أشارت أمس الأول لوجود "انقلاب صامت " داخل الوفد للإطاحة بجمعة ، استنادا لمعلومات عن عزم منير فخري عبد النور رئيس الهيئة البرلمانية للحزب ومحمود أباظة نائب رئيس الحزب تهيئة الأجواء داخل الوفد لسحب الثقة من نعمان جمعة وعزله من رئاسة الحزب بعد الأداء المتواضع جدا لنعمان خلال الحملة الانتخابية وعدم حصوله على نسبة كبيرة من الأصوات تليق بالمكانة التاريخية للحزب. وأكدت المعلومات أن أباظة وعبد النور قد أبرما صفقة لتوزيع غنائم ما بعد الإطاحة بجمعة بينهما وبين أنصارهما وضرورة استغلال الاستياء الشديد الذي تشهده أروقة الحزب بعد فشل جمعة بإقناع الحد الأدنى من الجماهير للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية لحشد الدعم لمحاولة إسقاط جمعة. وقد استعد الدكتور نعمان جمعة وأنصاره لقطع الطريق على أباظة وعبد النور مرددين اتهامات للطرفين بأنهما وراء توريط الحزب ورئيسه في ما أسموه مهزلة انتخابات الرئاسة في إطار صفقة لكل من أباظة وعبد النور مع النظام للإساءة للحزب لدرجة أن الاتهامات تجاوزت الخطوط الحمراء بترديد اتهامات لعائلة عبد النور بالتورط في قضايا فساد خاصة بصفقة النفط مقابل الغذاء التي أبرمتها الأممالمتحدة مع العراق في منتصف التسعينات. ويحاول أنصار جمعة بهذه الاتهامات تحميل عبد النور مسئولية الهزيمة الساحقة التي لحقت بجمعة وبحزب الوفد. يحدث هذا الصراع في وقت يسعى فيه بعض حكماء الحزب لم شمل الحزب ومنعه من الوقوع في براثن الصراعات التي تهدد بتجميد أعرق حزب سياسي في مصر عبر تقييم التجربة الانتخابية بما لها وما عليها والاستفادة منها في المعارك القادمة والبعد بالحزب عن الصراعات.