توقع مراقبون وثيقو الصلة بحزب الوفد أن تزداد حدة الصراع داخل الحزب بسبب تردد شائعات عن عزم منير فخري عبد النور رئيس الهيئة البرلمانية للحزب ومحمود أباظة نائب رئيس الحزب تهيئة الأجواء داخل الوفد لسحب الثقة من نعمان جمعة وعزله من رئاسة الحزب بعد الأداء المتواضع جدا لنعمان خلال الحملة الانتخابية وعدم حصوله على نسبة كبيرة من الأصوات تليق بالمكانة التاريخية للحزب. ونقلت مصادر أن أباظة وعبد النور قد أبرما صفقة لتوزيع غنائم ما بعد الإطاحة بجمعة بينهما وبين أنصارهما وضرورة استغلال الاستياء الشديد الذي تشهده أروقة الحزب بعد فشل جمعة بإقناع الحد الأدنى من الجماهير للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية لحشد الدعم لمحاولة إسقاط جمعة. وقد استعد الدكتور نعمان جمعة وأنصاره لقطع الطريق على أباظة وعبد النور مرددين اتهامات للطرفين بأنهما وراء توريط الحزب ورئيسه في ما اسموه مهزلة انتخابات الرئاسة في إطار صفقة لكل من أباظة وجمعة مع النظام للإساءة للحزب لدرجة أن الاتهامات تجاوزت الخطوط الحمراء بترديد اتهامات لعائلة عبد النور بالتورط في قضايا فساد خاصة بصفقة النفط مقابل الغذاء التي أبرمتها الأممالمتحدة مع العراق في منتصف التسعينات. ويحاول أنصار جمعة بهذه الاتهامات تحميل عبد النور مسئولية الهزيمة الساحقة التي لحقت بجمعة وبحزب الوفد. يحدث هذا الصراع في وقت يسعى فيه بعض حكماء الحزب لم شمل الحزب ومنعه من الوقوع في براثن الصراعات التي تهدد بتجميد أعرق حزب سياسي في مصر عبر تقييم التجربة الانتخابية ما لها وما عليها والاستفادة منها في المعارك القادمة والبعد بالحزب عن الصراعات. على صعيد آخر ، كشفت مصادر مطلعة داخل حزب الوفد أن أبناء الوفد النشطين هم من خانوا مرشحهم للرئاسة وصوتوا لصالح مرشح حزب الغد الدكتور أيمن نور نكاية في رئيس الحزب نعمان جمعة بسبب قراراته وديكتاتوريته في إدارة الحزب . كما ذكر دكتور السيد البدوي سكرتير عام حزب الوفد أن الإخوان لم يعدوا الوفد ولكن العرف هو مساندة الإخوان للوفد ، وما حدث يعد خروجا عن المألوف ويؤكد وجود صفقات خلف الستار ستكشف عنها الأيام المقبلة والانتخابات البرلمانية . يأتي هذا في الوقت الذي تصاعدت فيه حدة الانتقادات داخل الحزب لمرشحهم للرئاسة نعمان جمعة والذي سافر للساحل الشمالي للاستجمام وإزالة الإرهاق ومحاولة الخروج من الأزمة النفسية التي تعرض لها بعد ساعات من فرز الأصوات وتأكيد تراجع الوفد عن الغد . ومن المنتظر أن تحدث استقالات فردية لعدد من قيادات الوفد خلال الساعات القليلة القادمة نتيجة هذا التراجع ، خاصة أن أمناء المحافظات التي وجد أبنائها أنفسهم أمام أزمة بسبب تقدم مرشح حزب الغد على مرشحهم رغد حداثة أمانة حزب الغد بتلك المحافظات .