كشفت مصادر مطلعة ل " المصريون " أن الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية أجرى خلال الساعات الماضية اتصالا هاتفيا بالدكتور أيمن نور رئيس حزب الغد ، والذي حل ثانيا في انتخابات الرئاسية التي جرت الأربعاء الماضي ، وذلك من أجل الترتيب لعقد لقاء بين نور والرئيس مبارك بمقر رئاسة الجمهورية ، كي يعترف نور بهزيمته في الانتخابات ويبارك فوز الرئيس مبارك ، تمهيدا لمشاركته في الجلسة الخاصة التي يعقدها مجلس الشعب لأداء الرئيس مبارك اليمين الدستورية ، والتي من المرجح أن تعقد يوم الثلاثاء الموافق 27 من الشهر الحالي . وأوضحت المصادر أن الدائرة المحيطة بالرئيس مبارك تبذل جهودا مكثفة كي يشارك جميع المرشحين الذين شاركوا في انتخابات الرئاسة في جلسة أداء اليمين الدستورية ، وذلك من أجل إرسال رسالة للدوائر الداخلية والخارجية بوجود إجماع واعتراف كامل بفوز الرئيس مبارك في الانتخابات ، خاصة وأن التقارير التي نشرتها الصحف الأمريكية والأوروبية حول الانتخابات تضمنت انتقادات عنيفة للتجاوزات التي شهدتها العملية الانتخابية . وأضافت المصادر أن النظام يستهدف من خلال هذه المشاركة تحقيق المصالحة الوطنية الكاملة وطي صفحة التنافس التي دارت خلال معركة الانتخابات الرئاسية وأيضا التركيز على حرص مبارك على أن المعارضة جزء من النظام في مصر وليست منفصلة عنه. ورغم أن المصادر لم تكشف النتيجة التي انتهت إليها المكالمة الهاتفية بين نور وعزمي ، لكن أيمن بركات أحد أبرز مساعدي الدكتور أيمن نور نفي ل " المصريون " وجود اتصالات بين رئيس حزب الغد ورئاسة الجمهورية ، مستبعدا حدوث هذا السيناريو جملة وتفصيلا ، مشيرا إلى أن الدكتور أيمن نور سيواصل جهوده لفضح التزوير والتلاعب والانتهاكات التي شابت العملية الانتخابية . وأوضح بركات أن نور شارك بفاعلية في المظاهرة التي نظمتها كفاية أمس للتنديد بالتزوير الفاضح الذي شاب الانتخابات الرئاسية وهو ما ينفي صحة هذه الاتصالات. من جانبه ، رجح المستشار مرسي الشيخ وكيل حزب الغد حدوث هذه الاتصالات ، معتبرا أن هذا السيناريو هو المنطقي لصالح الحزب والنظام والحياة السياسية فالتصعيد من جانب الطرفين لن يخدم أحدا بل ستكون له أضرار على مصلحة الوطن . وأعرب الشيخ عن تأييده لوجود حوار بين النظام والحزب لما فيه خدمة مصالح الدولة العليا ، خاصة وأن حزب الغد ورئيسه أثبتا كفاءة سياسية كبيرة خلال العملية الانتخابية ، تجعل محاولات تقزيمه غير ذات جدوى ولا تخدم الحياة الحزبية والسياسية في مصر. في السياق ذاته ، كشفت المصادر أن الاتصالات التي تجريها رئاسة الجمهورية شملت أيضا الدكتور نعمان جمعة رئيس حزب الوفد ، والذي يعد الخاسر الأكبر من الانتخابات بعدما حل ثالث بعد مبارك ونور ، بحصيلة تجاوزت المائتي ألف صوت بقليل ، وهو ما يعد هزيمة مدوية لحزب يعتبر نفسه الأعرق والأكثر شعبية وتواجدا بين أحزاب المعارضة . وأوضحت المصادر أن جمعة مازال يرفض استقبال أي مكالمات هاتفية ، حيث أغلق هاتفه المحمول ، مستبعدا حضوره لجلسة أداء اليمين ، خاصة في ظل التصريحات الصحفية التي أدلى بها جمعة وأتهم خلالها الحزب الوطني بتزوير الأصوات لصالح مرشحه وحتى لصالح الدكتور أيمن نور من أجل إحراج الوفد والتأثير على مكانته في الشارع المصري . ويضاعف من مأزق جمعة ما يتردد عن وجود "انقلاب صامت " داخل الحزب للإطاحة به ، يقوده كل من منير فخري عبد النور رئيس الهيئة البرلمانية للحزب ومحمود أباظة نائب رئيس الحزب عبر تهيئة الأجواء داخل الوفد لسحب الثقة من نعمان جمعة وعزله من رئاسة الحزب بعد الأداء المتواضع جدا لنعمان خلال الحملة الانتخابية وعدم حصوله على نسبة كبيرة من الأصوات تليق بالمكانة التاريخية للحزب. وحول الاستعدادات الجارية لجلسة أداء الرئيس مبارك لليمين الدستورية ، كشفت مصادر برلمانية ل " المصريون " ، أن القرار الجمهوري بدعوة مجلس الشعب إلى عقد جلسة استثنائية سوف يصدر خلال 72 ساعة القادمة. ومن المقرر أن تحضر الحكومة بكامل هيئتها هذه الجلسة في إطار البروتوكول المتبع في مثل هذه الجلسات في حين وجه مجلس الشعب الدعوة إلى اللجنة العامة بمجلس الشورى برئاسة صفوت الشريف رئيس المجلس لحضور هذه الجلسة بصفة ضيوف حيث تقتصر المسئولية الدستورية لمبارك أمام البرلمان فقط باعتباره السلطة التشريعية. وقرر مجلس الشعب توجيه الدعوة إلى جميع قادة الأحزاب السياسية وفي مقدمتهم رؤساء الأحزاب الذين خاضوا الانتخابات الرئاسية الأخيرة لحضور هذه الجلسة في إطار إظهار مظاهرة التلاحم الوطني وإغلاق ملف المعركة التنافسية على منصب رئيس الجمهورية والمشاركة في مسئوليات الحكم خلال المرحلة القادمة. وتقرر أيضا دعوة جميع الحافظين لحضور هذه الجلسة ليكون أخر ظهور رسمي لأعضاء مجلس المحافظين قبل أن يقدم مجلس المحافظين استقالته إلى الرئيس مبارك. من ناحية أخرى ، علمت المصريون أن الدكتور أيمن نور قام برفع دعاوى أمام القضاء الإداري يطالب فيها ببطلان قرار رئيس لجنة الانتخابات العليا بإعلان فوز الرئيس مبارك لولاية خامسة لما شاب العملية الانتخابية من تزوير فاضح وانتهاكات لا حصر لها تجعل إعادة الانتخابات أمرا ضروريا وحتمياحسب رأيه وأكدت مصادر مطلعة بحزب الغد أن الدكتور أيمن نور سيدعو لعقد جمعية عمومية للحزب في الثالث العشرين من الشهر الحالي لتقييم العملية الانتخابية وأدائه كرئيس ومرشح للحزب في الانتخابات الرئاسية. وسيطلب نور من الجمعية بحث إمكانية سحب الثقة منه أو تجديدها ، طبقا لرؤيتها لمدى نجاحه في إدارة العملية الانتخابية بأسلوب يليق بمكانة الحزب في الحياة السياسية في مصر. ورجحت أغلب التوقعات تجديد الثقة في نور، حيث أشاد اجتماع غير رسمي للهيئة العليا للحزب بأداء نور ، معتبرا أن الحزب كان الرابح الأول في الانتخابات الرئاسية رغم التزوير الفاضح الذي تورط فيه الناظم ضد الحزب ومرشحه.