كشفت مصادر مطلعة أن حرب "تكسير عظام" تفجرت ما بين الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية ووزير الإعلام أنس الفقي ، والمقرب من جمال مبارك رئيس لجنة السياسات بالحزب الوطني ، إثر تسرب معلومات عن وجود نية لتصعيد الفقي لتولي حقيبة وزارة " شئون رئاسة الجمهورية " ، التي سوف يتم استحداثها خصيصا من أجله ، لتكون بديلا عن ديوان رئاسة الجمهورية الذي يتولى عزمي رئاسته حاليا . وفسرت المصادر احتمالات تصعيد الفقي بقربه الشديد وصداقته الحميمة مع جمال مبارك ، الذي يعد المتحكم الفعلي في إدارة شئون الحزب الوطني الحاكم ، فضلا عن أن الفقي اعترف علانية بعلاقته القوية بالسيدة سوزان مبارك حرم رئيس الجمهورية ، واصفا نفسه بأنه تلميذ في مدرستها ، وهو ما اعتبر في حينه سقطة سياسية ما كان لوزير يتولى وزارة رئيسية أن يقع فيها . ومع أن عزمي مرشح لتولي رئاسة مجلس الشعب الجديد ، خلفا للدكتور فتحي سرور الذي ما زال الغموض يحيط باحتمالات خوضه انتخابات البرلمان المقبلة من عدمه ، الأمر الذي يسعى إليه منذ سنوات ، إلا أن المصادر لفتت إلى أن زكريا عزمي لا يفضل أن يخلفه الفقي في منصبه ، ويحبذ أن يذهب المنصب إلى أحد المقربين منه سواء من داخل ديوان الرئاسة أو من خلاله ، حتى يضمن استمرار نفوذه داخل مؤسسة الرئاسة حتى بعد مغادرته لها . وكشفت المصادر أن حرب " تكسير العظام " وصلت ذروتها ، إثر نجاح رجال زكريا عزمي في الوصول إلي صيغ العقود التي كان وزير الإعلام ينوي إبرامها مع مستثمرين مصريين لشراء عدة قنوات فضائية وأرضية مصرية ، وقد تم تسريب هذه الصيغ من قبل مجموعة عزمي إلى صحيفة " صوت الأمة " المستقلة ، وهو ما شكل إحراجاً بالغا لوزير الإعلام ، لا سيما وأن العقود المقترحة لم تدرس بعد ، والسلطة لم تعترف بشكل مباشر ببيع تلك القنوات ، وهو ما تلقى الفقي بسببه توبيخا من رئيس الحكومة الدكتور أحمد نظيف ، كما أضطر لنفي وجود الصفقة من الأساس ، وسارع للإعلان عن خطة لإعادة هيكلة قطاع القنوات المتخصصة ، التي كانت موضع الصفقة . وأشارت المصادر إلى أن رجال زكريا عزمي نجحوا أيضا في إحداث وقيعة بين رئيس قطاع الأخبار في التليفزيون الصحفي المناوي وبين الوزير أنس الفقي وترويج شائعات واسعة النطاق بأن المناوي يستعد لتولي وزارة الإعلام بدلا من الفقي ، وذلك في محاولة منه لإيصال رسالة إلى الفقي بأنه لا يستطيع الاطمئنان لاستمرار تواجده في منصبه الحالي ، إذا فكر في القفز إلى ما هو أعلى منه . وفيما يتعلق بالخلاف بين الفقي والمناوي ، علمت "المصريون " أن جذور الخلاف ترجع إلى استياء الفقي مما اعتبره محاولة من جانب المناوي لنسب ما يعتبره نجاحا حققه التليفزيون خلال الانتخابات الرئاسية لأسلوب إدارته للحملات الإعلامية لمرشحي الرئاسة ، وقدرة قطاع الأخبار على نقله صورة "صادقة" عن برامج كافة المرشحين. وأكدت مصادر مطلعة بوزارة الإعلام ل"المصريون" أن الخلافات بين الطرفين لا تقف عند هذا الحد حيث يزعم الفقي أن عبد اللطيف المناوي يسعى لاستغلال النجاحات الأخيرة للتقرب إلى التيار الإصلاحي في الحزب الوطني وأن لديه طموحا في خلافة الفقي بوزارة الإعلام . وقد عبر الفقي عن استياءه الشديد من قيام المناوي من جانب واحد بإلغاء البرامج الزراعية التي يشرف عليها قطاع الأخبار بدون العودة للوزير مما تسبب في أزمة كبيرة بين الفقي والمهندس أحمد الليثي وزير الزراعة ، حيث التزمت وزارة الزراعة بدفع الأموال المقررة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون مقابل بث هذه البرامج.